الأقباط متحدون - الانقلاب الأوروبي
أخر تحديث ٠٣:١٠ | الاثنين ٢٤ فبراير ٢٠١٤ | أمشير ١٧٣٠ ش ١٧ | العدد ٣١١٠ السنة التاسعه
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

الانقلاب الأوروبي

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

مينا ملاك عازر
لما كنت لا أستطيع أن أحدد بدقة أي وقت حضرتك ستقرأ المقال أجد نفسي عاجز عن تحديد أي تحية أتقدم لك بها في استهلال المقال، هل أقل لك صباح الخير أم مساء الخير، ولذا أفضل العودة للعصور السعيدة حيث كان الناس يقولون لبعض سعيدة، وسأقول لك سعيدة عليك عزيزي القارئ، وعامل إيه؟ وبكده أكون قد خلصت من أزمة أخرى، وهي أزمة فروق التوقيت، تلك المسألة التي تجعلك ترى ما جرى في مصر في يناير 2011 على يد الجيش حين لبى مطالب المتظاهرين ثورة، وما حدث في مصر في الثالث من يوليو على يد الجيش حين لبى مطالب المتظاهرين انقلاباً!

تتجلى أزمة فروق التوقيت حينما ترى ما يجري في أوكرانيا ثورة حلوة، وتبقى عايز تجيب لهم شطيرة بالشيكولاتة السايحة على جانبيها، ومطعمة بالمكسرات، لمجرد أن الجيش وقف على الحياد، وأن البرلمان لبى مطالب ثلاثين ألف معتصم في أحد ميادين العاصمة وليس هتافات بالملايين ملأت أقطار البلاد وانتشرت في كل ميادين محافظات القطر!

تلعب مسألة فروق التوقيت دوراً حاسماً في الرؤية الأوروبية لما يجري في البلد فما يجري بأوكرانيا لإنه على مزاج الأوروبين والأمريكان قبلهم يبقى ثورة ولكن ما يجري في مصر انقلاباً، وذلك رغم أن فرق التوقيت بين مصر وأوكرانيا ليس فرقاً مهولاً يماثل الفرق الزمني في التوقيت بين توقيتات مصر ودول أمريكا اللاتينية حيث تغير أمريكا رؤساء تلك البلد حسب هواها بل تدخل بقواتها في كثير من الأحيان لألقاء القبض عليهم أو للإطحاة بهم من السلطة!.

الانقلاب الأوروبي الذي جرت أحداثه على الأرض الأوروبية وداخل حدود أوكرانية تراه أمريكا ثورة ناعمة ورائعة تحترم آراء المعارضة التي انقسمت وتشتت فور وجودها أمام المحك وأمام فرصة خوض انتخابات، وأخرجوا رئيسة وزراء سابقة تم محاكمتها، والحكم عليها بسجن لمدة سبع سنوات بتهمة استغلالها لسلطاتها!.

ورغم تفاوت الرؤية الأمريكية الأوربية لما يحدث في مصر عما يحدث في أوكرانيا إلا أن الرئيسين المعزولين اتفقا رغم أنهما لم يسبق لهما أن يلتقيا أن ما جرى انقلاب، وعلى عدم اعترافهما بما حدث ومطالبتهما للشعب بأن يقف بجوارهما، يحق ليانكوفيتش الرئيس الأوكراني أن يقول هذا لكن مرسي بجح وما يقويه على هذا الأوروبيين والأمريكان الذين يرون الأحداث بحسب فروقات التوقيت بين البلاد واتفاق المصالح بينهم وبين أي حاكم حيثما كان.

المهم عزيزي القارئ، أرجوك قبل النهاية ألا تنسى أنك يمكنك تحدد ما تراه بحسب مجلسك من الحدث، فإن كنت تجلس بجانب من في الحكم فما يجري انقلاب وإن كنت تجلس بجوار المعارضين فما حدث ثورة، وسلم لي على النزاهة والشفافية والحق.
المختصر المفيد حقاً السياسة  فن السفالة الأنيقة.

 


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter