الأقباط متحدون - شكراً أشرف عبدالباقى
أخر تحديث ١١:٢٦ | الأحد ١٦ فبراير ٢٠١٤ | أمشير ١٧٣٠ ش ٩ | العدد ٣١٠٢ السنة التاسعه
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

شكراً أشرف عبدالباقى

خالد منتصر
خالد منتصر

 أمام أى مشكلة وفى مواجهة أى معضلة أمامك طريقان، الأول أن تظل تولول وتلطم وتندب حظك وتظن أنك قد أرضيت ضميرك بطقوس الفضفضة والثرثرة أما المشكلة نفسها فإنها تتفاقم والمعضلة تتضخم والحل حتماً ذهب مع الريح، ريح الندب والولولة، الطريق الثانى هو أن تفكر خارج الصندوق وبطريقة غير تقليدية، تخرج عن النص وتغرد خارج السرب وتحاول حل المشكلة وحتماً ستنجح أو على الأقل ستكون قد حاولت أن تنجح ولو جزئياً وحركت المياه الراكدة ليجرى النهر، الفنان أشرف عبدالباقى هو واحد ممن اختاروا الطريق الثانى وحاول أن يجيب بشكل إيجابى عن سؤال نطرحه منذ عدة سنوات، كيف نحل أزمة المسرح؟،

شاهدت أمس وللمرة الأولى برنامجه الجميل وسهرته المسرحية الممتعة «تياترو مصر» على قناة الحياة وأعجبتنى الفكرة، والأهم أعجبتنى المحاولة والمثابرة والإصرار والإيجابية، كانت المسرحية التى شاهدتها عن فكرة الشياطين الذين هبطوا إلى أرض مصر لكى يمارسوا الوسوسة والشيطنة على أهلها ففشلوا؛ لأنهم وجدوا من الشيطنة التى أصابت الناس ما يكفى للتصدير إلى أنحاء العالم، الفكرة بسيطة وقدمت بإتقان المحترفين وحب الهواة وشغف من يريد الخير والتقدم لأبو الفنون، عرض مسرحى معجون بمصرية عصرية بدون ابتذال، وخفة دم بدون استظراف، وحرفنة بدون استعراض عضلات،

كيف فكر عاشق المسرح أشرف عبدالباقى الذى تفجرت موهبته على خشبته منذ عرض «خشب الورد» ودفعته أزمة المسرح إلى طرق أبواب السينما لكن كيمياء العدسة واللقطة والكادر لم تنصفه؟، إنه يعشق الخشبة والكمبوشة والستارة والتفاعل الحى، لم يضع يده على خده وقرر أن يبادر ويعيد الروح إلى تياترو مصر الذى كنا قد قرأنا عليه الفاتحة، وتلقينا عزاءه فى عمر مكرم فإذا هو يخرجنا من سرادق العزاء إلى صالة الفرح والبهجة، سأل نفسه ببساطة إذا كان المسرح يعانى من تسلط وتغول النجم المادى والمعنوى فهناك الشباب الموهوب المحب المغرم بالمسرح بداية من الممثل حتى المخرج لماذا نهمله ولا نثق فى قدراته؟،

وإذا كان المسرح كمكان وتجهيزات هو المشكلة فلنعرض على مسرح جامعة وسط هؤلاء الشباب، واختار أشرف مسرح جامعة مصر للعلوم والتكنولوجيا بمدينة أكتوبر ليعرض عليه مسرحياته المتميزة، وإذا كانت المدة الزمنية للمسرحية التى كانت تمتد بالخمس ساعات حتى الفجر هى المعضلة، فلتكن المسرحية ساعتين ومن الثامنة إلى العاشرة مساء لأن لغة عصر الـ«إس إم إس» ورتم زمن الفمتوثانية لم يعد يتحمل تلك الرطرطة المسرحية، وكما تغلب أشرف عبدالباقى بذكائه على هذه المشكلات التقنية الشكلية تغلب أيضاً على المشكلات الفنية من ضعف النص ورتابة الإخراج فاختار ورشة كتابة وإخراج على أعلى مستوى، استطاع النص أن يلمس روح العصر ونبضه واستطاع الإخراج أن يحافظ على إيقاعه وحيويته، شكراً أشرف عبدالباقى وعقبال باقى الفريق المصرى عندما يمتلك نفس الروح ونفس الدأب ونفس العشق ونفس الدهشة، ليفكر مثلك خارج الصندوق الفولاذى والقفص الجبس الذى دائماً نسجن أنفسنا وأفكارنا فيه، يكفينا فقط شوية حب لما نعمله ونؤديه.

نقلا عن  الاعلامي الطبيب


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع