بقلم منير بشاى
هذا موضوع تناوله الكثيرون من الكتاب بعد زيارة المشير السيسى الأخيرة لروسيا. وكمعاصر لهذه الÙترة من تاريخ مصر رأيت ان ادلو بدلوى ÙÙ‰ تØليل هذه العلاقة، التى استغرقت Øوالى ستة عقود منذ 1952 ÙˆØتى الآن، Øيث كانت علاقة مصر ØªØªØ£Ø±Ø¬Ø Ø¨ÙŠÙ† قطبى النÙوذ السياسى ÙÙ‰ العالم.
Øدث اول تصادم عندما اراد عبد الناصر بناء السد العالى، رÙض البنك الدولى التمويل Ùأمم عبد الناصر قناة السويس ÙÙ‰ سنة 1956 وارتمى ÙÙ‰ اØضان الاتØاد السوÙييتى وتبنى Ùكر الاشتراكية. هذا مع انه كان ÙŠÙ„ÙˆØ Ø¨Ø§Ù„Ø¹ÙƒØ³ØŒ وانضم الى جبهة عدم الانØياز غير المؤثرة والتى كانت تضم نهرو وتيتو.
استمر صدام عبد الناصر مع الغرب بØرب انهكت مصر ÙÙ‰ العدوان الثلاثى سنة 1956 وانتهت بللهزيمة ÙÙ‰ 1967 واØتلال اسرائيل لشبه جزيرة سيناء المصرية وهضبة الجولان السورية والضÙØ© الغربية وقطاع غزة وضياع القدس الشرقية. استلم السادات الØكم الذى كان اكبر سنا واكثر Øنكة من عبد الناصر ÙÙ‰ بداية Øكمه. ولذلك على عكس عبد الناصر كانت قرارات السادات مدروسة ومØسوبة وتتميز بالدهاء السياسى. وقد أدت الى النصر عندما تمكن الجيش المصرى من تØطيم خط بارلي٠واسترداد قناة السويس. وهو نصر كانت تØتاجه مصر ليرÙع من معنوياتها بعد ان عانت من مرارة الانهزامات.
ما تلى ذلك من اØداث ربطت السادات بصداقة Øميمة مع وزير خارجية امريكا اليهودى الاصل هنرى كسنجر انتهت بتوقيع مصر اتÙاقية كامب داÙيد مع اسرائيل واسترجاع سيناء بالاضاÙØ© الى الØصول على معونة سنوية من امريكا تقدر بØوالى 2 مليار دولار. وتم تغيير نظام Ø§Ù„Ø³Ù„Ø§Ø Ø§Ù„Ù…ØµØ±Ù‰ الى النظام الأمريكى وطرد الخبراء العسكريين الروس وتØويل الاقتصاد المصرى الى النظام الرأسمالى.
سار الرئيس مبارك على Ù†Ùس النهج ملتزما بالØد الادنى الذى Ùرضته معاهدة السلام مع اسرائيل ÙˆØاÙظ على صداقة امريكا ورعاية مصالØها ÙÙ‰ المنطقة بما لا يضر Ø¨Ø§Ù„Ù…ØµØ§Ù„Ø Ø§Ù„Ù…ØµØ±ÙŠØ©. ÙÙ‰ هذه الاثناء كانت تتواÙد على واشنطن بعثات من جماعة الاخوان المسلمين لمقابلة المسئولين الامريكيين Ù…Øاولة المزايدة على مبارك وكسب ود الادارة الامريكية لمساعدتهم الوصول Ù„Øكم مصر. وكانت تعرض عليهم كل ما تريده امريكا وهو اساسا يتعلق بوق٠اعتداءات القاعدة ضد الاهدا٠الأمريكية ورعاية Ù…ØµØ§Ù„Ø Ø§Ù…Ø±ÙŠÙƒØ§ ÙÙ‰ المنطقة بالاضاÙØ© الى الالتزام بأمن اسرائيل ووق٠اعتداءات Øماس ضدها.
التقت Ù…ØµØ§Ù„Ø Ø§Ù…Ø±ÙŠÙƒØ§ مع Ù…ØµØ§Ù„Ø Ø§Ù„Ø§Ø®ÙˆØ§Ù†ØŒ وعندما Øدث ما يسمى بالربيع العربى راينا التأييد الأمريكى واضØا ÙÙ‰ مساعدة الاخوان للوصول Ù„Øكم مصر وامدادهم بالتعضيد المالى والتأييد المعنوى.
ولكن شهر العسل الاخوانى الأمريكى لم يدم طويلا. لقد اÙسده غضب الجماهير ضد Øكم الاخوان الذى اغÙÙ„ مشاكل مصر وقادها للتهلكة. وخرج اكثر من 30 مليون مصرى يطالبون باسقاط Øكم الاخوان. وكان لانØياز وزير الØربية الÙريق أول عبد الÙØªØ§Ø Ø§Ù„Ø³ÙŠØ³Ù‰ لصÙو٠الشعب ان Ø§ØµØ¨Ø Ø¨Ø·Ù„Ø§ قوميا، ولكنه ايضا تØول الى عدو لأمريكا ومÙسد للمشروع الامريكى الاخوانى الذى كلÙهم الكثير.
ارتبطت صورة السيسى بصورة عبد الناصر ÙÙ‰ ذهن امريكا التى اصبØت تنظر الى السيسى بالريبة وعدم الارتياØ. وانعكس هذا على موق٠الادارة الامريكية من مصر وعلى قرارها بتخÙيض المعونة الامريكية لمصر التى تذهب معظمها الى ØªØ³Ù„ÙŠØ Ø§Ù„Ø¬ÙŠØ´ المصرى.
هذا التصر٠الامريكى قابله رد Ùعل مصرى عندما ساÙر المشير السيسى مع وزير الخارجية المصرى نبيل Ùهمى لزيارة روسيا والتى انتهت بتوقيع اتÙاقية قيمتها Øوالى مليارين من الدولارات قدمتها كهدية لمصر دولتان عربيتان وتشتمل الصÙقة تزويد مصر بمروØيات عسكرية ومقاتلات ميج 29 وصواريخ مضادة للطائرات وكذا تتعلق بالتجارة والثقاÙØ© والتنسيق Ùيما يدور ÙÙ‰ الشرق الاوسط من المؤكد ان رØلة المشير لروسيا كانت ضرورية لايجاد التوازن ÙˆÙØªØ Ø§Ù„Ø®ÙŠØ§Ø±Ø§Øª ازاء علاقة مصر مع امريكا. ومع ذلك لا اظن ان مصر تريد الرجوع للمعسكر الشرقى ولا اعتقد انها تهد٠لقطع علاقتها بأمريكا. كما ان أمريكا لا تستطيع ان تستغنى عن مصر ودورها المØورى ÙÙ‰ الشرق الأوسط.
الطري٠ان نجد الخلا٠ÙÙ‰ وجهات نظر امريكا وروسيا يتبلور ÙÙ‰ موقÙهما من ØªØ±Ø´Ø Ø§Ù„Ø³ÙŠØ³Ù‰ لمنصب رئيس الجمهورية. هذا Øتى ÙÙ‰ الوقت الذى لم يعلن السيسى ترشØÙ‡ رسميا للمنصب. Ùنجد االرئيس الروسى Ùلاديمير بوتن يقول للسيسى "اعر٠انكم قررتم Ø§Ù„ØªØ±Ø´Ø Ù„Ù…Ù†ØµØ¨ رئيس الجمهورية. واتمنى لكم باسمى ونيابة عن الشعب الروسى التوÙيق" ÙˆÙÙ‰ المقابل يرد الرئيس الأمريكى باراك اوباما "ليس من اختصاص الرئيس الروسى ان يقرر ÙÙ‰ شأن من سيØكم مصر.
القرار يعود للشعب المصرى."
اتمنى ان المعسكرين يعبران عن خلاÙاتهما بعيدا عن مصر. مصر لا تريد صراعا مع اØد، يكÙيها ما هى Ùيه. ولكن على قدر ما تعانيه مصر من مشكلات Ùهى لا تقبل ان تمس كرامتها وترÙض ان تعامل كتابع لأØد، تÙرض عليها القرارات، عوضا عن ان تكون هى سيدة قراراتها.