الأقباط متحدون - أخشى على السيسى من معجبيه!
أخر تحديث ١٦:٤٦ | الاثنين ٣ فبراير ٢٠١٤ | طوبة ١٧٣٠ ش ٢٦ | العدد ٣٠٨٩ السنة التاسعه
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

أخشى على السيسى من معجبيه!

بقلم منير بشاى
    بادئ ذى بدء، اعتبر نفسى واحدا من المعجبين الكثيرين بالمشير عبد الفتاح السيسى ومن الذين يتمنون ترشحه وفوزه برئاسة جمهورية مصر.  وكانت سعادتى غامرة عندما علمت بالتطورات الاخيرة التى تبشر ان حلمى وحلم الملايين فى طريقه للتحقيق.

    ولكن لنفس هذه الاسباب يزعجنى ما اراه من ردود افعال سخيفة لترشيح السيسى تجرى فى المجتمع المصرى يروجها اناس يزعمون انهم معجبون بالرجل ويريدونه ان يكون رئيس مصر القادم.  وهى تفترض ان اعجاب الناس بالسيسى راجع اساسا لوسامته.  ولا استبعد ان يكون وراء هذه ايضا البعض من اعداء السيسى، لأن هذا النوع من الاعجاب يحط من قيمة الرجل، و يمكن ان يضر به وبفرصته فى الوصول لحكم مصر.

    من المعروف ان الصورة(image)  التى تنطبع فى اذهان الناس عن شخص ما - سواء كانت حقيقية او مفتعلة - يمكن ان تؤثر على قبول الناس او رفضهم له.  ومن هنا كان دور اخصائيى العلاقات العامة الذين يرشدون المرشح للمناصب العامة كيف يلتزم بأنماط سلوكية تؤثر فى خلق صورة إيجابية عنه مثل تسريحة شعره، وطريقة ملبسه، كيف يبتسم، وماذا يقول، ولا يقول.

    أما بالنسبة للسيسى فلم يكن محتاجا لشىء من هذا ليحبب الناس فيه.  ولا انكار ان وسامته كانت لها بعض التاثير فى جذب الناس له، ولكن الناس احبته بالدرجة الاولى لمكونات شخصيته وصادق وطنيته.  احبوه لحرصه على تغليب صالح الوطن فوق اى مخاطرة شخصية عندما تصدى لخطر الاخوان وعزلهم من المشهد السياسى.  أحبه الناس لشهامته ونخوته عندما رفض ان يرى فصيلا يبتز المجتمع وقال قولته الشهيرة "احسن لنا ان نموت من ان نرى هذا"  وأحبوه عندما وقف امام جبروت الدول الكبرى واجبرهم على احترام ارادة الشعب المصرى بعد ان كانوا يأمرون مصر فتطيع.

    وفى امكان الرجل ان يكسب ود الجماهير بمجرد الاستمرار فى عمل نفس الاشياء التى ابتدأها والتى تقبلتها الجماهير منه بالتقدير والعرفان.  ولكن الشعارات المبتذلة التى يطلقها البعض عليه هى اهانة له بقدر ما هى اهانة لمن تنسب لهم من رجال ونساء مصر. وهذه أمثلة لبعض هذه الشعارات:
معبود الجماهير

    من حق الحاكم ان يحبه الشعب عندما يخلص للشعب، ولكن المبالغة فى الحب مرفوضة لانها تحول الحاكم الى صنم يتعبد له.  الرئيس بشر يتعرض لكل اخطاء البشر، والشعب ينتظر منه ان يعترف بأخطائه عندما يخطئ ويصححها بدلا من التمادى فيها.  مضى عصر الزعيم الاوحد الذى يحكم بأمر الله فهناك اختصاصات هامة لرئيس الوزراء وهناك مراجعات وتصحيحات من حق مجلس النواب كممثل للشعب.  كل هذه امور يجب ان يراعيها الشعب ويحترمها السيسى كجزء هام من العملية الديمقراطية.
معشوق النساء

    ولا ارى تعبيرا مهينا للرجل كما هو مهين لنساء مصر اكثر من هذا التعبير وما يتضمنه من ايحاءات جنسية.  هل نساء مصر أصبحن من التفاهة حتى يهملن مؤهلات رئيس الجمهورية اللازمة لقيادة البلاد وحل مشاكلها ويركزن فقط على وسامته وجاذبيته؟  وهل يقبل السيسى ان يغض الناس النظر عن كل كفاءاته وقدراته ويختزلوه فقط فى وسامته؟
صانع المعجزات

    فى رأيى ان اكبر خطر يمكن ان يواجه الرئيس السيسى هو ان تكون توقعات الناس منه اكبر مما يستطيع انجازه.  هناك من يظن ان الرجل قادر على تغيير ظروف مصر بمجرد التلويح بعصاه السحرية.  ما اخشاه ان هؤلاء عندما يكتشفون ان العلاج لم يأتى بالقدر الذى يتوقعونه وبالسرعة التى يتمنونها، قد يصدموا ويفقدوا ثقتهم فيه.  علينا ان نعرف ان مشاكل مصر ليست بسيطة وعلاجها سيستغرق الوقت الطويل والجهد الكبير ولذلك على الشعب المصرى ان يتحلى بالصبر وبالعمل الشاق الدؤوب.

    لا انكر امنيتى ان يصبح المشير السيسى رئيس مصر القادم.  وعندما يحدث هذا نحن لا نريده ان يصبح الها تعبده مصر، بل نريده ان يستمر انسانا يعبد مصر ويعمل لرفعتها.  هكذا تزداد محبة الشعب المصرى له فوق ما يتمتع به من محبة.  وبعد ان ينجح الرئيس السيسى فى علاج مشاكل مصر فمكافأته التى تفوق كل مكافأة هى انه سيصبح ضمن عظماء مصر الذين سيخلدهم التاريخ.

 


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter