تعلقت دائمًا صورة ذهنية واحدة، عن طبيعة "الجنس الناعم" في إيران، ألا وهن "الفتيات والسيدات" الإيرانيات، حيث تعلق ذهن المجتمع العربي والغربي بهن، على أنهن لا يرون إلا من وراء برقع، أو إنهن يعشن في مجتمع دموي لا يوجد به الإعدامات العلنية، والمظاهرات مع حرق الإعلام، وشائعات الحرب الباردة بين الولايات المتحدة، حول أحقية وقانونية امتلاك الأسلحة النووية.
ولكن كشف المصور "حسين فاطمي" ما هو مخفي عن عيون "الأخ الأكبر"، حيث كشف بعدسته العديد من كل الشباب الإيرانيين المختفين وراء الأبواب المغلقة للبيوت والنوادي، واقع الحياة في المجتمعات العربية غير المتحضرة فكريًا، وخاصة في بلد عريق كـ "بلاد فارس".
حيث رصد صورة لامرأة خلال حفل "شيهيل منبر"، والذي يقام في اليوم السابق على عاشوراء في مدينة خرم اباد، وحسب التقاليد، فإن المرأة الإيرانية حافية القدمين تضئ 40 شمعة في أماكن معينة في وسط المدينة، ويبدأ الاحتفال في الصباح الباكر ويستمر طوال اليوم.
ورصد أيضا فتيات في حالة سكر يستمتعن بالحفلة بوجود أقارب من الرجال والنساء، رغم أن الاختلاط محظور، ولكن يتجاهل الكثيرون القوانين في منازلهم، فضلًا عن حضور حفلات لفرق موسيقي الروك في حفلات خاصة.
وأيضًا تمارس الفتيات، حياتهن الشخصية بصفة طبيعية، حيث يتلقون تدريبهم حصريا في الصالة الرياضية، بل ويلعبن البيلياردو في قاعة ترفيهية للرجال، حيث يحظر دخول الفتيات، واللافت للانتباه أنهن يدخن الشيشة رغم حظرها في الأماكن العامة، بل ويدخن السجائر في بلكونة المنزل ويرتدن القمصان دون تغطية رءوسهن مع الافلات من العقاب، ورصد أيضًا بائعة تعرض الكتالوج على واحدة من الزبائن، بينما تحاول أخرى تجريب حمالة للصدر، وصورة لفنان يدخن في منزله ويشرب الخمر، وصورة لشاب في غرفته مع الكلب، لكن بموجب الشريعة الإسلامية يعتبر الكلب حيوانا نجسا، وبالتالي فإن الشعب الإيراني لا يربى الكلاب ومعظم الإيرانيين من أصحاب الكلاب يبقونهم بين أربعة جدران، لأن الشرطة لديها الحق في مصادرة الكلاب إذا قام أصحابها بالتجول بها في الشوارع.