عرض / سامية عياد

عمدت الكنيسة الى عمل رفع بخور عشية وباكر لكل قداس كتمهيد ومقدمة للقداس، إذ يعتبر رفع البخور كذبيحة صباحية ومسائية ، لأنه مجموعة صلوات وابتهالات وتشكرات لطلب بركة الرب على هذه الخدمة، ولا يصح إقامة قداس بدون رفع بخور باكر على الأقل وتسبقه تسبحة نصف الليل ، عن البخور فى الكنيسة يحدثنا نيافة الأنبا متأوس أسقف ورئيس دير السريان العامر ، قائلا أن البخور مادة صمغية من أشجار الصمغ التى تنمو بكثرة فى بلاد الصومال وغيرها

رائحته جميلة ومنعشة ويرمز للصلاة فى رائحته وفى ارتفاع دخانه الى فوق ، "لتستقيم صلاتى كالبخور قدامك" ، البخور فى رائحته الجميلة يرمز للمسيحى ، حينما نضع البخور فى النار يحترق وتخرج منه رائحة زكية كالمسيحى الحقيقى الذى يظهر معدنه الأصيل وفضائله أثناء التجارب والضيقات ، استعمال البخور أثناء العبادة عمل مستحب وكان يوجد مذبح مخصوص للبخور فى خيمة الاجتماع حسب أمر الرب "وصنع مذبح البخور من خشب السنط وغشاه بذهب نقى" وكان الكهنة يرفعون عليه البخور صباحا ومساء وعلى يمين المذبح البخور الذى كان فى الهيكل ظهر ملاك الرب لزكريا الكاهن وهو يبخر وبشره بميلاد يوحنا المعمدان ، وفى السماء يوجد رفع بخور وهو صلوات القديسين .

عندما يريد الكاهن وضع البخور فى المجمرة يقف أمام المذبح ويقدم له الشماس المجمرة فيضع الكاهن فيها خمس أيادى بخور بالرشومات الثلاثة باسم الآب والابن والروح القدس على درج البخور ، علامة أن هذا البخور مكرس لله وليس للآلهة الغريبة والأوثان الشيطانية ، وهذه الأيادى الخمس ترمز الى تقدمات رجال العهد القديم الذين قربوا للرب تقدمات مقبولة فتنسم الرب منها رائحة الرضا والسرور ، هابيل الذى قدم للرب من أبكار غنمه ، نوح الذى بنى مذبحا للرب وأصعد محرقات طاهرة ، ملشيصادق الذى قدم ذبيحة غير دموية من خبز وخمر كذبيحة العهد الجديد ، هارون الذى قدم ذبائح عن نفسه وعن شعبه ، وأخيرا زكريا الذى دخل الى مذبح الرب ليبخر فظهر له ملاك الرب واقفا عن يمين مذبح البخور وبشره بميلاد يوحنا .
سبع دورات البخور فى القداس تهدم حصون الخطية والشر والشيطان كهدم أسوار أريحا بعد ما طيف حولها سبع مرات .