الأقباط متحدون - النحيب على الأطلال البالية
أخر تحديث ١٦:٤٦ | السبت ٢٢ فبراير ٢٠١٤ | أمشير ١٧٣٠ ش ١٥ | العدد ٣١٠٨ السنة التاسعه
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

النحيب على الأطلال البالية

صورة ارشيفية
صورة ارشيفية

مينا ملاك عازر
في هذه الأيام، تنشر المصري اليوم تحقيق عن هدم الفيلل في الأسكندرية، وأراهم ينتحبون ويولولون على تلك الفيلل وكأنها كنوز، ونشرت المصري اليوم صوراً لتلك الفيلل فلم أرى فيها إلا القليل من الجمال، واندهشت من كل هذه الولولة على تلك الأطلال البالية، والتي يدعون أنها أثرية، ولا أفهم ما أهمية أن أحتفظ بفيلل قديمة لا يوجد بها شيء من الجمال إلا أن ما يميزها أنها بُنِيَت منذ عهد مضى!؟

كارثة هذه الفيلل التي لا يلتفت لها أحد أن ملاكها يمتلكون مساحات هائلة من الأرض - حيث تقام هذه الفيلل- ولا يستفيد منها ملاكها مالياً، ولا يستفيد منها أهل البلاد، وهم في أمس الحاجة لمساحات للسكنى فيها، والمصيبة تتعاظم حينما يكون أولائك الملاك لتلك الفيلل كل ثروتهم تتمثل في هذه الفيلا التي لا يعرفون كيف يستفيدون بها مالياً ولا أثرياً؟

فلا يمكنهم أن يفتحوها مزاراً أومتحفاً مثلاً لكي يأتي الناس ليزورونها، فتخيل مالك لفيلا من تلك الفيلل يحتاج لأن يعيش ولا يجد ما يعينه على العيش، وهو يملك فيلا لو هدمها وبنيت أرضها عمارة يكون قد وقع على كنز، قل لو باعها دون أن يهدمها ويكون بيعها بغرض أن يستفيد من هدمها من يشتريها.

يا سادة، الحفاظ على التراث أمر هام ولكن على أن يكون هذا التراث يستحق الاهتمام بل قل على أن يكن في الأصل تراث، ولا يكون مجرد مبنى بُنِيَ من عصور فاتت لا قيمة جمالية به، وإن كنتم تنتحبون كل هذا النحيب على تلك الأطلال البالية التي لا تثمن ولا تغني فلتشتريها الدولة من أصحابها وتحفظها من الهدم وتحفظ كرامة أصحاب تلك الفيلل من العوذ، وهم ملاك لفيلل تساوي ثروات، ولكن انتبهوا، إن اشترت الدولة لايحق لها الشراء بأسعار رمزية إذ يمكنها أن تقيمها بالسعر التجاري أو تقيمها بسعر الآثار التي تعتبر تلك الفيلل آثاراً وكله بفلوسه.

أيها السادة، انتبهوا تلك الفيلل بحاجة أن يُقيمها أُناس يفهمون بالآثار، ويتم اتفاق بين الدولة ومالكها إما أن يحتفظوا بها أو تشتريها الدولة، هذا إن ثبت أن لها قيمة، وإن لم يكن فيحق لأولائك الملاك أن يبيعوها أو يهدموها، المهم ينتفعوا بها لأن وضع هذه الفيلل يفتح باباً هائلاً من الرشاوي والفساد لرشوة أولائك المسؤولين عن تراخيص الهدم وتصاريح البناء مكان هذه الفيلل فهل من سامع ومقدر مأساة هؤلاء الأثرياء مع إيقاف التنفيذ!؟ أم أنه عناد وتعذيب لأولائك الملاك الذين لا ذنب لهم إلا أنهم ورثوا إرث يعتبره البعض أنه ذو قيمة، وهم محتاجين للانتفاع منه.

 


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter