الأقباط متحدون - المؤامرة على سورية
أخر تحديث ١٣:٢٣ | الاربعاء ١٢ فبراير ٢٠١٤ | أمشير ١٧٣٠ ش ٥ | العدد ٣٠٩٨ السنة التاسعه
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

المؤامرة على سورية

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

بقلم شاكر فريد حسن
  ما يجري على الأرض السورية منذ ثلاث سنوات ليس ثورة ، وإنما مؤامرة مرسومة ومفضوحة، وتدمير متعمد وممنهج للوطن والشعب والدولة والنظام السوري وقدراته العسكرية ومواقفه السياسية والوطنية والقومية ، باعتبار سورية دولة ممانعة ومعادية لقوى الاستعمار والاحتلال ، وتقاتل دفاعاً عن معاقل الأمة وكرامتها المستباحة .

وهي مؤامرة شرسة تنفذها وتشارك فيها الجماعات الوهابية التكفيرية والعصابات الإرهابية المتطرفة المسلحة بكل مركباتها ومسمياتها ، كداعش وجبهة النصرة وعناصر القاعدة جنباً إلى جنب مع المعارضة وائتلافها الغريب العجيب ، الذين يعيثون دماراً وقتلاً وتخريباً في القطر العربي السوري .

وهذه المؤامرة هي جزء من منظومة مشروع التجزئة والتفتيت على الوطن العربي ، لتقسيمه ومنعه من النهوض من خلال أذكاء الفتنة الداخلية وإبقاء الفوضى الخلاقة فيه ، وهي تستهدف أولاً وأخيراً مواقف سورية القومية ومحاصرة نهج المقاومة والممانعة في المنطقة العربية ، وضرب المشروع القومي العروبي ، تحقيقاً للحلم الصهيوني والامبريالي والرجعي ، وإعادة رسم ملامح الشرق الأوسط الجديد .

أنهم يريدون سورية ضعيفة مفتتة منكفئة انفصالية مستسلمة تابعة لأمريكا وحلفائها ، لتتخلى عن دورها القومي وتسير في الركب الاستسلامي الانهزامي الانبطاحي على طريق كامب ديفيد ، الذي عبده الرئيس المصري الراحل أنور السادات ، وترضى بالمساومة على القضية الفلسطينية . وفي حقيقة الأمر أن الجيش السوري البطل سجل صفحات مشرقة من القتال الضاري ، وقام بالواجب الوطني المقدس دفاعاً عن سورية ونظامها السياسي في التصدي والاشتباك والمواجهة مع المجموعات المسلحة ، وضربه معاقل الإرهابيين الظلاميين الذين أتوا من خلف الحدود للقتال فيها بتخطيط وتنفيذ أجندات خارجية ودول إقليمية وخليجية بالتعاون مع الخارجين عن القانون والعناصر المتشددة .

إن ما يسمون أنفسهم"معارضون" ويزعمون أنهم سوريون مصيرهم مزبلة التاريخ ، لأنهم شكلوا ائتلافاً يخدم معسكر أعداء سورية ، وفي الوقت نفسه يعملون على تخريب وتدمير وتمزيق الوطن السوري / الأم بحجة التغيير والديمقراطية ، وتحت ذرائع وحجج ممجوجة ومرفوضة لا تنطلي على احد من أبناء الشعب السوري الشرفاء والأحرار . وهذا الائتلاف لن يحقق هدفه ومبتغاه بفعل وعي الشعب السوري والتفافه حول قيادته ونظامه ، وتصديه الباسل للمؤامرة الكونية الكبرى على سورية ، وسوف يندحر هؤلاء المعارضون ويتلاشون ، ولن يرحمهم التاريخ لتآمرهم على وطنهم الذي ينزف دماً ، وعلى أعمالهم وممارساتهم الإرهابية التي اقترفوها بحق سورية العروبة والوطن والشعب والحضارة .

لا شك أن ذهاب سورية والمشاركة في مؤتمر جنيف 2 جاء لسحب البساط من تحت أقدام ما يسمى بـ "المعارضة" السورية وتعريتها وكشف حقيقة أهدافها . وقد بان للعالم من خلال نافذة هذا المؤتمر مدى تماسك ووحدة وقوة وثبات الموقف السوري وحنك القيادة السورية ووضوح رؤيتها التي عبر عنها بكل جلاء ووضوح ، الوفد السوري الرسمي بقيادة السياسي المجرب وليد المعلم ، ومن خلال الدور الهام الذي اضطلع فيه طوال أيام الجولة الأولى من المؤتمر ، حيث نجح في كسر التعتيم والحصار الإعلامي والدبلوماسي والسياسي وتغيير الصورة المزيفة والمشوهة ، التي طالما قام بتسويقها والترويج لها الإعلام العربي والغربي المدجن . إن هزيمة سورية تعني تفتيت وتمزيق الوطن العربي وتدميره بالكامل ، وسقوط نظام بشار الأسد هو سقوط للدولة السورية التي انتهجت على الدوام خط الممانعة والمقاومة ورفض نهج الركوع والاستسلام والتشبث بالمواقف الوطنية الجذرية القومية والنوعية .

ولذلك فإننا نقف مع سورية كدولة محورية قوية نريدها أن تكون أكثر صلابة وقدرة على المواجهة والفعل عربيا، ونريدها موحدة ومعافاة وأكثر تطورا وتقدما وعصرنة وازدهارا ونهوضا في جميع مجالات وميادين الحياة . ومن واجب القوى القومية واليسارية والتقدمية والناصرية الوقوف مع سورية العربية لدحر المؤامرة ، التي رأينا احد فصولها التآمرية على فلسطين وقضيتها المقدسة العادلة ، ولتحيا سورية المنتصرة والمتجددة دائماً .


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter