بقلم مدحت بشاي
لا شك أن المشهد السياسي يرصد لنا في كادره الرئيسي جرائم جماعة الإخوان الإرهابية ومن والاها ومن دعمها في الداخل والخارج، ويضاف إلى ملف بشاعاتهم كل يوم المزيد من صور العنف الإجرامية الجنونية من جانب مجموعة من الموتورين، التي باتت تشكل المزيد من الحواجز الفاصلة بمساحات من الكراهية بينهم وبين جماهير الشعب، فارتكاب جرائم الترويع للناس في الشوارع والبيوت تزداد وتتنوع أشكالها بشكل تصاعدي
إلى حد بتنا نردد مع الفنان على الحجار أغنيته اللي بيقول مطلعها «إحنا شعب وإنتو شعب.. واللى هز القلب منا..عمره ماهزلكو قلب..رغم إن الرب واحد..لينا رب... وليكو رب»، واللي بصددها انتفض نواعم أحزاب الرؤية الرومانسية الملائكية غضباً، لأنهم همه همه اللي قالوا ده «فصيل وطني» ولا يمكن الحياة السياسية أن تلتئم بدون وجودهم، وإن وجودهم هو البديل حتى لا يعودوا للعمل السري تحت الأرض، ويبقى لنا أن نسأل عن حكاية «الإخوان فصيل وطني»، وكأنهم لا يعرفون دستور تلك الجماعة كما وضعه لهم مرشدهم الأعظم والأول في رسائله «أما وجه الخلاف بيننا وبينهم فهو أننا نعتبر حدود الوطنية بالعقيدة وهم يعتبرونها بالتخوم الأرضية والحدود الجغرافية , فكل بقعة فيها مسلم يقول (لا إله إلا الله محمد رسول الله) وطن عندنا له حرمته و قداسته و الإخلاص له و الجهاد في سبيل خيره»..
أما حكاية التهديد بعودتهم للعمل تحت الأرض، وكأن أصحاب تلك الافتكاسة العبيطة لم يكونوا معنا عندما وصلت تلك الجماعة الموتورة المجنونة إلى سدة الحكم وفي النور، فأخرجوا مظاهرات الموالاة العنيفة، وحاصروا المحكمة الدستورية العليا وهاجموا وأحرقوا مبنى حزب وجريدة الوفد، ومن بعدها جريدة الوطن، ثم حصارهم لمدينة الانتاج الإعلامي وإيذاء بعض رموزه وتهديدهم .. يارب نبطل الهطل السياسي ده .. كفاية حرام!!!
وعليه، ينبغي التنبه والحذر ممن يقنعوننا بأنهم انشقوا عن «جماعة الدم والنار» ومن والاها وساعدها على التوحش، ويرطبون قلوب المصريين بإيحاء كاذب أن لديهم كنز أسرار الجماعة، وأنهم بمثابة الدليل المرشد في كيفية مواجهة فكر وأفعال المرشد وجماعته، فتفتح لهم صفحات الجرائد وتسعى إليهم كاميرات الفضائيات ليتعطفوا ويمدوا أياديهم البيضاء في جراب المعرفة السرية بالإخوان وأشقائهم الأبرار من السلفيين بكل فصائلهم، ويجودوا علينا بالنصح والإرشاد في زمن التوهان، والذي ينبغي علينا مغادرته في التو واللحظة، وكفاية .. لا يلدغ مؤمن من جحر مرتين!!
لقد خرج علينا الدكتور «الهلباوي» وهو يتحدث بكل احترام عن مرشده العبقري «حسن البنا» ويعتبره المفكر وصاحب النظرية الشاملة السياسية عبر شاشة فضائية .. لقد ثمن كثيرا د. الهلباوي فكر الإمام المرشد عندما سخر من الذين يقولون أن القومية العربية افتكاسة ناصرية (وتصورت أنه سيتحدث عن «إبراهيم» ابن باعث النهضة الحديثة الألباني «محمد علي» باعتباره أول من سعى بأفكار قومية عربية بفكرة إنشاء تجمع عربي)، ولكن الدكتور المنشق عن الجماعة كان يشير للمفكر «حسن البنا»، بل قال إن صاحب فكرة الإصلاح الزراعي هوه ذات نفسه المرشد العبقري.. تخيل عزيزي القارئ أن يتجاسر رجل تفتح له كل وسائط الميديا الآن فيبوح بكل تلك المحبة لزعيمه الروحي، بل قال إن الناس تظلم «البنا» ونصحهم بقراءة رسالة التعليم، وتحدث بتقدير بالغ أيضاً عن «سيد قطب» ونظرياته في العدالة الاجتماعية، وكيف أنه كان ناقداً عظيماً (وهو الذي وصفه أهل الكتابة النقدية بالضحالة الفكرية والحرفية)، بل وتجاسر وقال دكتورنا المفكر، فقال أنه كان من الممكن أن يتساوى في القدر والأهمية بالعقاد!
وأترك عزيزي القارئ مع فقرة من مقال للدكتور الهلباوي بجريدة «الوطن» بعنوان» مرسى الرئيس والتحديات الكبيرة» بتاريخ 28 يونية 2012.. يكتب: «لا شك أن انتخاب د. مرسى رئيساً للجمهورية يعد خطوة كبيرة وإنجازا عظيما من إنجازات الثورة التى أطاحت أول ما أطاحت بمبارك الرئيس القوى فى مصر على مدى ثلاثين سنة حالقة، حلقت كل شىء تقريبا فى هذا البلد، وربطت مصر العربية بقوى الاستعمار والهيمنة حتى أصبح مبارك يُعرف بالكنز الاستراتيجى لإسرائيل، انتخاب د. مرسى رئيسا يعيد إلى ذهنى تلك الأيام الخالية التى كان الإخوان يناقشون فيها موقف الإخوان من مختلف القوى الفاعلة فى المجتمع العربى والإسلامى،
ومنها المشاركة فى الحكم أو الترشح للرئاسة، وكان معظم أعضاء مجلس الشورى العالمى ومكتب الإرشاد يقفون ضد ترشح الشيخ الجليل صاحب العقل الاستراتيجى «محفوظ نحناح» للرئاسة فى الجزائر ،ويأمل المصريون بل والإسلاميون أن تستكمل مصر مسيرتها الديمقراطية. ويتمنى بعضنا أن تكون ولاية د. مرسى خطوة نحو الوحدة والخلافة والأمة الواحدة على نهج النبوة. الخلافة الحق. خلافة كما جاء فى القرآن «ياداوود إنا جعلناك خليفة فى الأرض فاحكم بين الناس بالحق ولا تتبع الهوى فيضلك عن سبيل الله». وكما قال الله تعالى للملائكة «إنى جاعل فى الأرض خليفة».. وبالهنا والشفا زعيمكم الجديد يا شعبنا العظيم فها قد أتتكم البشارة بعصر «المرسي الخليفة»!!!