أكد نيافة الأنبا مكاريوس أسقف عام المنيا وابو قرقاص، تعليقًا علي بدء معرض الكتاب وما يواجهه من عراقيل، بسبب الأحداث السياسية التي تعيشها البلدان معرض الكتاب بالنسبة لنا عبارة عن عرس ثقافي واحتفالية كبيرة، نحشد لها المال خلال العام نمنعه عن أفواهنا وأجسادنا، فلا يهم الطعام ولا تهم الثياب، المهم أن تشبع العقول.

 

اضاف كذلك أنه أثناء تجولهم بين سرايات المعرض بشغف ووله عجيبين، نلتقط ما يروق لنا بسرعة خشية أن تنفذ النسخ المتبقية. لنعود في نهاية المعرض بما يشبه الغنيمة، نجتر فيها على مدار العام حتى يأتي المعرض من جديد.

 مشيرًا إلى أنه لقد تعلمنا أن الشيء الوحيد الذي ندفع فيه المال دون تردد هو الكتاب. فهو ليس مجرد حبر وورق وإخراج جيد، بل هو فكر .. هو كائن حي – إن أردتم – هو نتاج شخص قرأ كثيرا ولخص وابتكر وحلل وقارن وراجع وتعب، ربما لشهور وربما لسنوات، حتى يخرج عمله لتلتقطه نحن ببساطة شديدة من فوق الرفّ !!        ولذلك فقد تعلمنا أيضا أن نتعامل برفق مع الكتاب، نحترمه ونحافظ على أطرافه ! ونعيده إلى مكانه موقراً !

شدد اسقف المنيا انه  ليس شرطاً أن نقرأ الكتاب يوم أن نشتريه، وإنما يكفي أن نعرف محتواه، لنعود إليه وقت الحاجة، لا سيما وأن هناك ما يسمى بالكتب الموسوعية والمرجعية، وهذه بالطبع لا تقرأ مرة واحدة وإنما ُيرجع إليها بين آن وآخر ..

مؤكدًا انه  لقد تعلمنا أن الكتاب خير صديق  كانت القراءة أهم من الطعام بل كنا نقرأ ونحن نأكل، ونقرأ ونحن في السيارة وقبل النوم وهناك كتب " ُنحلي بها مثل الحلوى والمرطبات بعد الأكل !

وجه الانبا مكاريوس سؤالا  لأحد الشبّان عن معرض الكتاب وماذا أعد له من مال، وإن كان سيذهب إليه أساساً ؟ فيجيب بأسى المراهق: جازى الله كروت شحن الموبايل والجل وكريم الشعر، لم ُتبق لي شيئاً لما تسميه بـ الكتب ومعرض الكتاب.