الأحد ٩ فبراير ٢٠١٤ -
٠٠:
١٢ ص +02:00 EET
كتب : مدحت بشاي
medhatbe@gmail.com
عند الشروع في وضع موازنة جديدة يعكف دوماً خبراء التخطيط والمال والاقتصاد ، وبجهد إضافي للإجابة على السؤال الهام : كيف لنا أن نوفر موارد إضافية لدعم موازنة التعليم للوفاء والالتزام بالقرار التاريخي بتوفير التعليم المجاني للملايين ، وفق رؤية عميد الأدب العربي د. طه حسين بكلمته التي قال فيها " التعليم كالماء والهواء " في مراحل التعليم الإلزامي لفلزات الأكباد ، نظراً لتزايد أعداد التلاميذ والارتفاع الطبيعي لتكلفة متطلبات العملية التعليمية ، بداية من الإنشاءات والتجهيزات وطباعة الكتب والوسائط التعليمية ، ووصولاً لتوفير موارد تكفل التزامات الوزارة بتطبيق الكادرالخاص بالمعلمين ... ومع ذلك وفي مغامرة لتهدئة الخواطر في الشارع ، كان قرار د. زياد بهاء الدين (قد يكون للاعتذارعن حكاوي المصالحة وتأخير قرار فض اعتصام رابعة ) بإلغاء المصاريف الدراسية للعام الحالي ، وهو أمر مؤثر ويشكل عبء مادي ثقيل في توقيت تحتاج فيه الوزارة لمن يوفرلها موارد ضرورية لتيسير العملية التعليمية ، رغم أن الرسوم بسيطة بالنسبة للطالب ويسدد مرة واحدة ..
ثم كان القرار العبقري الثاني المشترك بالتفاهم والتنسيق مع أخوه الكبير د. حسام عيسى زميله في الحزب والوزارة والمجموعة الاقتصادية والفكر الأكاديمي والتوجه التصالحي .. القرار كان بإعفاء طلاب المدن الجامعية من تسديد رسوم الإقامة ، وكأن العقلية المعملية الاقتصاية الأكاديمية فاتها أن المدن الجامعية تعاني من نقص التمويل المخصص للصرف علي تغذية طلاب تلك المدن والتي تضم في جامعات القاهرة الكبري، حوالي 30 ألف طالب وطالبة...وكان من بين مانشر في وسائل الإعلام متزامنا مع إصدار القرار ، مناداة الجامعات بدعم المدن والمنظومة الأمنية، نظراً لموازنتها الممولة بالعجز، بالإضافة لمحاولات الجامعات تطوير الخدمات، أصبح أمراً غير وارد تنفيذه، بعد قرار مجلس الوزراء...ونشر أيضاً عقب القرار أن إلغاء رسوم طلاب المدن الجامعية يتفاوت تأثيره علي الجامعات، حيث تتراوح رسوم التقديم للمدن الجامعية بين 100 إلي 300 جنيه للطالب الواحد بالإضافة إلي اشتراك شهري يبدأ من 69جنيها في بعض الجامعات ويصل إلي 150جنيها في بعضها ، كما أن وزارة المالية تحصل علي 40 جنيها من إجمالي الرسوم التي يدفعها الطالب عند التسكين في المدن الجامعية فيما تبلغ التكلفة الحقيقية لكل طالب حوالي 800 جنيه شهرياً.. يعني بندعم المدعوم بشكل هايل ، بينما زملاء من الأقاليم يدفعون مبالغ كبيرة للإقامة خارج المدينة ، في تمييز رذيل ... ثم تعامل بحنية مع الأوكار الإخوانية ، و بؤر لتصنيع وتجهيز المولوتوف في غرف بعض المدن الجامعية للانطلاق إلى مظاهرات السلمية الإخوانية .. يعني دعم في محله الحقيقة !!!
وبالمناسبة ، كانت مفاجأة لي ، صراخ طبيب مسئول نقابي شاكياً لأحد البرامج التليفزيونية ، كيف لا تتحمل الدولة تكاليف دراسة الماجستير والدكتوراة للأطباء ، وأضاف : مشروع القانون المقترح من قِبَل الوزارة لا يضمن تحمل الوزارة تكاليف الدراسات العليا (دبلوم ـ ماجستير ـ زمالة ـ دكتوراة) والتنمية المهنية المستدامة والتعليم الطبي المستمر ويخضعها للموارد الذاتية لجهة العمل مما يعرضها للتوقف إذا لم تتوفر هذه الموارد. وقال كمان وهو واخد على خاطره قوي : همه مش عارفين إن غلطة المهندس ديتها وقوع عمارة ، وأي مهنة تانية فغلطات أصحابها ما بتوصلش لفقدان الحياة ، وبصعوبة تحاول المذيعة إقناعه أنها تعلم أمر أن وزارة الصحة قررت أن تتحمل جانباً من التكاليف ، ولكن الرجل يرفض التفاوض على حق من وجهة نظره ...والحكاية ، وفضلاً عن تقليله لمخاطر مهنة المهندس كمثال ضربه وهو سقوط عمارة ،وكأن العمارة لازم هتكون فاضية والشارع فاضي دون وجود بشر، طيب وإيه قولك يا نقابي في حالة " المدرس"اللي بيعلم كل اللي بيمشي على وجه الأرض.. أقول، وفضلاً عن ذلك فإننا بصدد مطالب نقابية تريد تعليماً مجانياً حتى الحصول على الدراسات العليا ..
وكأن أهل تلك النقابة ( وأشهد لهم بحقوق كثيرة مادية وأمنية ومهنية وإنسانية مهمة ومطلوبة بشكل مُلح لأصحاب المعاطف البيضاء ، بل ولأسرة المهن الطبية كلها بكافة تخصصاتهم ودرجاتهم العلمية ) ، لم يشاهدوا وهم يطالبون بحكاية التعليم الطبي المستمر المجاني طوابير وتظاهرات من وقفوا بباب رئيس حكومة سابق من الحاصلين بتفوق على دراسات عليا ( تحملوا نفقات دراستهم ) يطلبون التعيين ، ورغم الكثير من الوعود الحكومية يتم تخطيهم ، ثم أن هناك أطباء أساتذة في الجامعات لم يحققوا نجاحات أطباء أحبوا المهنة وأجادوها بمهارات وإخلاص وطلب العلم المستمر بطرقهم الخاصة ، بل ولهم أبحاث واختراعات وإضافات علمية ومهنية سطروها بعرق وجهد .. وكنت أتصور أن توافق الحكومة وبسرعة على كل مطالب النقابة لأنها مطالب الشعب لهم إلا حكاية الدكتوراة المجانية دي ، إنتم فاهمين العدالة الاجتماعية غلط ولا إيه ؟!!
وكمان ، لم أكن أتصور حكاية مغامرة العالم الشاب عصام حجي المستشار العلمي للرئيس لما قال إن مشروع وكالة الفضاء المصرية سيتم الإعلان عنه خلال شهرين من الآن .. نعم المشروع مهم وسيخدم قطاعات مهمة ، ولكن الأولويات وواقع المشاكل المطلوب لها توفير الوقت والجهد والاستثمارات لمعيشة الناس وعلاجهم وإسكانهم وتعليمهم وتعيينهم بعد كل السنين العجاف تلك ، أظنها لا تسمح بأحلام العصافير بقدر ماتحتاج منا لذاكرة السمك حتى ننساها مؤقتاً ، وإذا كنت لم تقرأ ماكتب من القراء الأعزاء تعليقاً على تصريحكم ، فدعني أعرض تعليق المواطنة ليلى لبيب بنص كلامها " افرحوا يا مصريين .. نحن على أبواب عصر الفضاء ....اللي مش لاقي سكن يروح الفضاء الخارجي السكن هناك متوفر..اللي مش عارف يتعالج في مصر يروح علاج الفضاء الخارجي متوفر وباسعار خيالية..اللي مش عارف يتجوز هايلاقي عروسة جاية من الفضاء الخارجي " .. فعلاً يا أباصيري قلتها وهيه حكمة " العلم لا يكيل بالباذنجان " .. زمن أكاديميين صحيح !!!!