السبت ٨ فبراير ٢٠١٤ -
٥٧:
١١ ص +03:00 EEST
صوره تعبيريه
عرض / سامية عياد
عظة جديدة من عظات قداسة البابا تواضروس الثانى يحدثنا فيها عن يونان النبى ، فقصة يونان النبى قصة حدثت فى القرن الثامن الميلادى ، ويونان أحد أنبياء العهد القديم ، وله سفر يحمل اسمه ، وصوم يونان ثلاثة أيام يقدم لنا ثلاثة دروس تمثل قوام الحياة الروحية ، هى المخافة ، الطاعة ، التوبة، وهذه الدروس الثلاثة هى طريقة حياتنا وتمثل مقياسا تقيس عليه حياتك إن كانت صحيحة أم لا، تعالى نتعرف على هذه الدروس من قداسة البابا تواضروس الثانى ، الدرس الأول
المخافة ، لابد أن يكون فى قلبك مخافة الله أى حضور الله فى قلبك دائما الله لا يغيب عن وعيك ولا عن فكرك ولا عن رؤيتك ، فكر يونان فى الهرب فى أية سفينة وهرب يونان ونجد أنه مقتنع بهذا الفعل لأن قلبه خال من المخافة ، عندما ركب السفينة وسأل عن اتجاهها وكان الرد الى (ترشيش) فرح لأنه الاتجاه المعاكس لإرادة الله (نينوى) ، وأرد أن يزيد الهرب فنزل الى جوف السفينة ونام نوما ثقيلا ، لو كان قلبه ممتلئا بالمخافة فلن يستطيع أن يهرب ولن يقدر ، مخافة الله التى توجد فى قلب الإنسان تجعله إنسانا صالحا . فمخافة الله أولا "رأس الحكمة مخافة الله" . فى هذا الصوم نصلى أن الله يملىء قلوبنا وبيوتنا بمخافته ، صل أن يملىء الله كيانك بهذه المخافة وأنت تقف أمام الكلمة المقدسة سواء فى الإنجيل أو فى صلواتك .
الدرس الثانى هو الطاعة ، يونان تذمر وخالف وهرب ، لكن الله يدبر بحكمة هذا الحوت ليفتح فمه ويتلقف يونان وسط البحر الهائج ويحتجزه فى جوفه ثلاثة أيام ويحرسه من أخطار البحر، ويصير هذا الحوت بمثابة هيكل أو كنيسة متحركة . الإنسان الذى يطيع ولا يقبل يخسر كثيرا فى حياته مثلما فعل يونان ، يونان عرف طريق الله وهو فى بطن الحوت وصلى من جوف الحوت صلاة قوية ، ابحث عن الطاعة فى قلبك وقل للرب علمنى كيف أطيع وصيتك ، علمنى يارب أن يكون قلبى مملوءا بالمخافة أولا والطاعة ثانيا ليكون مرضيا أمامك فى كل حين. أما الدرس الثالث هو التوبة ، ذهب يونان الى نينوى وسار فيها مسيرة يوم واحد وعندما ذهب يونان ليبشر هذه المدينة توقع أنهم لن يستمعوا الى كلامه ، لكن تأتى المفاجأة أن شعب نينوى اضطرب جميعهم ، وقدموا توبة تعتبر أعجب توبة فى التاريخ، وتسابق الجميع الرجال والنساء ، الكبار والصغار ، وحتى الحيوانات ، ليلبسوا المسوح ويجلسوا فى الرماد ويتذللون أمام الله ويرفعون صلوات ويقدمون اصواما وفوق هذا كله يقدمون قلوبا تائبة وتكون المفاجأة العظيمة أن يتوب هذا الشعب بأكمله .