زادته الضيقات قوة.... لم يكن يجامل على حساب الحق

 

 شهد له السيد المسيح قائلا "الحق أقول لكم : لم يقم بين المولودين من النساء أعظم من يوحنا المعمدان" ، ايضا "..ماذا خرجتم لتنظروا ؟ أنبيا؟ نعم ، أقول لكم وأفضل من نبى، فإن هذا هو الذى كتب عنه : ها أنا أرسل أمام وجهك ملاكى الذى يهيىء طريقك قدامك" ، يوحنا المعمدان الذى اجتمعت صفات كثيرة فى شخصه ، يحدثنا القمص يوحنا نصيف كاهن كنيسة السيدة العذراء شيكاغو عن تلك الصفات التى اتسم بها يوحنا المعمدان الخادم النموذجى ، على الرغم من قصر مدة خدمته إلا أنها كانت مؤثرة جدا ، لأنها كانت صادقة وجادة ، وفوق كل هذا أنها كانت من الله وليست بدوافع بشرية ، فقد امتلأ من الروح القدس وهو فى بطن أمه واجتهد أن يكون منقادا بالروح فى كل خطواته وكلماته ، كان السيد المسيح هو محور خدمته ، فقد كان يشير إليه  دائما لكى يتبعه الجميع وكان يتحدث عنه بأنه الأقوى الذى سيأتى بعده ، الذى هو كائن قبله وهو الذى سيعمد بالروح القدس قائلا "أنا أعمدكم بماء ، ولكن يأتى من هو أقوى منى ، الذى لست أهلا أن أحل سيور حذائه ، هو سيعمدكم بالروح القدس" ، وكان يؤكد أنه ينبغى أن ذاك يزيد وأنه ينقص ، وهذا سر عظمته أن الله كان محور حياته ، كان يوحنا هو أكثر شخص فى جيله يعرف السيد المسيح معرفة حقيقية عميقة أنه ابن الله وأنه هو النازل من فوق والآتى من السماء وأنه حمل الله الذى يحمل خطايا العالم وأنه هو عريس الكنيسة وأنه هو الديان الذى سيحاسب الناس ويفرز الأشرار عن الأبرار.    
  

كان متفاهما فى خدمته مع كل الفئات ، العشارين والجنود والفريسيين والصدوقيين وعامة الشعب، وكان يتحدث مع كل فئة باللغة التى تناسبها ويرشد ويوجه بروح وحب واهتمام ، كان يتمتع بجاذبية شديدة لذلك خرج إليه جموع كثيرة من كل مكان ومن كل الأصناف ، ليسمعوا تعليمه ويتوبوا على يديه معترفين بخطاياهم كاشفين ضعفاتهم مغتسلين بمعموديته ، حتى هيرودس انجذب إليه وكان يسمعه بسرور عالما أنه بار وقديس كما جاء فى انجيل مرقس الرسول ، كان يتميز بالصلابة والشهادة القوية للحقيقة ولم يكن يجامل أبدا على حساب الحق وكلنا نعرف قصة صدامه مع هيرودس بسبب الشهادة للحق ، لأن يوحنا كان يقول له "لا يحل أن تكون لك" ويقصد هيروديا امرأة فيلبس أخيه  ، زادته الضيقات قوة وكان يخدم حتى وهو فى السجن ويسعى الى تحويل أنظار الباقين من تلاميذه الى المسيح ويشجعهم على تبعيته .