الأقباط متحدون - الأنبا بولا .. أول السواح
أخر تحديث ٠٦:٢٥ | الخميس ١٣ فبراير ٢٠١٤ | أمشير ١٧٣٠ ش ٦ | العدد ٣٠٩٩ السنة التاسعه
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

الأنبا بولا .. أول السواح

الأنبا بولا .. أول السواح
الأنبا بولا .. أول السواح

عرض / سامية عياد

القديس الأنبا بولا الراهب الذى قدم أول نموذج يحتذى به فى الحياة النسكية ، سكن الجبال زهد العالم وما فيه من شهوات ، شاء الله أن يجمع بينه وبين القديس الأنبا أنطونيوس فى لقاء حميم ، ألقى الاثنان بعضهما فى أحضان بعض ، تعالى عزيزى القارىء نتعرف من داخل الكرازة على حياة القديس الأنبا بولا كما

كتبها القديس جيروم ، ورث بولا وأخته غني عظيما فى الصعيد الأسفل ، وحينما هبت عواصف الاضطهاد انفرد فى منزل بعيد عن المدينة فى بقعة منعزلة تاركا أخته حديثة الزواج ، علم بولا أن زوج أخته بدأ يفكر فى إفشاء سره ، فهرب الى الجبال لينتظر هناك الى أن ينتهى الاضطهاد ، وسكن مغارة صغيرة عند سفح الجبل تظللها سعف نخلة عتيقة ، وبجانب النخلة ينبوع ما لبثت المياه أن انفجرت منه فجرى نهر من مجرى صغير فى نفس الأرض التى حملت هذا الينبوع ، والمكان الذى سكنه الأنبا بولا يقال أنه كان مكانا سريا لسك العملة أيام زواج أنطونيوس وكليوباترا ، وهكذا اعتبر بولا مكانه هبة من الله وصار يحبه وهناك فى صلاة ووحدة قضى بقية حياته وزودته النخلة بطعامه وملبسه .

عاش بولا على الأرض حياة سمائية لمدة مائة وثلاث عشرة سنة ، فى ذلك الوقت كان الأنبا أنطونيوس فى سن التسعين يعيش متوحدا فى مكان آخر ، وقد أعلن الله له فى سكون الليل أن فى الصحراء إبا آخر أفضل منه وعليه أن يذهب ويزوره ، بدأ النهار يشرق بدأ الرجل الوقور يمشى مسندا قدميه على عكاز ولكن لا يعرف فى أى اتجاه يسير ، وفجأة رأى كائنا غريب الشكل بدأ يصدر صريرا غير مفهوم ، ثم مد ذراعه اليمنى مشيرا الى الجهة المطلوبة ثم فر هاربا فى لمح البصر ، وأكمل أنطونيوس طريقه مندهشا لما رآه ، عبر المنطقة التى دخلها ولم ير غير الحيوانات المفترسة والصحراء المتسعة ، ومر يوم وقضى الليلة الثانية فى الصلاة ولديه إيمان بأن المسيح لن يتخلى عنه .

على مسافة غير بعيدة رأى القديس أنطونيوس ذئبة تلهث بشدة من العطش وتزحف عند سفح الجبل ، ظل يتابعها بعينيه ، وبعدما اختفت داخل كهف وبدأ ينظر فى داخله ، ولم ينفعه فضوله شيئا لأن الظلام حجب الرؤية وبخطوات وئيدة وأنفاس مكتومة دخل متحسسا طريقه بعناية وتقدم قليلا قليلا وأنصت الى صوت ، وخلال ظلمة الليل ظهر نور من بعيد وفى حماسه المتعجل صدم القديس أنطونيوس قدميه بحجر وتردد الصدى ، فقام القديس بولا وأغلق بابه المفتوح ثم أوصده بقضيب من حديد، وارتمى القديس أنطونيوس على الأرض وظل حتى الساعة السادسة أو ما بعدها يلتمس الدخول ....
وللحديث باقية انتظرونا الحلقة القادمة لنتعرف على هذا اللقاء الحميم الذى جمع الأنبا بولا مع الأنبا أنطونيوس ، وما دار بينهم من حديث .....
 


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter