الأقباط متحدون - عولبة المشاعر فى «عولم خانة»
أخر تحديث ٠١:١١ | الأحد ٩ فبراير ٢٠١٤ | ٢أمشير ١٧٣٠ ش | العدد ٣٠٩٥ السنة التاسعه
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

عولبة المشاعر فى «عولم خانة»

سعيد الشحات
سعيد الشحات

 بدأت أمس الكتابة عن «أكرم القصاص» وكتابه «عولم خانة»، وتحدثت عنه كاتبا ساخراً أطل بكتاباته «الساخرة» من جريدة العربى التى عملنا فيها سويا، وأستكمل..

يقدم «أكرم» كتابه «عولم خانة» بوصفه: «رؤية شبه ساخرة عن المواطن العوالمى الصالح»، ويهدى كتابه إلى «سكينة جاويش أمى.. أول حروف المعرفة، وأقصى حدود الصبر، وإلى حسين القصاص أول حروف القراءة، وآخر حدود التفاؤل، لعل أرواحهما ترضى بما فعل».
 
ويعطى هذا الإهداء ملمحا أوليا عن هؤلاء الذين تركوا أثرهم فى «أكرم»، ولأن الكاتب الساخر له أدواته الخاصة، ولقطاته الأكثر خصوصية، فمن الطبيعى، توقع أن يكون هؤلاء الأولون الذين تركوا بصماتهم العامة عليه، لهم أيضاً بصماتهم الخاصة فى مجاله الأثير، مجال «الكتابة الساخرة»، ولعله يأتى اليوم الذى يروى فيه قصته الخاصة فى هذا المجال، فكل منا يحمل البذرة التى غرسها أبوه وأمه.. لكن لكل واحد تغريدته الخاصة التى تنبئ بحدود هذه البذرة وعالمها الكبير، ورحم الله آباءنا الذين فعلوا معنا ذلك دون أن يدركوا، ما سوف تؤول له نتائج غرسهم الطيب.
 
فى عناوين فصول الكتاب تختلط السخرية بالجدية، فأعظم القضايا وأثقلها، تتحول إلى مادة ساخرة فى أيدى كاتبها، لكن تتجلى القدرة فى ألا تكون السخرية هدفا فى حد ذاتها، وإنما تتحول إلى رؤية نافعة وإيجابية، وفى هذا السياق يأتى عنوان الفصل الأول: «العولمة ملابس جاهزة ومشاعر معلبة»، وما يحتويه هذا «العنوان» من رؤى «سريعة» توفر عليك، رؤى مكتوبة فى مؤلفات كبيرة، فهو يحدثك عن زمن كانت المناسبات والأعياد فرصة للتزاور، وتبادل المشاعر الأسرية، وتغير الأمر الآن إلى الاكتفاء بالرسائل القصيرة من التليفون المحمول إلى الأهل والأسرة والمعارف، وبهذا يتبدد أجمل ما كانت تحمله هذه المناسبات من قيمة، وهى التزاور واللقاءات، وبذلك كما يقول الكاتب: «أصبح الناس يتلقون المشاعر المعلبة، كما يتلقون طلبات الطعام السريع الجاهز».
 
ويدخل فى هذا السياق أيضاً ما حدث لـ«الحب» ووسائله من تحول، فبعد أن كان سهداً وسهراً ورسائل وورود، وسباقاً فى الكلام الجياش بالعواطف والتنهيدات، يقوم العاشق الآن بالضغط على زر ليرسل إلى حبيبته رسالة قصيرة، بكلام جاهز أعده المتخصصون ليحل مكان المشاعر، والنتيجة أننا لم نعد نر مجنون ليلى، ومجنون عزة، ومجنون لبنى، وباقى طابور المجانين بالحب والعشق.
 
فى عناوين فصول الكتاب، يستوقفك «الناس فيما يعشقون مذاهب وطرق وأمزجة»، و«القانون لا يحمى المشاهدين من إعلان إعلاناتى» و«الإنترنت تهذيب وإصلاح»، و«الإنسان النفساوى الحديث»، و«ما الدنيا إلا اجتماع كبير»، و«علم اكتشاف لغة الضفادع ومشاعر النمل»، و«تجسس واستمتع وعش حياتك»، وجميعها تلتقط قضايا الحاضر، وإطلالة على الماضى، ومنها نتوقع شكل المستقبل، وتقود هذه النقطة تحديداً إلى أنه كان من الأوفق للكاتب، أن يضع تواريخ نشر كل مقال يحتويه الكتاب، حتى يحتفظ بحقه فى صحة تنبؤاته إن تحققت.

نقلا عن اليوم السابع

More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع