الأقباط متحدون - الجارديان تتوب
أخر تحديث ٢٠:٠١ | الثلاثاء ٤ فبراير ٢٠١٤ | طوبة ١٧٣٠ ش ٢٧ | العدد ٣٠٩٠ السنة التاسعه
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

الجارديان تتوب

صوره أرشيفيه
صوره أرشيفيه
مينا ملاك عازر
 
باب التوبة مفتوح لجميع البشر والمؤسسات التي يقوم عليها بشر يمكن أن تخطئ ويحق لها التوبة، الجارديان من الصحف البريطانية التي يقوم عليها بشر، وكل ابن آدم خطاء وخير الخطائين التوابين، وها هي الجارديان تتوب - بحسب نص الخبر الذي صدره لنا موقع أخبارك- حيث جاء عنوان الخبر يقول أن الجارديان تنشر تقريراً عنوانه" فى مصر حتى الأخطاء المطبعية تعرض الصحفي للخطر"، وترجع القصة إلى خبر صدرته الجارديان إبان الاحتفال بثورة يناير في ميدان التحرير، حيث نشرت صورة للمحتفلين وعلقت عليها أن هؤلاء متظاهرين ضد الانقلاب. أما ناشر التقرير سالف الإشارة إليه يقول أن هذا خطأ مطبعي تراجعنا عنه بعد ست دقائق، ولكن المصريون لم يغفروا لنا هذا، وسلطوا الضوء بشدة على خطأنا، فعنون تقريره أن في مصر حتى الخطأ المطبعي يعرض الصحفي للخطر.
 
شكلاً هذه هي توبة، وإعلان أنهم أخطأوا واعتراف بالخطأ غير أنك لو نظرت للعنوان ملياً تستطيع أن تدرك أنهم يذمون المصريين أيضاً، وذلك بتهوينهم من خطأ كهذا، ثم بالإيحاء أن خطأهم هذا عرضهم للخطر، ولا أعرف أولاً أي خطر تعرضوا له؟ هل كشف كذبهم والتوضيح أنهم خطاؤن، والله أعلم أن كان خطأهم مقصود أم لا يعد خطراًّ؟ أما بالنسبة لمسألة الخطأ نفسه، فهل تعده الجارديان خطأ مقبول أن تنشر صورة لمؤيدين للجيش على أنهم معارضين له؟ هل هذا يعد خطأً منطقياً!؟ أم أنه من فضلة القلب تخطئ المطبعة؟ وهل تضمن لي الجارديان أن من رأوا الخبر أثناء نشره لمدة ست دقائق عادوا وتأكدوا أنه حقيقي وأنه لم يزل منشور، وأنه لم يحدث تعديل له وتصحيح!؟ وهل أضمن أن  الجارديان كانت ستعود عن خطأها وتعترف به كما الحال الآن، لو كان الإعلام المصري صمت وتغاضى عن خطأها هذا وهو الخطأ الذي يذكرني بما نشرته إبان ثورة يناير نفسها عن ثروة مبارك والتي قدرتها الجارديان حينها بسبعين مليار دولار أمريكي، مما أدى لتأجيج مشاعر الغضب مرة أخرى ضد مبارك، المهم أن خبر كهذا لم يتمكن المصريون التحقق منه وقت أن كانوا يصدقون وسائل الإعلام الغربية، فهل تعتذر عنه الجارديان الآن ولو لمبارك الذي أذته هو على الأقل!؟.
 
الجارديان لا تفهم أن الخبر الذي نشرته - ولو لست دقائق كما تدعي- قد تكون هناك الكثير من وسائل الإعلام الأخرى التي نقلته عنها وطيرته في شتى بقاع العالم بما لا يمكن الآن استعادته وتصحيحه، هل خبر بهذه الحساسية والخطورة يمكن الخطأ فيه بهذه الطريقة التافهة من صحيفة عريقة في مجال الإعلام إلا إن كان لها غرض رغم نفيها في نفس التقرير، المشار إليه أنها ممولة من جهات بالخليج!؟. فهل يأتي اليوم الذى فيه تحاسب نفسها على كل ما نشرته بخصوص مصر ومبارك وغيره، وصب في مصلحة الإخوان ومن وراءهم وتتوب عنه، لنقرأ يومها تقريراً شاملاً بكل الأخطاء والتي يمكنها حينها الادعاء بأنها لم تكن مقصودة، ويكون عنوانه الجارديان تتوب، وعلى شرط أن يكون على رأس الأخبار التي تتوب عنها صياغتها الخسيسة للتقرير موضوع المقال، الذي جاء في عنوانها أن خطأها عرضها للخطر في مصر، وهو ما لم يحدث إذ أن المصريين فقط صححوا خطأها وكشفوا كذبها.
 

More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter