الأقباط متحدون - أعلام الاحتفالات وألغام التفجيرات
أخر تحديث ٠٢:٠٥ | الاربعاء ٢٩ يناير ٢٠١٤ | طوبة١٧٣٠ ش ٢١ | العدد ٣٠٨٤ السنة التاسعه
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

أعلام الاحتفالات وألغام التفجيرات

كتب : أحمد الخميسي 
 
كان الاحتفال بذكرى 25 يناير الثالثة استفتاء شعبيا ضخما صوت فيه الشعب المصري ضد الإرهاب والإخوان الذين ظنوا أنهم سيروعون الشعب بثلاثة تفجيرات متتالية قبل يوم من الاحتفال. وبدلا من الخوف إذا بميدان التحرير وشوارع المدن الأخرى تمتلأ بالبشر وتعلو فيها الأعلام فوق دوي الألغام. كان الإخوان قبل أيام من التفجيرات الإجرامية قد نشروا بيانا اعتبره البعض اعتذارا منهم للشعب لمجرد أنه تضمن عبارة " نعتذر لجميع التيارات الثورية ورفقاء الميدان وشعب مصر العظيم على ما اقترفناه". ما الذي اقترفوه ؟ وما الذي يعتذرون عنه ؟ إنهم يعتذرون عن خطأ وحيد ، أنهم لم يصطدموا بمؤسسات دولة مبارك إلي النهاية، أما الإرهاب والترويع ، والاغتيالات، والتكفير، والتفجير، وتمزيق الكتب المقدسة، وشق الوطن بالفتن الطائفية فإن ذلك كله لا يطاله اعتذار ولا يعد مما " اقترفوه"! وفي الواقع فإن البيان استهدف تحديدا القوى السياسية المختلفة برسالة مفادها أن الإخوان مستعدون لتقاسم السلطة وليس احتكارها كما حدث عهد مرسي. أي أن البيان كان محاولة لإغراء تلك القوى أو بعضها بالتحالف مع الإخوان مقابل جزء من كعكة الحكم مستقبلا. لم يكن البيان سوى محاولة لاستمالة أطراف تفتح للإخوان باب العودة مقابل إشراك تلك الأطراف في الحكم. وقد أكد الإخوان بالتفجيرات التي أعقبت بيان" الاعتذار" أنهم لم يقصدوا ببيانهم لا من قريب ولا من بعيد التراجع عن نهجهم الإرهابي الذي اتسم به تاريخهم الدموي الطويل. وحين يكرر الإخوان وأنصارهم أنه " لابديل عن المصالحة والحوار" فإنهم في واقع الأمر يقولون " لابديل عن إفساح المجال للإرهاب والقبول به ". وقد أكدت التفجيرات الثلاثة أن الإرهاب بجذوره الفكرية الإخوانية لن يكف عن الوجود من تلقاء نفسه. إنه عاجز عن مراجعة تاريخه ومواقفه ومنهجه. عاجز حتى عن إدراك أن 30 يونيو ثم الاحتفال بذكرى يناير كان استفتاء شعبيا على نبذ الإخوان.  
 
من ناحية أخرى فقد دوت التفجيرات على خلفية تراخي الدولة وترهلها وتقاعسها عن مواجهة الإرهاب. وأبسط مثال على ذلك أن هناك مئات القضايا التي يحاكم فيها الإخوان ولم نسمع بحكم واحد في قضية واحدة إلي الآن. أيضا فإن طبيعة الاتهامات الموجهة في العديد من القضايا تنأى عن الاتهامات الحقيقية السياسية وتنزلق لتهم من الدرجة الثانية. وليس أدل على ذلك من محاكمة مرسي بتهمة التخابر مع حماس، وتنحية الاتهام بالتخابر لصالح أمريكا في موضوع الكربون الأسود. أيضا فإن الدولة لم تبذل أي جهد لشن حملة فكرية على نهج الإخوان. 
 
إن الإرهاب الإخواني لا يسعى لترويع الدولة لكنه يسعى في حقيقة الأمر لترويع الشعب المصري. وقد أصبح من الضروري إعلان خريطة طريق لمواجهة الإرهاب يتضافر فيها الحسم الأمني والمواجهة الفكرية التي لا نرى لها أثرا لا من قبل الحكومة ولا وزاراتها خاصة الثقافة والإعلام. على أنه لابد لخريطة الطريق تلك من أن تقوم على تقديم نموذج اقتصادي واجتماعي يستجيب لمتطلبات المواطنين وحاجات التطور والتنمية ويواجه الفقر والبطالة والتخلف. هذا لأن الأعشاب السامة تظل تنمو مادام الحقل ذاته مشبع بالمياه الراكدة. والفقر والبطالة لا ينجبان الطيبة ولا التسامح .   

More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter