من الشرقية للمنوفية، ومن الأقصر للقليوبية، يهاجم فيروس إنفلونزا الخنازير المواطنين بضراوة شديدة، تظهر الحالات، فتنفى وزارة الصحة وجود إصابات، يتفاقم الوضع مع وقوع حالات وفاة، يتكتم الأهالى الخبر، خوفاً من وصمة يدمغهم بها معارفهم، وجيرانهم، فيتجنبونهم ويبتعدون عنهم. فى نفس الوقت تفتح المستشفيات أبوابها أمام المصابين، تخصص لهم غرفاً لعزلهم عن باقى المرضى، لا يجدى عقار التاميفلو فى علاج ما يطلق عليه الأطباء «الجيل الثالث من الفيروس»، ذلك الذى تحور، فأضحى ينتقل من إنسان لإنسان بمجرد المخالطة وانتشار الرذاذ عن طريق العطس. لا يسلم الأطباء من العدوى، فيقعون فريسة لها، تنتشر حالة الذعر بين الأهالى وسط شائعات تؤكد انتشار الفيروس بصورة كبيرة، تحاول المستشفيات أن تبذل جهودها للحد من انتشار المرض، ولا أحد يعلم ما الذى ستسفر عنه جهودها.

«الوطن» طافت المحافظات التى ظهرت فيها الإصابات، رصدت الوضع من داخل غرف العزل فى المستشفيات، استمعت إلى حكايات المصابين وأهاليهم ومعاناتهم مع المرض، حاورت الأطباء ومسئولى وزارة الصحة، وضعت يدها على جوانب القصور، على أمل أن يتصدى لها من يملك القرار فى أسرع وقت ممكن.