الأقباط متحدون - الرئيس المعزول مقدمًا
أخر تحديث ٠٩:٥٣ | الثلاثاء ١٨ فبراير ٢٠١٤ | أمشير ١٧٣٠ ش ١١ | العدد ٣١٠٤ السنة التاسعه
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

الرئيس المعزول مقدمًا

بقلم : جرجس بشرى

تنتظر مصر عن كثب بدء "ماراثون الرئاسة" في انتخابات يجب أن تكون شفافة وتنافسية، وتتيح فيها السلطة أو القانون الانتخابي تكافؤ الفرص في التنافسية والحملات الدعائية لكل مرشح على تليفزيون الدولة الرسمي ووسائل الإعلام المقروءة والمسموعة المملوكة للدولة ، فهذه أبسط مبادئ الديمقراطية والعدالة التي نادت بها ثورة 30 يونيو 2012 .

 والحق أقول أن الشعب المصري العظيم الذي رذح تحت سلطات الطغيان والاستبداد لعقود كثيرة مضت ، ثار ضد الظلم والطغيان والغي واستطاع أن يطيح برئيسين في غضون 3 سنوات تقريبا ، وهذه رسالة للرئيس القادم أيا كان سواء كان  المشير عبد الفتاح السيسي أو غيره بان الشعب وحده هو صانع السلطات وهو الذي يعزل الرؤساء ويعينهم ، ولعل الثورتين الماضيتين، 25 يناير ،30 يونيو ، اندلعتا لشعور المواطن المصري بالظلم في بلد تستباح كل مواردها لغير صالح المصريين ، وبسبب منظومة الفساد المتجذرة، ما زالت متجذرة في مفاصل الدولة ، ولغياب العدالة الاجتماعية ، والتواطؤ مع الحكومات الغربية لامتطاء مصر وسيادتها ووحدة شعبها ، وأظن أن أي رئيس قادم لمصر سواء كان المشير السيسي او غيره سوف لا يضع أولويات هامة لبرنامجه الانتخابي فسوف يصبح رئيسا معزولا بلا شك ، لان الشعب لا يقبل تحت أي ظرف بإعادة منظومة الفساد والاستبداد واستباحة الموارد المصرية والفاشية الدينية ومحاولات إثارة الفرقة بين المصريين لكي تسير مصر على نموذج السودان وليبيا واليمن والعراق وغيرها ، وأظن ــ والظن هنا ليس إثما ــ أن هناك ملفات خطرة ومصيرية يجب أن تتصدر قمة وأولويات  البرنامج الانتخابي للرئيس المقبل ولعل من أهم هذه الملفات :

1 ــ ملف الوحدة الوطنية : حيث لا يمكن لأي دولة أيا كانت ان تنهض بدون تضافر كافة مكوناتها والاستفادة بخبراتهم لأجل رفعة شان الدولة دون إقصاء او تمييز ، وكذلك وضع تشريعات صارمة للضرب بيد من حديد لكل من يحاول زعزعة الوحدة الوطنية، وإثارة الفرقة باسم الدين

2 ــ  البحث العلمي : لقد ساهم حكام مصر السابقين بشكل كبير في طرد الكفاءات المصرية الى الخارج بعد أن تعثرت هذه الكفاءات في وطنها ، وبعد أن تم تهميش البحث العلمي وقتل روح الإبداع والاختراع ، لدرجة أن وصل الأمر لعرقلة المخترعين المصريين وقتلهم معنويا وأدبيًا بل وماديًا ، في ظل ميزانية هشة للبحث العلمي ومن ثم فانه أن لم يضع الرئيس المقبل تشجيع البحث العلمي والاختراع ضمن أولوياته فلسوف يساهم في تحويل مصر إلى دولة تابعة لا تمتلك قرارها ودولة مستهلكة لا تملك مقومات إنتاجها.

3 ــ ملف نهر النيل : في ظل الحرب الشعواء والمؤامرات التي تحاك ضد مصر لسلبها حصتها من مياه النهر عبر اقامة السدود وغيرها يستوجب على الرئيس المقبل ان يؤسس وعلى الفور جهاز قومي لامن النهر او وزارة دولة لشئون مياه نهر النيل ، على أن يستعين بخبرات علمية ومفاوضين بارعين وإعادة التواجد في أفريقيا ، فالاقتصاد يعد أحد آليات الضغط الكبرى عند التفاوض فيما يحقق مصالح مصر والدول الأخرى.

4 ــ ملف سيناء : أن ملف سيناء يعتبر من أخطر الملفات الشائكة التي تواجه الرئيس المقبل خاصة وان هنك مخططات تمت من قبل جماعة الإخوان الإرهابية لتوطين حماس في سيناء لصالح أمن إسرائيل عبر منح الحمساوية الجنسية المصرية وعبر إقامة مشروعات وبنوك  برؤوس أموال غير مصرية في سيناء ، ودور الرئيس القادم في هذا الملف ان يصدر قرارا سريعا بتأسيس وزارة دولة لشئءون سيناء وان يتم إعادة أعمار سيناء بأيدي مصرية ورأس مال وطني خالص وان يتم منح أراضي للشباب المصرية في سيناء بمبالغ زهيدة وإقامة بنية تحتية ومرافق ودور عبادة إسلامية ومسيحية  تساعد على جذب الشباب لسيناء وتشجيعهم على إقامة المشروعات بها مع توفير البنية الأمنية الكاملة

5 ــ محاربة الفساد في المحليات والوزارات

6 ــ تغيير منظومة التعليم في مصر

7 ــ إعادة النظر في بيع المواد الخام للدول الأوروبية وأمريكيا، خاصة وان هناك مواد خام نادرة تباع للأجانب بأسعار الخمسينات وهذه كارثة كبرى توطد منظومة الفساد والمفسدين في مصر

8 ـ  إعادة النظر في جميع القرارات التي تمت في عهد إدارة الإخوان لمصر خاصة سرعة النظر في الأراضي الشاسعة التي خصصها المعزول محمد مرسي  وحكومته لأتباعه وبأسعار زهيدة جدا وكان مصر كانت عزبة للجماعة، فعودة هذه الأراضي سيصب في صالح المصريين وفي صالح مقدرات الوطن وأمنه القومي

9 ـ تشجيع الصناعات المحلية وتوفير الدعم الكامل لها وإعادة فتح المصانع المغلقة وإقامة مشروعات صغيرة للشباب بتسهيلات كبيرة

10 ــ وضع حلول واقعية  وسريعة لمشكلة البطالة ومنح إعانة بطالة للشباب العاطل

11 ــ رفع المعاشات بالطريقة التي تتناسب مع النمو السريع في الأسعار

12 ــ الاهتمام بالفلاح المصري وتشجيعه ودعمه

13 ـ ان يقوم الرئيس المقبل بتخصيص خطاب ربع سنوي يطلق عليه مثلا "خطاب متابعة الأداء والبرنامج الانتخابي " يعلن فيه لكل المصريين ما تم تنفيذه من برنامج الانتخابي

14 ـ إعادة هيكلة وزارة الخارجية المصرية حيث ان هناك طابور خامس داخل السفارات المصرية في الخارج واختراق لمعظم السفارات من الإخوان كما يتم تعيين مسئولين غير مؤهلين بالوسطى والمحسوبية في هذه السفارات والقنصليات وهو الأمر الذي يشكل خطر على امن مصر القومي

14 ـ استغلال المناجم التي توجد في مصر ، حيث يوجد في مصر أكثر من 250 منجم ذهب لا يتم استغلالها أو لا احد يعرف عنها شيئا ويتم استغلالها في غير صالح المواطن المصري كما يتم إنتاج كميات هائلة من الذهب المترسب على الريش بالسد العالي والشعب يريد أن يعرف أين تذهب هذه الموارد ؟
إن الرئيس المقبل إن لم يضع هذه الملفات في اولويات برنامجه الانتخابي ،فحتما سيلقى مصير الرئيس المعزول محمد مرسي والرئيس الأسبق مبارك.

 


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter