الأقباط متحدون - التصالح مع الشيطان!
أخر تحديث ١٣:٠٥ | الاثنين ١٠ فبراير ٢٠١٤ | ٣أمشير ١٧٣٠ ش | العدد ٣٠٩٦ السنة التاسعه
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

التصالح مع الشيطان!

 بقلم منير بشاى

نشرت وسائل الاعلام مؤخرا تفاصيل مبادرات للتصالح قدّمها موالون لجماعة الاخوان المسلمين.  وقبل مناقشة التفاصيل، ردى التلقائى على المبادرات فى كلمة واحدة: "تااااااااانى؟!"

لم تكن هذه المرة الأولى التى يعرض فيها الاخوان موضوع التصالح، فقد تقدموا بمحاولات سابقة ورفضت.  فماذا عساهم ان يتوقعوا هذه المرة؟ يعنى ايه "نتصالح" مع الاخوان؟  ما بيننا ليس خصومة نتيجة سؤ تفاهم يمكن تصفيته؟  نحن بصدد مطاردة لعصابة من القتلة يجب القبض عليهم واجبارهم على المثول امام العدالة ليأخذوا العقاب الذى يتناسب مع جرائمهم؟

العنصر المشترك فى هذه المحاولات هو قبول رجوع الاخوان للحياة العامة.  فهناك مبادرة من حسن نافعة تقترح تشكيل لجنة حكماء برئاسة الكاتب محمد حسنين هيكل و يكون ضمن بنودها الإفراج عن القيادات الاخوانية التي لم يثبت تورطها في جرائم.  وقبلها نشر الكاتب الصحفى مصطفى بكرى تفاصيل مبادرة تضمنت عددا من البنود منها اعلان مرسى تنحيه عن السلطة وتفويضها للمجلس العسكرى مقابل الافراج عنه وتسوية كافة القضايا الأخرى. 
وعندما سؤل عن الموضوع رفض الرئيس عدلى منصور فكرة المصالحة مع الاخوان وقال " كان من الممكن الحديث عن المصالحة قبل تفشى اعمال العنف كأحداث الجامعات المصرية، وتفجير مديريتى امن الدقهلية والقاهرة ومتحف الفن الاسلامى، وأحداث كرداسة وقرية دلجا واغتيال قيادات جهاز الشرطة وغيرها، واظن ان هذا الامر (المصالحة) لم يعد مطروحا او مقبولا شعبيا." 

كيف يمكن التصالح وقبول عودة جماعة ارتكبت جرائما كفيلة ان تضع حبل المشنقة حول رقابهم؟  لقد قتلوا المتظاهرين وعذبوهم وعلقوهم عرايا على فروع الاشجار امام قصر الاتحادية.  ارتكبوا جرائم امن قومى ضد سلامة الوطن وفرطوا فى أراضيه لصالح دول اجنبية مقابل المال او الوعد بمساعدتهم لتحقيق أجندتهم.  ارتكبوا جرائم ضد مؤسسات الدولة كالاعتداء على اقسام الشرطة ومديريات الأمن وقتل رجال الأمن.  واعتدوا على فئات الشعب وحطموا مقدساتهم مثل تدمير ما يصل الى مائة كنيسة بالاضافة الى المبانى والمدارس الأخرى التابعة للكنيسة.

التصالح الحقيقى يجب ان يتوافر فيه عنصرين اساسيين لا نراهما فى مبادرات الأخوان:
1- المصداقية: هل يمكننا ان نضع ايدينا فى أيدى الاخوان ونطمئن اليهم ام اننا بذلك نضع أيدينا فى يد الشيطان؟  هل يمكن الوثوق فى قتلة تسيل من ايديهم الدماء، وكذبة لم يصدقوا فى وعد او يحترموا عهد، وخونة لا ولاء لهم لمصر ولا اطمئنان تجاههم لشعب مصر؟ وهل التصالح ناتج عن اقتناع ومراجعة صادقة مع النفس واعترافا بالخطأ وتوبة حقيقية عن هذا المسلك؟  ام هو وسيلة للهروب من العقاب من ناحية وخدعة تضمن رجوعهم للسلطة المفقودة من ناحية أخرى؟  بمعنى ان الامر لا يخرج عن كونه محاولة للمراوغة لكسب الوقت ولم الشمل ثم العودة مرة اخرى الى نفس المسلك.
2- العدل: هل بنود الصلح تتضمن العدل للمتضررين؟  وهل يمكن للاخوان تعويض ما ارتكبوه ضد ضحاياهم؟ هل يمكنهم دفع مقابل للخسائر فى الارواح، واصلاح ما دمروه من منشئات، ورد المليارات التى نهبوها، وهل يمكنهم علاج الآثار المترتبة عن تآمرهم ضد الوطن؟

الخلاصة انه لا يمكن التصالح مع هذه الجماعة التى اعطيت الفرصة بعد الاخرى وثبت انهم لم يحيدوا يوما عن اهدافهم.  هذه الجماعة لم تتغير منذ انشائها سنة 1928، مشروعهم الوهمى للخلافة لم يتغير وكذلك وسيلتهم الدموية لتحقيقه.  قد تكون هناك تغييرات شكلية بغرض الخداع ولكنها لا تلبث ان تنكشف لدى اول صدام معهم.  هذا عن تنظيم الأخوان.  أما الافراد المنتمين لهذه الجماعة وخاصة الشباب الذين غرروا بهم فيجب التعامل مع كل حالة على حدة.  فيمكن قبول من يثبت استتابته ونبذه لمبادىء هذه الجماعة ورغبته الصادقة فى العودة الى أحضان الوطن.
 
ثم من قال اننا نريد ان نتصالح معهم؟  الاخوان هم من اختاروا لأنفسهم طريق العداء والكراهية وتكفير المجتمع.  والان بعد ان قطعوا كل الربط التى تربطهم بمصر والمصريين، فالقطيعة بيننا وبينهم هى الانسب لنا جميعا.  الاخوان مثل السرطان فى جسد هذه الأمة، ولا يمكن للجسد ان يتصالح مع الخلايا السرطانية.  هذه الخلايا هدفها الانتشار فى كل الجسد والقضاء عليه فى نهاية الأمر.  الطريقة الوحيدة للتعامل مع هذا السرطان هو البتر.
 

More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter