بقلم إيهاب شاكر
طفل سوري قبل الذبح: سأخبر الله بكل شيء
إرهابي بيجاهد: خرجنا لنصرة الدين والله نصيرنا
أم أطفالها ماتوا حرقًا على يد الإخوان: دة يرضيك يا رب؟ أدفنهم التلاتة في تربة واحدة؟ مين يقبل ويستحمل حاجة زي كدة؟ فوضت أمري ليك يارب.
إرهابيون بيفجروا: الله أكبر .. لله الحمد

العجب العجاب، الله عامل مشترك بين الجاني والمجني عليه.
لكن هل الله، سر الكون، وعلة كل الأشياء، مصدر الكل، وصانع وخالق الكل، أبو الكل، والمتحكم في كل شيء، والقادر على كل شيء، المحب لكل خلائقه حتى البهائم، يكون إلها للدماء، سافكًا لها، يتغذى عليها؟!

يقول الكتاب المقدس في سفر التكوين والأصحاح الأول: " 26وقال الله: نعمل الإنسان على صورتنا كشبهنا، فيتسلطون على سمك البحر وعلى طير السماء وعلى البهائم، وعلى كل الأرض، وعلى جميع الدبابات التي تدب على الأرض، 27 فخلق الله الإنسان على صورته. على صورة الله خلقه. ذكرا وأنثى خلقهم ، 28 وباركهم الله وقال لهم: أثمروا واكثروا واملأوا الأرض، وأخضعوها، وتسلطوا على سمك البحر وعلى طير السماء وعلى كل حيوان يدب على الأرض"(تكوين 1 : 26 – 28 ).

فهل الله الذي خلق الإنسان، يأمر هو بقتل الإنسان وسفك دنه؟! الله الذي خبقه على صورته، أي بحالة أدبية وعقلية وفكرية مختلفة عن كل الكائنات، يكون هو نفسه سافكًا لدم الإنسان؟ الذي قال أثمروا واكثروا واملأوا الأرض... يريد ويأمر الإنسان بقتل أخيه الإنسان، لأي سبب كان؟ الذي قال: ... ولذاتي مع بني آدم(أمثال 8 : 31).

السؤال إذًا، من أين يأتي هؤلاء بما يثبت عقيدتهم في قتل الإنسان وسفك الدماء، حتى دماء الأطفال؟ هل عندهم مصادر تدعي أن الله هو الذي يأمرهم بذلك؟
حقيقة، عندهم، ويستندون على آيات يقرأونها ويعلنونها وهم يذبحون ضحاياهم كما تُذبح الفراخ، إنهم يهينون الله بوصمه بهذا العنف واللهث وراء دماء الإنسان، إنهم يجدفون عليه بوضعه مصدرا لسفك دماء البشر، إنهم لهم إلههم بالفعل الذي أصدر لهم تلك الأوامر، وقد ذكر السيد المسيح هذا الإله قائلا : "أنتم من أب هو إبليس، وشهوات أبيكم تريدون أن تعملوا. ذاك كان قتالا للناس من البدء، ولم يثبت في الحق لأنه ليس فيه حق. متى تكلم بالكذب فإنما يتكلم مما له، لأنه كذاب وأبو الكذاب". (يوحنا 8 : 44).

نعم إنه إبليس الذي يقتل الناس ويأمر بالقتل، بل يذبح ذبحًا، كما قال الرب يسوع أيضا: "السارق لا يأتي إلا ليسرق ويذبح ويهلك" (يوحنا 10 : 10).
لذا كل مصدر يأمر إنسان بقتل إنسان وذبحه وسفك دمه باسم الله هو من إبليس، لأنه هو الذي يأمر بالقتل والذبح، وهو الوحيد الذي يرغب في رؤية دماء الإنسان مسفوكة من أخيه الإنسان.

لابد لنا من التفكير والدراسة بل وإخراج كل التفاح من السلة ومعاودة فحصه فحصًا دقيقًا للوقوف على الصالح منه من الفاسد، الحقيقي والأصلي من المزيف، فالأمر جد خطير ولا يتوقف فقط عليه، دماء وحياة الآخرين، بل حياتي الأبدية انا نفسي، إن كنت أتبع المزيف والغير حقيقي والتابع لإبليس، فجماعة الإخوان الإرهابية أثبتت بكل الطرق الواضحة انها تتبع عقيدة إبليس السافك للدماء، المتعطش لها، المتعايش عليها، إذًا، إله الدماء الذي أقصده بهذا العنوان، هو إبليس، أما الإله الحي الحقيقي فقال عنه الرسول بولس: "... عيشوا بالسلام، وإله المحبة والسلام سيكون معكم"(كورنثوس الثانية 12 : 11).

هذا هو الإله الحقيقي، لذا كتبت من قبل واصفا أنه قد ظُلم هذا الإله الحقيقي بوضع اسمه مصدرا لشريعة القتل وسفك الدماء في قصيدة بعنوان، الإله المظلوم، وقلت: " مظلوم أنت أيها الإله مظلوم من خلقِك من عمل أصابعك من نفخت فيهم نسمة من أنفك ....  يظلمونك إذ يرونك ضعيفًا فيحملون ألسنة السيف وسيوف الألسنة دفاعًا عنك.... فنتبرع نحن ونقوم بدورك خلائقك كالقاضي والحاكم والديان فنهدر الدماء وننزل لعنات السماء وننطق بلسانك من دون استئذانك....رموك خوفًا بالتجبر وإجبار الكل على عبوديتك رغم أنك لا ترضى هذا وما أبعد هذا عن ذاتك".