مع غروب شمس يوم 3 يوليو, بعزل الرئيس محمد مرسى، وحدوث هذا الزلزال السياسى الذى لم يحدث هزات عنيفة داخليًا فقط بل امتد تأثيره خارجيًا.
وكانت الدول الأكثر تأثرًا بالمشهد المصرى هى دول الخليج بحكم الجوار العربى ولتأييد بعضها لجماعة الإخوان المسلمين مثل قطر, ومعارضة بعضها لسياسة هذه الجماعة ومحاولة القضاء عليها مثل الإمارات والسعودية.
وبعد عزل “مرسي” أغدقت الدول العربية على مصر، عقب أحداث 30 يوليو الماضي، لتصل إجمالى المساعدات، التى تعهدت بها ثلاث دول خليجية إلى 15.9 مليار دولار.
وأعلنت المملكة العربية السعودية والإمارات والكويت، فى يوليو الماضى عن تقديم مساعدات لمصر بقيمة 12 مليار دولار، قبل أن توقع الإمارات بداية الأسبوع الجارى اتفاقا لمنح مصر مساعدات إضافية بنحو 3.9 مليار دولار، ليرتفع إجمالى ما أعلنته الدول الخليجية الثلاث من مساعدات إلى 15.9 مليار دولار.
وعلى العكس سعت قطر إلى سحب وديعة بقيمة 2 مليار دولار من مصر كانت أودعتها فى البنك المركزى كما منحت مصر مليار دولار آخر من بينها إمدادات غاز، بعدما كانت وعدت الدوحة القاهرة بتقديم 18 مليار دولار فى خمس سنوات.
والمشهد المصرى انعكس على دول الخليج لأن الإمارات ترفض أى نشاط لجماعة الإخوان المسلمين على أرضها بعكس قطر التى تحتضن كثير من قيادات الجماعة وتطور المشهد لينتهى بأزمة بين البلدين بعد تصريحات الشيخ يوسف القرضاوى ضد الإمارات.
واستدعت وزارة الخارجية الإماراتية السفير القطرى اليوم، لتسليمه مذكرة احتجاج على “تطاول” الشيخ يوسف القرضاوى على دولة الإمارات من على منبر أحد مساجدها، فى خطبة الجمعة.
وأفاد مصدر رسمى إماراتي، أن “الخارجية استدعت فارس النعيمى وسلمته مذكرة احتجاج رسمية على خلفية تطاول القرضاوى على دولة الإمارات العربية المتحدة من خلال منبر أحد مساجدها وعبر التلفزيون الرسمى لدولة قطر”.
وأوضح مسؤول إماراتى أنه “نجد أنفسنا مجبرين على اتخاذ هذه الخطوة غير المسبوقة فى علاقاتنا الخليجية، فى ظل عدم رفض الإخوة فى قطر باستخدام منابرهم الدينية والإعلامية للإساءة للجار والشقيق”.
وفى سياق متصل، أعلن وزير الدولة للشؤون الخارجية الإماراتية أنور قرقاش, أن الإمارات انتظرت من قطر أن “تعبر عن رفض واضح لمثل هذا التطاول وأن تقدم التوضيحات الكافية، والضمانات لعدم وقوع مثل هذا التشويه والتحريض من جديد”. وأسف لعدم “الرغبة والاستجابة” القطرية.
وأضاف: “سعينا طوال الأيام الماضية إلى إحتواء المسألة من خلال الاتصالات المستمرة بين البلدين، ولكن هذه الاتصالات لم تسفر إلا عن تصريح رسمى لم يشر إلى موقف حاسم يرفض خطاب القرضاوي”.
وكان وزير الخارجية القطرى خالد العطية أعلن السبت ان القرضاوى “لا يمثل السياسة الخارجية لقطر”، مشيراً إلى أن “علاقة خاصة تربط البلدين، وان امن دولة الامارات من امن دولة قطر”.
وشددّ العطية على أن “سياسة دولة قطر الخارجية تؤخذ فقط من القنوات الرسمية للدولة”.
وكان القرضاوى قال فى خطبة الجمعة فى الدوحة فى 24 يناير أن “الامارات تقف ضد أى حكم إسلامي، وتسجن المتعاطفين معه”، كما تم منعه من إلقاء الخطبة.
وبهذا فتح المشهد المصرى صراعًا آخر فى دول الخليج ليتعقد المشهد العربى ويزداد انقسامًا ولم تنكشف كل مشاهده فى انتظار الرئيس القادم فى مصر ولمن ستكون توجهاته .
تنوية هام: الموقع غير مسئول عن صحة أو مصدقية أي خبر يتم نشره نقلاً عن مصادر صحفية أخرى، ومن ثم لا يتحمل أي مسئولية قانونية أو أدبية وإنما يتحملها المصدر الرئيسى للخبر. والموقع يقوم فقط بنقل ما يتم تداولة فى الأوساط الإعلامية المصرية والعالمية لتقديم خدمة إخبارية متكاملة.