الأقباط متحدون - شاهد على القصر .. حكايات المعزول والمؤقت في الاتحادية
أخر تحديث ١٣:٥٤ | السبت ٢٢ فبراير ٢٠١٤ | أمشير ١٧٣٠ ش ١٥ | العدد ٣١٠٨ السنة التاسعه
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

شاهد على القصر .. حكايات "المعزول" و"المؤقت" في "الاتحادية

المعزول محمد مرسي
المعزول محمد مرسي

 مرسي "محدث نعمة" مطيع لأوامر الشاطر وبديع وفندق فيرمونت مقر اللقاءات السرية بين الجماعة والاستبن

  
ماذا يحدث داخل أروقة القصر الجمهوري .. وما هي العادات اليومية لسيد هذا القصر الذي يحكم مصر .. وما هي الكواليس التي تدور خلف الجدران المغلقة ومن هم ضيوف هذا القصر.. تثير هذه التساؤلات وغيرها شغف القراء للإجابة عليها لإشباع حاسة تتبع أخبار الرؤساء.
 
ورغم أن أيام المعزول مرسي كانت معدودة في هذا القصر إلا أنه شتان ما بين سلوكياته العجيبة وبين تصرفات الرئيس المؤقت عدلي منصور التي تتسم بالرصانة والتعقل، وفي السطور التالية ننشر بعض التفاصيل عن أيام "المعزول" و"المؤقت" داخل القصر الجمهوري.
 
لم تكن ثورة 30 يونيو هزة مجتمعية أو انتفاضة شعبية في وجه فصيل اتخذ الحكم نقطة انطلاق لتنفيذ خارطته الخاصة فحسب، بل كانت بالإضافة لذلك تيارا جامحا يتحدى الكون والعودة إلى ما قبل 25 يناير. 
بل كانت صرخة روح في وجه كل حاكم يتصور أن الصندوق وحده يكفل له حرية نكث العهود والثقة واللعب بمقدرات البلاد والعباد كيفما يشاء وأراد تحويل الشعب لدمية في يدية ويد جماعته ولكن كانت صرخة الروح والعودة إلى المربع صفر هي الأسس التي قامت عليها ثورة يونيو 
لم تتفهم جماعة الإخوان الإرهابية متطلبات ثورة يناير، ولم يستوعبوا احتياجات شعب مسالم بطبعه لم يطمح في أكثر من رئيس يرعاه وينتشله من مرارة الفقر والجوع والمرض وينعش في داخله الأمل في غد أفضل.
وتجلت آيات عدم الفهم في مظاهر الأبهة التي صاحبت أول رئيس بعد ثورة جاءت لتقضي على مفاهيم الرأسمالية المتحجرة وتجاهل الحاكم لاحتياجات شعبه، وفيما يلي مقارنة بين سلوك رئيسين جاءا بعد ثورتين شعبيتين أولهما الدكتور محمد مرسي الذي جاء بأغلبية شعبية بعد 25 يناير.. والثاني المستشار عدلي منصور الذي جاء بعد 30 يونيو.. حتى تكتمل الصورة من خلال شاهدتي على القصر لنقل بكل أمانة وصدق يوميات "المعزول" و"المؤقت". 
 
كان "المعزول" يبدأ يومه بصلاة الفجر بمسجد فاطمة الشربتلي القريب من مقر سكنه بالتجمع الخامس ناصية الـ20 في الأيام الأولي من فترة حكمه، ويتجول عقب الصلاة بالجلباب الأبيض تارة وبالترنج الأسود تارة أخرى والتسوق حتى تم التنبيه عليه من قبل الحراس بعدم تكرار الأمر خوفا علي حياته والاكتفاء بصلاة الفجر فقط والعودة إلى المنزل، وتم إبلاغ الدكتور أحمد عبد العاطي مدير مكتب الرئيس بأخطاء الرئيس لتفاديها مستقبلا.
عرض "عبد العاطي" طلب الحرس الجمهوري بنقل "مرسي وعائلته" إلى مقر قصر السلام القريب من مقر الحكم "الاتحادية" على "الرئيس الإخواني" فرفض "مرسي" عقب أخذ رأي كبيره وأستاذه "مهدي عاكف" أقرب الشخصيات الإخوانية إلى قلب وعقل "المعزول" وصاحب فكرة هجرة كبار قيادات "الإخوان" إلى التجمع الخامس تلك المنطقة المكشوفة للسيطرة على الملاحقات الأمنية، حيث كان أول الشخصيات التي وطأت أقدامها المنطقة وبعدها أصبح الحي الخامس بالتجمع مقصدا لكبار مكتب الإرشاد وحزب الحرية والعدالة.
عقب رفض "مرسي" قام عبد العاطي بتأجير الشقة المواجهة لشقة الرئيس بالدور الثاني محل إقامة "مرسي" بمبلغ 3 آلاف جنيه من صاحب المنزل الإخواني أيضا المقيم في الدور الثالث وتم تخصيص الشقة لطاقم السكرتارية والحرس الشخصي للرئيس، فضلا عن تأجير سطح المنزل "الروف" لباقي الحرس وأفراد الخدمة وإقامة "بوفيه" للجنود والسكرتارية. 
 
لم يكن لمرسي موعد ثابت يصل فيه إلى مكتبه بـ"الاتحادية" لكنه لا يتأخر عن التاسعة صباحا وكان عاشق التجول داخل القصر وتحية كل أفراد الحرس على جميع البوابات الخمس التي كانت مفتوحة لاستقبال الجميع، والتي أغلقت جميعها عدا البوابات أرقام 3 و5 عقب نهاية المائة يوم الأولى التي وعد بها المصريون بعدد من الإنجازات، وفشل فيها فتم تأمين القصر خشية هجوم المتظاهرين، فضلا عن زيادة موكب حراسة مرسي الذي أصبح مكونا من ما يقرب من 40 صف ضابط و120 جنديا من الأمن المركزي وقوات المرور التابعين لوزارة الداخلية لتأمين الطريق المؤدي إلى الاتحادية و4 سيارات جيب بداخلها 16 جنديا من الصاعقة التابعة للحرس الجمهوري و7 دراجات بخارية وسيارة مصفحة بداخلها مرسي تحتوي على حارس شخصي وبجواره حارس إخواني في حراسة سيارتين مرسيدس على جانبي الطريق، في البداية كان مرسي يعقد اجتماعات ثنائية فقط مع عبد العاطي ممثل مكتب الإرشاد و"عين الشاطر" داخل مقر الحكم فهو كان بمثابة حلقة الوصل بين "الاتحادية" و"المقطم" ولتأكيد سيطرة مكتب الإرشاد على القصر قام حزب الحرية والعدالة بتقديم كشوف بأسماء 1400 إخواني ساهموا في الحملة الانتخابية والمؤتمرات الجماهيرية لمرشح الإخوان "مرسي" الذي أصبح الحاكم الفعلي للبلاد، مطالبين مكتب الإرشاد بتعيينهم داخل قصور الرئاسة ووافق مكتب الإرشاد، وتم تقسيمهم على ثلاث دفعات الأولى التى بلغ قوامها 400 موظف قام مرسي بتوزيعهم داخل الاتحادية والثانية والثالثة لم تسعفهم ثورة 30 يونيو من التعينات حيث اطاحت ب" مرسي وجماعته".

توسعت دائرة اجتماعات مرسي لتشمل رفاعة الطهطاوي رئيس ديوان رئيس الجمهورية والدكتور ياسر علي المتحدث الاعلامي باسم الرئاسة والمهندس عصام الحداد مستشار الرئيس للعلاقات الخارجية والدكتور خالد القزاز سكرتير الرئيس للعلاقات الخارجية ومنسق العلاقات "الإخوانية الأمريكية" وانضم إليهم فيما بعد الدكتور أيمن علي مستشار الرئيس للعاملين بالخارج والدكتورة باكينام الشرقاوي مستشار الرئيس للشؤون السياسية، وسرعان ما سيطر الثنائي "علي" و"باكينام" على الرئيس والقصر وتحكموا في كافة مقاليد الأمور داخل وخارج الاتحادية.
الصلاة بالنسبة للمعزول مقدسة، حيث كان يواظب على صلاة الظهر والعصر والمغرب بالقصر، وكانت مواعيد مرسي مع كافة الوفود والزائرين للقصر تؤجل بسبب الصلاة، ومنها ما تم مع حمدين صباحي مؤسس التيار الشعبي في زيارته الوحيدة إبان حكم المعزول حيث انتظر طويلا حتي جاء موعد أذان العصر، وتم الصلاة جماعة خلف الرئيس وعقب اللقاء الذي لم يثمر عن شيء أدرك صباحي أن البلد رايحة في ستين داهية على يد نظام جماعة الإخوان المسلمين

"مُحدث نعمة" هذا أبسط ما يقال عن الرئيس السابق محمد مرسي وظهر ذلك جليا عندما اصطحب الرئيس التركي عبد الله جول في جولة داخل قصر القبة لمدة ساعة ونصف سيرا على الأقدام والتقاط العديد من الصور التذكارية داخل أجمل قصور المحروسة فضلا عن فرحته العارمة باستلام أطقم الملابس الخاصة بكونه رئيسا للجمهورية بمقر رئاسة الجمهورية بمصر الجديدة، حيث ظهرت السعادة عليه مثل فرحة الأطفال بملابس العديد الجديدة
بعيدا عما يقال عن سياسة التبذير داخل قصر الاتحادية فالمعزول وجماعته ليسوا من الأغبياء لكشف أمرهم للحرس الجمهوري أو الإعلاميين فكان المعزول وفريقه الرئاسي يتناولون وجبة واحدة فقط غير منتظمة داخل الاتحادية، فضلا عن إعلان سياسة التقشف لكن فندق "فيرمونت" كشف المستور، حيث كان يشهد لقاءات يومية بين الفريق الرئاسي المكون من المهندس خالد القزاز والدكتور أيمن علي والمهندس عصام الحداد والدكتور أحمد عبد العاطي والدكتور ياسر علي وفريق مكتب الإرشاد المكون من المهندس خيرت الشاطر النائب الأول للمرشد المسيطر على الدور السادس بالفندق والمهندس حسن مالك وزير مالية الإخوان والدكتور سعد الحسيني محافظ كفر الشيخ السابق والدكتور محمد البلتاجي القيادي بالجماعة الإرهابية وبعض رجال الأعمال القطريين والمصريين حيث كانت الفاتورة على حساب "المعزول" وبعض رجال الأعمال القطريين.
من أهم الشخصيات التي لا يعصي لهم "مرسي" أمرا وكان دائم استشارتهم من خلال الهاتف الأرضي للقصر مهدي عاكف المرشد العام لجماعة الإخوان الإرهابية السابق، والدكتور محمد بديع المرشد الحالي والدكتور يوسف القرضاوي أو من خلال اللقاءات داخل الاتحادية ليلا مثل الدكتور محمود عزت نائب المرشد الهارب الدكتور عصام العريان نائب رئيس حزب الحرية والعدالة المنحل الدكتور محمد البلتاجي القيادي بالجماعة ومن الشخصيات التي كان يخشاها مرسي وكانت تسبب له الفزع والرعب الشاطر والدكتور سعد الكتاني رئيس حزب الحرية والعدالة المنحل.

مرسي كان يستقبل زواره من أعضاء حزب الحرية والعدالة ومكتب الإرشاد من البوابة رقم 3 وكان يكفيهم الاتصال بالدكتور ياسر علي أو أحمد عبد العاطي أو يحيي حامد مسئول ملف التواصل بين الجماعة والقصر ومندوب الخدمات لضيوف مرسي والذي تم تصعيده فيما بعد ليشغل حقيبة وزارة الاستثمار.

الباب رقم 5 كان كلمة السر في اللقاءات السرية لضيوف القصر الكبار بعيدا عن أعين الجميع وفي حراسة أفراد أمن جماعة الإخوان الذين تم تعيينهم خصيصا لتلك اللقاءات وقائمة الضيوف ضمت رجال أعمال ومشايخ وسياسيين وسفراء عربا وأجانب، ومنهم على سبيل المثال لا الحصر حسن مالك الذي فضل الاختفاء عن أعين الجميع والدخول سرا من تلك البوابة ورجل الأعمال أحمد أبو هشيمة ومشايخ الفتنة الذين سعوا في القصر فسادا ومنهم الدكتور صفوت حجازي الذي كان يستقبله المعزول استقبال الرؤساء والدكتور عبد الرحمن البر والشيخ محمد عبد المقصود والسفير القطري سيف بن مقدم البوعينين والسفير التركي حسين عوني بوصطالي المطرود مؤخرا وآن باترسون سفيرة الولايات المتحدة الأمريكية السابقة بالقاهرة وعددا كبيرا من الإعلاميين على رأسهم المذيع أحمد منصور ونجوم فضائيات شهيرة يحاولون الآن غسل ذنوبهم الإخوانية على عتبة المشير عبد الفتاح السيسي وزير الدفاع والإنتاج الحربي الذي يعد قاب قوسين أو أدني من حكم مصر في الفترة المقبلة.
وتعد قنوات الجزيرة والعربية والنيل للأخبار القنوات المفضلة للمعزول.
 
 ليس للمعزول موعد ثابت للرحيل من القصر، فتارة كان ينصرف في تمام الخامسة مساء وتارة أخرى في منتصف الليل، حيث كان يفضل قضاء أطول وقت داخل جدران الاتحادية.
 
 
بالمقارنة بين المعزول والرئيس المؤقت منصور فهو مطيع للأوامر يعي جيدا دوره المنوط به عقب تعيينه رئيسا للبلاد في الثالث من يوليو استجاب لتعليمات الحرس الجمهوري، وانتقل إلى مقر سكنه الجديد "قصر السلام" الذي يبعد عن مقر الحكم الاتحادية خمس دقائق حيث يسكن هو وأفراد أسرته.
"منصور" يصل إلى مكتبه عند الثامنة صباحا ليبدأ يومه بقراءة الصحف والتقارير الإخبارية الخاصة بالأحداث الجارية واللقاءات الأسبوعية التي تعدها رئاسة ديوان رئاسة الجمهورية والمكتب الإعلامي وعند التاسعة صباحا يناقش مع اللواء أركان حرب عبد المؤمن فودة رئيس ديوان رئاسة الجمهورية العديد من القرارات والتقارير التي تنتظر توقيعه بالإضافة إلى متابعة جدول مواعيد اللقاءات اليومية
ومن الساعة العاشرة حتى الـ12 ظهرا يبدأ موعد لقاءات الزائرين من الوفود الأجنبية والعربية وإجراء الاتصالات اليومية وبحلول الواحدة ظهرا يبدأ الموعد المحدد لجميع لقاءات "المؤقت" داخل القصر مع كل القوى والتيارات والأحزاب السياسية والإعلاميين.
يواظب "منصور" يوميا على الاجتماع مع عدد من مستشاريه لتصحيح الأوضاع ومتابعة الأحداث الجارية ومتابعة الملفات الأمنية والسياسية والاقتصادية والعدالة الاجتماعية حيث يعترف للمقربين أنه "يتعلم" ومستمع جيد للعبور بالبلد من الأزمة الحالية.
يعد علي عوض المستشار الدستوري أقرب الشخصيات لقلب وعقل " المؤقت" وأكثر مستشاري الرئيس عملا وتواجدا في القصر وصاحب أختام القرارات الجمهورية التي يصدرها الرئيس.
 
 لا يضيع "المؤقت" أي وقت داخل القصر سواء في الصلاة أو الأكل حيث إنه يسير بمبدأ العمل عبادة وأن الصلاة بينه وبين ربه ولا يتناول أي أطعمة داخل القصر ويكتفي ببعض "الباتيهات" التي توزع على قوات الحرس الجمهوري وأمن الرئاسة من قبل وزارة الدفاع بالإضافة إلى المشروبات الساخنة.
قنوات التليفزيون المصري هي القنوات المفضلة لـ"منصور" فضلا عن البحث في جميع القنوات التي تناقش مشاكل المواطنين والعمل على حلها كما حدث مع مؤسس حزب مصر الخضراء محمد برغش الذي طلب لقاء الرئيس على إحدى الفضائيات واستجاب له منصور خلال 48 ساعة واستقبله بالاتحادية لحل مشاكل الفلاحيين وتكرر ذات الأمر مع الدكتورة إيناس رشاد أول معاقة حاصلة على الدكتوراه في الاقتصاد من المجر، والتي أيضا طلبت لقاء المؤقت واستجاب لها وتم بحث شكواها.
موكب "منصور" الرئاسي بسيط جدا لكونه نادر الانتقالات وزيارة المحافظات، فضلا عن قرب منزله من مقر الحكم والمنطقة مؤمنة بالكامل 
لكن الوضع يختلف عقب حوادث الإرهاب التي ضربت البلاد على يد الجماعة الإرهابية، وأصبحت جولات منصور الداخلية والخارجية مؤمنة على أعلى مستوى.
 
ورصدت "البوابة" جولات تأمين منصور الأخيرة لافتتاح فندق جديد بالمطار وافتتاح معرض الكتاب ما يقرب من 55 صف ضابط و230 من جنود الأمن المركزي التابعين لوزارة الداخلية لتأمين الطرقات التي يمر بها موكب منصور منتشرة بطول الطريق المؤدي لمكان الزيارة ومحيط الاتحادية، بالإضافة إلى أفراد الحرس الجمهوري و5 سيارات جيب بداخلها 20 من جنود الصاعقة التابعة للحرس الجمهوري وسيارة مصفحة بداخلها الرئيس في حراسة سيارتين مرسيدس على جانبي الطريق، بالإضافة إلى مروحية عسكرية. 

من أشد المواقف المؤثرة في "منصور" عندما قام بتكريم أسرة الشهيد اللواء نبيل فراج الذي لقي مصرعه في أحداث كرداسة، حيث بكى "منصور" عقب تقبيله رأس نجل الشهيد.

More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter
تنوية هام: الموقع غير مسئول عن صحة أو مصدقية أي خبر يتم نشره نقلاً عن مصادر صحفية أخرى، ومن ثم لا يتحمل أي مسئولية قانونية أو أدبية وإنما يتحملها المصدر الرئيسى للخبر. والموقع يقوم فقط بنقل ما يتم تداولة فى الأوساط الإعلامية المصرية والعالمية لتقديم خدمة إخبارية متكاملة.