شارل فؤاد المصري
الكلمات الآتية لا علاقة لها بى.. أنا مجرد ناقل لها.. هى من وجهة نظرى نبض الشارع المصرى. حيث الفكهانى والمكوجى والحلاق وعامل البنزينة
والميكانيكى والقهوجى وحارس العمارة.. مصر الحقيقية.. مصر الغلابة.
هؤلاء الغلابة أدخل معهم فى أحاديث يومية هى حوارات الغلابة حيث الشكوى التى لا تنتهى من مر الحياة.. يشكون ظلم الحكم والحكام وفشل الحكومات.
عم أحمد البواب عنده 5 عيال.. كلهم فى المدارس.. عم أحمد لسه بيخلف.. أصغر عيل عنده 5 سنين وهو كسر الخمسين بشوية.
فى يوم كالعادة صبحت عليه.. لقيته مهموم.. بيرد الصباح من غير نفس.. سألته: مالك يا عم أحمد؟.. مفيش يا باشا.. باشا إيه يا عم أحمد.. ده انت اللى باشا.. الباشوية راحت خلاص.. عبدالناصر نسفها.. بس يا باشا «الألكاب»- يقصد الألقاب- هى اللى اتلغت وفيه ناس باشوات بجد وناس مش لاقية زينا.. الغلابة كتير يا باشا وأملنا فى عبدالناصر الجديد.. قصدك مين؟.. السيسى يا باشا- قالها وهو مستنكر لسؤالى- وباغتنى بسؤال مباحثى: يا داهية متكونش انتخبته؟.. وهىّ الانتخابات لسه بدأت!.. يا باشا قصدى الدستور والناس اللى طلعت كانت رافعة صورة السيسى يعنى انتخبته.. ماشى يا عم أحمد هوافقك.. إنت بقى عاوز إيه من السيسى لو جه ريس؟
عم أحمد اتعدل فى قعدته وردت فيه الروح ونفسه اتفتحت من السؤال وقال: عاوز أعيش كويس.. يعنى لما أروح المستشفى أكشف ببلاش أو أدفع فلوس رمزية وآخد الدواء والدكتور يعاملنى كويس.. مش علشان أنا غلبان أتعامل وحش. يا باشا أنا مصرى عارف يعنى إيه مصرى!.. عارف يا عم أحمد.
وبعدين عاوز آخد معاش كويس علشان فلوس العمارة مش مكفيانى الدنيا غليت والجنيه مبقاش جايب حاجة.. والله يكرمه الأستاذ عادل لولا إنه بيشوفنى كل شهر كنت جعت أنا ومراتى والعيال.. مش عيب يا باشا يبقى فيه مصرى مش لاقى ياكل فى بلد فيها كل الخير ده.
وعاوز كمان بدل ما انا ساكن فى الجراش- الجراج- بتاع العمارة أسكن فى شقة واتلم فيها أنا والعيال بالتقسيط.. مكان بيشوف الشمس ويكون صحى.. يا بيه الأرض عندنا كتير وعلى عينك يا تاجر.. ليه الحكومة متديهاش للغلابة وتساعدهم.. ليه إيديهم ناشفة ومبناخدش منهم غير كلام.. والله يا بيه احنا نستاهل إن البلد دى تحبنا زى ما بنحبها.
يا عم أحمد مشاكل البلد كتير والناس كتير ومفيش رئيس هييجى يقدر فى يوم وليلة يحل مشاكل سنين فاتت.. ابتسم ساخراً: البلد لو فيها راجل بيحبنا يقدر يعمل كتير، والسيسى أنا عارف إنه بيحبنا.. اللى قبل كده كان بيكرهنا وكمان بيكره نفسه.. قلت: البلد مليانة رجالة. قاطعنى: البلد فيها دكرة- يقصد ذكور- وعلشان منغلطش فى حد.. الرجولة عندى ليها مواصفات ومش هتعتع عنها.. الرجولة يا بيه إنك تقف مع الغلابة وتحن عليهم ومتخليهمش محتاجين.. لأن الراجل دايماً كبير.. والكبير يكبر والصغير يصغر ولّا إيه.. وانا شايف بقى إن السيسى كبير وكبير أوى أوى.. وأملنا فيه كبير برضو.
بس عاوز أقول حاجة: اللى يمد إيده للغلابة يا بيه ربنا يمدله إيده ويساعده، والغلابة يبقوا فى ضهره واللى يتنكر للغلابة.. ربنا يذله.
فى النهاية يا بيه.. أنا حاسس إن اللى جاى أحسن لينا وللبلد وربك يعمل اللى فيه الخير.
المختصر المفيد
إذا أردت شيئاً اسع إليه.. ولا تنتظر قدومه.
نقلأ عن المصري اليوم