"تركيا وقطر وحماس وراء مخطط استخدام الإخوان للسلاح الكيميائي، تهديدات أيمن الظواهرى للسيسى تزيد من احتمالات تنفيذ المؤامرة، السلاح الكيميائى خطة الطوق الأميركى 'النظيف' لضرب الجيش المصرى بإرهابيى الجماعة، مليار دولار تحت الطلب لشراء السلاح الكيميائى بمعرفة حماس".
بتلك العبارات التلغرافية، فجّر نبيل نعيم، مؤسس تنظيم الجهاد فى مصر، مفاجآته، التى قال فيها إن الإخوان سيستخدمون الأسلحة الكيميائية ضد متظاهريهم، ليتهموا الجيش المصرى لاحقًا باستخدامها. وفى حوار خاص لـ'إيلاف'، وضع نعيم النقاط على الحروف فى عدد ليس بالقليل من القضايا، التى باتت تفرض نفسها على المشهد الأمنى وتطوراته فى مصر. وإلى نص الحوار:
*الجيش المصرى الحر!
قلت إن جماعة الإخوان المسلمين تعتزم استخدام الأسلحة الكيميائية، لكى تتهم الجيش المصرى لاحقًا بذلك، فما دليلك؟
أنا مؤسس تنظيم الجهاد فى مصر، وأعرف كل كبيرة وصغيرة تتعلق بالأطر الفكرية والتنظيمية والسلوكية لجماعة الإخوان. ودليلى على ذلك هوأن هناك جيشًا فى مصر تابعًا للإخوان يسمّى 'الجيش المصرى الحر'، على غرار ما يُعرف بـ 'الجيش السورى الحر'. ولكى تحصل على أى سلاح، فأنت تحتاج شيئين فقط، وهما الآن متوفران لدى جماعة الإخوان، ألا وهما: المال والعناصر المدرّبة.
أما المال فتوفره قطر، وذلك بدعم 'الجيش الحر الإخواني' بمليار دولار. وبالنسبة إلى العناصر المدرّبة لدى الإخوان فهى كثيرة، وتدرّبها عناصر حمساوية، وأى سلاح ليس ببعيد ما دام ثمنه موجودًا، ولا تنسى أن الإخوان تنظيم دولي، وصار شعاره منذ ثورة 30 (يونيو): 'الغاية تبرر الوسيلة لاستعادة حكم الجماعة'.
*هل تستبعد ضلوع دول معادية لمصر فى هذه المرحلة عبر توفير هذه الأسلحة للإخوان؟
لا أستبعده، بل أتوقعه، وهذا ما يخيفني. فدولة مثل تركيا تشعر بالقلق على مستقبلها بعد السقوط المدوّى للإخوان فى مصر، وبالتالى لا أستبعد قيامها بعمل أى شيء فى الخفاء لإعادة حكم الإخوان فى مصر، وتزيد مخاوفى من أن الولايات المتحدة هى الأخرى تتآمر على مصر.
ولدى معلومات فى هذا السياق تجعل مخاوفى واقعية، ومفادها أن ما يُعرف بـ 'الجيش المصرى الحر' يتم الإنفاق عليه من صندوق، يتولى مسؤوليته المدعو'قرة زادة'، مسؤول تنظيم الإخوان المسلمين فى تركيا، وتتولى تدريبه وتسليحه حركة حماس الفلسطينية، وكلها أمور مدعومة من المخابرات الأميركية والتركية والقطرية. والأموال الخاصة بتدريب هذا الجيش الإخوانى يتم إرسالها سرًا إلى المهندس محمود عزت، المرشد العام الحالى للإخوان المسلمين، وأحد أقوى الرجال فى الجماعة.
استنساخ التجربة السورية
*ما السيناريو، وما الهدف من استخدام الإخوان للأسلحة الكيميائية؟
أعتقد أنه يمكن أن يكون 'سيناريو' مشابهًا لما حدث فى سوريا، كاندلاع تظاهرات تتخللها اشتباكات، وتندسّ فيها عناصر إخوانية، كما لا أستبعد اندساس عناصر حمساوية، لخلق حالة من الفوضى، واتهام الجيش بقتل المتظاهرين بالسلاح الكيميائي، وقيام الترسانة الإعلامية الأميركية بتشويه صورة الجيش المصري، وربما يكون هناك هدف أميركي، يرمى إلى الضغط على الجيش وابتزازه عبر استغلال الإخوان كأداة أميركية لذلك.
*وما توقعاتك حيال رد الجيش المصرى على المؤامرة الإخوانية المتوقعة؟
الجيش المصرى يدرك ما يحاك له جيدًا، ووقتها سيتعامل مع الإرهابيين على أنهم ميليشيات، لا يجوز لها الوجود بموجب القانون الذى يقصر التنظيمات المسلحة فى الدولة على الجيش النظامى فقط، كشأن كل دول العالم، باستثناء دول قليلة جدًا، لظروف خاصة بها، كظاهرة لبنان وحزب الله اللبنانى مثلًا، وليبيا والميليشيات المسلحة التى تتواجد فيها الآن، ولدى قناعة كاملة بأن الجيش المصرى قادر على التصدى لمثل هذه المؤامرات الإخوانية.
*برأيك، هل المؤامرة الإخوانية على مصر خطيرة إلى هذا الحد، أم إن هناك مبالغة فيها بحكم حالة الاستقطاب التى تعيشها البلاد؟
المؤامرة الإخوانية خطيرة، وأراها أخطر مما نتصور. والدليل على ذلك أن المتهم فى تفجير كنيسة 'أكتوبر'، اعترف أخيرًا بأنه تلقى التدريب على يد محمد الظواهرى شقيق الدكتور أيمن الظواهرى زعيم تنظيم القاعدة، كما قال إنه تلقى تدريباته فى سيناء، وأنه المسؤول عن تدريب الجهاديين المسلحين فى سيناء.
الخطورة هنا تكمن فى أن خيرت الشاطر، وفقًا للمعلومات المتوافرة لديّ، كان كلف محمد الظواهرى بتوحيد الجماعات التكفيرية والجهادية فى سيناء بتمويل قدره 25 مليون دولار، بما يعادل أكثر من 170 مليون جنيه مصري، وبالفعل نجحت جماعة الإخوان المسلمين عبر هذه الأموال فى استقطاب شباب من خارج التنظيم للقيام بأعمال إرهابية.
مخطط دولي
*وهل اسم محمد الظواهري، وباعتباره شقيق أيمن الظواهري، يعطيك انطباعًا بأن استخدام الإخوان للأسلحة الكيميائية وارد؟
سؤال مهم. بالطبع يجعله واردًا بنسب أكبر. فالدكتور أيمن الظواهرى بعد سقوط حكم الإخوان، وبعد فضّ اعتصامى 'رابعة'، و'النهضة'، والتباسًا للأوضاع فى مصر، أصدر بيانًا هدد فيه النظام المصرى الحالي، وتوعده بعمليات انتقامية. والظواهرى والقاعدة قادران على توفيرالسلاح الكيميائى للإخوان وعناصرهم الإرهابية، لكى يستخدموه ضد المصريين، واتهام الجيش المصرى باستخدامه. كما لا أستبعد أن يكون ذلك ضمن المخطط الدولى والإقليمى والمحلى التآمري، الرامى إلى إضعاف الجيش المصري، واسقاط الدولة المصرية، باعتبارهما العقبة الأخيرة، التى يستحيل معها تنفيذ مخطط التقسيم الأميركى للمنطقة، المعروف بمخطط الشرق الأوسط الكبير، والذى شرحته وكشفت عنه كوندوليزا رايس وزيرة خارجية أميركا عقب سقوط بغداد فى 2003.
*ما العلاقة بين تصعيد الإخوان فى هذا الاتجاه وفشل تظاهراتهم فى الشارع؟
بالطبع هناك علاقة. فالإخوان لغبائهم الشديد، ظنوا أنهم سيكسرون إرادة الجيش والشعب بتظاهرات سلمية. وعندما أدركوا أن الشعب ليس معهم، تحوّلوا إلى تظاهرات العنف، إلا أن محاولاتهم فشلت، وبالتالى فهم مستعدون لعمل أى شيء انتقامي، خاصة أنهم صاروا يعتمدون بعد إفلاسهم بشكل كبير على العناصر التكفيرية فى سيناء، وبعض المحافظات، مثل محافظة الدقهلية. وما يزيد من مخاوفى فى هذا الصدد هوأن الولايات المتحدة، وعن طريق أدواتها فى الخارج والداخل، تسعى فى الوقت الحالى إلى إسقاط مصر وإشعال الحرب الأهلية فيها.
*وهل لديك أدلة منطقية بعيدًا عن نظرية 'الشرق الأوسط الكبير' بأن الولايات المتحدة تسعى إلى فعل ذلك عن طريق الإخوان؟
نعم، فالدلائل المنطقية كثيرة، ومنها أن ما كان يمكن للإخوان أن يصعّدوا ضد الجيش والشرطة فى الشوارع على النحوالذى نراه من دون دعم أميركى أومن دون ضوء أخضر من المخابرات الأميركية، فكل هذا التصعيد الإخوانى يأتى ضمن خطة أميركية تحدثت عنها من قبل لبعض وسائل الإعلام، وتسمّى 'الطوق النظيف'، وهدفها القضاء على جيوش مصر وسوريا والعراق، وهى الجيوش المحيطة بإسرائيل، وينبغى ألا ننسى أن السلاح الكيميائى واستخدامه فى سوريا، كان أحد وسائل واشنطن للضغط على نظام الأسد لتسليم أسلحة جيشه الكيميائية وتدميرها.
فمن فعلها فى سوريا عن طريق الجهاديين، ليس من المستبعد أن يفعلها فى مصر عن طريق الإخوان والجهاديين والتكفيريين التابعين لهم، خاصة أن أميركا موّلت الإخوان بالفعل لتنفيذ هذا المخطط، فضلًا عن أن الرئيس الأميركى باراك أوباما لديه مستشارون داعمون للإخوان، ولكن الجيش المصرى يعى كل هذه المخاطر، وقادر على التصدى لها.
*ماذا عن توقعاتك بشأن التصعيد الإخوانى فى 11 فبراير المقبل، تزامنًا مع ذكرى تنحى مبارك تحت وقع ثورة يناير؟
الإخوان أصبحوا مفلسين على الأرض، وإفلاسهم يجعلهم مثل 'الثور الهائج'، وهم لن يقدروا على فعل أى شيء ثورى أوعنيف، يغيّر من المعادلة السياسية، التى أقرّتها ثورة 30 (يونيو) 2013، وتقرّها خريطة الطريق الخاصة بها، ولكن الخطر يكمن فى أن الإخوان يريدون فرصة ملائمة لتنفيذ مخططاتهم، مثلًا كركوب موجة تعدى النظام بشكل دموى على ثوار مدنيين.
وحدوث حالة غضب شعبي، يركبون موجتها، كما فعلوا بعد جمعة الغضب فى 28 يناير) 2011، ولكن لحسن الحظ فالأجهزة الأمنية تعى ذلك جيدًا. وقناعتى هى أن الإخوان صاروا لا يملكون سوى التهديدات والتصريحات، بعدما اتضح للشعب فشلهم السياسي، وإساءتهم البالغة إلى تيارات الإسلام السياسي، وهى إساءة أتوقع أن تعانى بسببها تلك التيارات لفترة غير قصيرة من الزمن.
*وهل ينطبق هذا الكلام على حزب النور السلفي؟
أعتقد أن حزب النور سوف يتأثر كغيره من التيارات الإسلامية، ولكن يحسب له أنه تيار رافض للعنف ورافض للإرهاب الإخواني، لاسيما أن الحزب أعلن ذلك صراحة على لسان كثيرين، منهم ياسر برهامى نائب رئيس الدعوة السلفية فى الإسكندرية، ونادر بكار المتحدث الرسمى باسم الحزب، وهى مواقف كانت سببًا فى اعتداء الإخوان على هؤلاء أثناء عقدهم مؤتمرات حزبية، خاصة تلك التى كانت تحشد لدستور 2013. وأنا أرى فى هذا الخصوص أن تيارات الإسلام السياسى تحتاج فترة ينسى فيها الشعب الإرهاب الإخواني، لكى تكون قادرة على العمل السياسي، ومقبولة من جماهير الشعب المصري.