الأقباط متحدون - حُسْنُ الجِـوار
أخر تحديث ٠٧:٣٣ | الاربعاء ٥ فبراير ٢٠١٤ | طوبة ١٧٣٠ ش ٢٨ | العدد ٣٠٩١ السنة التاسعه
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

حُسْنُ الجِـوار

 بقلم:عزمي إبراهيم

هذه حقيقة، من واقـع التـاريخ الذي لا يُنافِـق. أقدمها لكل مصري يتنكَّر لأصلِهِ العريق، وهويته المصرية الرائعة، وحضارة وطنه أم الحضارات التي يتغنى بها العالم أجمع. أقدمها لكل مصري يتمسك بانتمائه لغزاةٍ غِلاظٍ غواشم استعمروا وطنه واستنزفوا خيراته وكرامة مواطنيه. عربٌ لا يؤمنون بحُسن الجوار.
***
في بــدء الحكايــة كانـوا الجيــران
الشـام والعــراق ومصــر وإيــران
حضارات أصيـلة، عظيـمة وجليـلة
من عمـر الزمان
وفجــأة.. أتـــاهم سـيـــل الطوفــان
بأمـواج خطيــرة
من شبه الجزيرة المُحِبـَّـة الأميــرة
ريـاح صحراويـة بروح غَـوغائيـة
كغــَـزو المغــول.. وعُنــف التتـــار
غـــلاظ.. حفــــاة.. مَعـــاول دَمَـــار
لمحــو الحضــارة وهــــدم الديـــار
ودا في عرفهم هو: حُسْـن الجـوار
***
لا ليـهم تاريـــخ ولا ليـهم حضـارة
ولا فيهم بشاشـة ولا فيهم نضـارة
ولا ليـهم تجــارة
غيـر قطـع الطــرق وسفـك الدمــاء
وسلب القوافـل من مــال أو غــذاء
وسـَـبي الإمـــــاء.. ووأد النســــاء
وزِد على ذلك
غـَـزو الجيـران
***
وكـان الخِيـــــار
على اهـل الجـوار
يا إسـلام.. يا جزيـة.. يا سـفـك الدمـاء
لنـاس أبريــاء
عشان يؤمنوا بحنان السـماء
ومعـنى السـلام
خلاصـة الكــلام
مجـَـرَّد حقيــقة.. صادقة ودقيــقة
*******
إلى بعض المصريين الذين يَدَّعون بغباءٍ أنهم عَـرَبٌ، لمجرد المشاركة مع العـرب في الدين، ناسين أن معظم بلاد العالم تشترك في ذات الدين ولا يَدعُـون أنفسهم عَـرباً!! أقول لهؤلاء أن الاستعمار العربي لمصر انتهى منذ عام 877 ميلادية، أي ما يقرب من اثناعشر قرن من الزمان حين استقل أحمد بن طولون بمصر عن الدولة العباسية استقلالا تاماً. فاحتفظ بخيرات وموارد مصر بداخل مصر لأول مرة منذ غزو العرب.

وأقول لهؤلاء، لكم أن تحتفظوا بدينكم ما شئتم، ولا يستوجب ذلك أن تشرِكوا بوطنكم الذي هو أعظم وأمجد أمَّـة بالشرق الأوسط، تاريخاً وحاضراً بلا منافس. فلا تهضموا مصر حقها في نقاء المواطنة وخالص الولاء، كفاكم ضلالاً وإشراكاً بها. كفاكم انتماء غير طبيعي وغير مشرِّف بمستعمرٍ بَدويّ جاهـليّ استنزف خيـراتها ومواردها لصالح الخلفاء وحاشياتهم وحريمهم وجواريهم وغلمانهم بشبه الجزيرة، وأهـدر دمـاء وكرامـة المصريين حتى من أسلـَم منهم!!!
وإن كان ذاك في الماضي، فهاهم اليوم يغمرون مصر بعملائهم وجواسيسهم وأذنابهم الأخوان والوهابيين السلفيين والقاعدة وحماس والجهاديين وأنصار بيت المقدس وغيرهم، مُدَعّمينهم ومُمَوّلينهم بأموال النفط، سُفراءَ شَـرٍ، بمعاولٍ من مباديء سلطوية هَـدَّامة متخلفة وأسلحة ومفرقعات لتخريب مصر وهدم مؤسساتها وقِيَمها وإرهاب وقتل مواطنيها، والتعاقد ضدها مع ألد أعدائها من الغرب والشرق!!

لقد آن الأوان للمصريين أن يلبسوا فخرَ مصريتهم ولا يشركوا بها أحداً. وأن ينفضوا عنهم لوثة العروبة ولعنة العروبة وتنازعات العروبة وتقاتلات العروبة ودموية العروبة وتخلف العروبة وبغضاء العروبة لمصر والمصريين، مفضوحين مهما تظاهروا بغير ذلك!!
وعلى من يتَّهم هذا النداء بأنه "ضد الإسلام وكل ما هو إسلامي" أن يدرك أن تلك الأكذوبة لبانة عفنة في فم المغرض والجاهل والخائن لوطنه، وكليشيه قديم بُليّ من سوء استعماله!!

عاشت مصر حرة رائعة بأديانها وعقائدها وتقاليدها لأبنائها المصريين الأوفياء.. لا عملاء الصحراء الإرهابيين الخونة الملوثة أياديهم وضمائرهم ومبادئهم بأموال النفط.
 

More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter