العميد المتقاعد برهان إبراهيم كريم
العميد المتقاعد برهان إبراهيم كريم أحداث تثير الانتباه بينت في أكثر من مقال, بأن مؤتمر جينيف2 يعقد تحت مسمى إيجاد حل للأزمة السورية.
ولكن من أهم أهدافه غير المعلنة: بدأ الحرب على الإرهاب بحشد دولي لم نعهده من قبل. وأثبتت الأحداث المتتابعة صحة الكثير من تحليلاتي وتوصيفي للأحداث ولمؤتمر جينيف2. وما الأحداث المتلاحقة والمتسارعة في أكثر من مكان سوى إعلان الحرب على الإرهاب. والصورة واضحة للقراء الكرام, إن انتبهوا لما تحمله بعض الأحداث. ومنها على سبيل المثال: • تقديم بند محاربة الارهاب على كل بنود مقررات مؤتمر جينيف1خلال المفاوضات. وهذا التقديم متفق عليه من قبل القوى الفاعلة في المؤتمر مهما تضاربت وتناقضت بعض المواقف الشكلية والتصريحات التي هدفها ليس سوى التضليل والخداع. ومن يبني مواقفه وخططه على هذه المواقف الشكلية والتصريحات الفارغة وعلى حث الدول الكبرى للوقوف معه, أو الاعتماد على الشرعية الدولية ومشاعر الرأي العام لتصليب موقفه ضد خصمه سيخرج من المؤتمر صفر اليدين, لأنه مازال يغرد خارج السرب. فالخوف من الارهاب بات أولوية لأن درجة خطره رفعت إلى المرتبة الأولى.
• حشد قوة مدرعة تركية على حدود محافظة الرقة من جهة الحدود السورية التركية. وحشد تركيا هذه القوة المدرعة على حدود محافظة الرقة التي يسيطر عليها تنظيم داعش دليل على أن حكومة أردوغان انعطفت عسكرياً 180 درجة, وسياسياً تنعطف 180 درجة ولكن رويداً رويداً, للمشاركة في الحرب على الارهاب.
• وقطر تعاني من مشكلات داخلية وأزمات خارجية. وأوضح محلل شؤون الخليج في بي بي سي بيل لو في تقرير له, وجاء فيه: إن أمير قطر الجديد تميم بن حمد بن خليفة، يواجه حاليا مشكلات كبيرة، خاصة بعد أن تبدد حلمه هو وأبية في أن يصبحوا قوة إقليمية وعالمية مؤثرة. فدعم قطر للإسلاميين في بلاد الثورات العربية، تونس، وليبيا، ومصر، وسوريا، جاء بنتائج عكسية، كما أدى إلى توتر العلاقات بينها وبين حلفائها في الغرب والخليج على حد سواء. وداخلياً تزايدت
مؤخرا حدة الأزمة بين النظام الحاكم وبعض التيارات المحافظة في البلاد، التي تعاني من غياب الحريات والديمقراطية، وبدأ المعارضين المحافظين في قطر يجاهرون بالمعارضة لما يرونه إهداراً لقيم البلاد، واستيراداً كاملاً للثقافة والمؤسسات التعليمية الغربية. ومن المتوقع أن تبلغ فاتورة إقامة كأس العالم لكرة القدم لعام 2022م، أكثر من 200 مليار دولار. وهناك غضب أيضا من زيادة تدخل الشيخة موزة زوجة الأمير السابق ووالدة الأمير الحالي في شئون البلاد وإنفاق
مليارات الدولارات على مؤسسات خاصة بقطر، لتعزيز صورة قطر الدولي. ونظراً لهذا الغضب فقد قلصت قطر في شهر ايلول الماضي من خدمات إذاعتها الطموحة التي تُبث باللغتين الإنجليزية والعربية. وبعدها بأربعة أشهر، سرّحت مؤسسة الدوحة للأفلام عشرات العمال وأرجأت افتتاح مهرجان قمرة السينمائي، الذي كان مقرر عقده في مارس من العام الجاري. كما فشلت مشروعات قطر الزراعية التي كانت تهدف من وراءها لتحقيق الاكتفاء الذاتي من الغذاء، وضاعت مليارات الدولارات على برنامج الأمن الغذائي، وهو ما اضطر الحكومة لإلغائه. وجيم كرين الخبير في شؤون الطاقة بالخليج، قال: برنامج الأمن الغذائي قراراً
خاطئاً، وإن استثمار البرنامج في مجال الزراعة لم يكن له أي معنى. وأضاف كرين: أن احتراق الغاز الطبيعي المستخدم في تشغيل محطات تحلية المياه، التي يمكنها توفير المياه اللازمة لري المحاصيل الزراعية في الصحراء، يزيد من انبعاثات الكربون الهائلة والموجودة بالفعل في قطر. وتابع قائلاً: سيزيد الأمر من ارتباك قطر، خاصة أنها تحتل المركز الأول من حيث نصيب الفرد من الكربون في العالم. • الانعطاف الحاد لفضائيتي العربية والجزيرة. فالجزيرة باتت تعادي كل من النظامين في سوريا ومصر, وحتى أنها تحمل مسؤولية ما آلت إليه الأوضاع في سوريا إلى النظام والمعارضة. وتغريدات فيصل القاسم على الفيس بوك و تويتر باتت تحمل المسؤولية لكل من النظام والمعارضة ولكل من ساهم بتسليح المعارضة. وفضائية العربية باتت تشن حرباً ضروسا على النظام السوري والارهاب المتمثل لديها بداعش وتدافع عن الجبهة الاسلامية وحلفائها فقط. وتحمل المعارضة السورية جزءاً من المسؤولية. كما أنها تستميت بالدفاع عن انقلاب 3
تموز والفريق السيسي والنظام القائم في مصر , وتهاجم تنظيم الإخوان المسلمين ونماذجه المستنسخة في كل من تونس وتركيا. • تشكيل الحكومة اللبنانية الجديدة. وتشكيل الحكومة اللبنانية في ظل تصاعد الخلافات بين قوى 14آذار وقوى 8شباط, وفي ظل انعقاد جلسات المحمة الدولية بمحاكمة المتهمين باغتيال رئيس الوزراء اللبناني السابق. والمؤشرات التي تدل على قرب معركة يبرود, وفشل الجولة الثانية من مباحثات جينيف2, وقبول فريق 14آذار بتسهيل تشكيل الحكومة ومشاركته فيها دليل على فريق 14آذار وتيار المستقبل قررا الانضواء في الحرب على الارهاب. والمؤشرات على ذلك كثيرة ومنها الأمور التالية:
1. أن سعد الحريري قرر المشاركة بمحاربة ومطاردة الارهاب على الساحة اللبنانية.
2. منع الفراغ في لبنان بانتهاء ولاية الرئيس سليمان, ليقطع الطريق على الارهاب.
3. أن يكون لفريق 8آذار رئاسة الجمهورية, ولفريق 14آذار رئاسة الوزراء. بحيث يكون رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ورئيس الوزراء سعد الحريري. 4
. أن سعد الحريري سيعود إلى لبنان لملمة نتائج موقفه الجديد, ويوقف التداعيات والانسحابات من تيار المستقبل, ووقف الانهيارات التي تضربه و فريق 14آذار.
5. أن سعد الحريري قرر الدخول في صراع مع الاسلاميين في طرابلس وصيدا. • التململ الذي بات يسود بعض الأنظمة والحكام في دول الخليج. فالبعض بات ينتابه الضيق من كبر المسافة التي قطعها خلال هذه السياسة المتصحرة والقاتلة, والتي لم تجلب له سوى عدم الاستقرار , و تبشر بحاضر ومستقبل غامض وغير مستقر وغير مريح له ولغيره. وأن وقت ومكان رسوا الأحداث بات غير معروف. وترى أنه من الحكمة إعادة النظر بهذه السياسات وتوجيهها الوجهة الصحيحة. هذه الأحداث والمؤشرات ومعها فشل الجولة الثانية من مؤتمر جينيف2 وعدم تحديد موعد للجولة الثالثة, يدل على أن الأولية للدول الكبرى والدول الفاعلة إنما هي لمحاربة الارهاب. وأن إيجاد حل للوضع السوري, وتقديم المساعدات لإغاثة السوريين في سوريا والمخيمات والمهجرين في دول العالم إنما يكون بالتصريحات الكلامية التي لاتسمن ولا تغني عن جوع. الأثنين: 17/2/2014م