الأقباط متحدون - مسيحيو المشرق إلى أين؟
أخر تحديث ٠٤:٤٠ | الثلاثاء ٢٥ فبراير ٢٠١٤ | أمشير ١٧٣٠ ش ١٨ | العدد ٣١١١ السنة التاسعه
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

مسيحيو المشرق إلى أين؟

مراد وهبة
مراد وهبة

 سؤال هذا المقال كامن فى البيان الختامى للمؤتمر الأول لـ« مسيحيى المشرق» الذى انعقد فى بيروت فى أكتوبر عام 2013، والذى جاء فيه أن «مسيحيى الشرق الأوسط هم أبناء المنطقة، ويجب أن يبقوا فى مناطقهم». ثم اتفق المشاركون على «مواصلة العمل لتدعيم العيش فى المجتمعات التى يعيش فيها المسيحيون مع المسلمين».

 
وفى 25/ 10/ 2013 أعلن البطريرك المارونى بشارة الراعى فى مؤتمر صحفى أن «المسيحيين مواطنون أصليون وأصيلون وليسوا أقلية ولا يحتاجون أى حماية. ونطالب المعتدلين من المسلمين بأن يقولوا للتكفيريين هذا ليس إسلاماً. الإسلام حضارة، والحركات الأصولية تشوه الإسلام». وعندما فرغت من قراءة هذين الخبرين ورد إلى ذهنى كتاب للقس الدكتور أندريه زكى، نائب رئيس الكنيسة القبطية الإنجيلية، كان قد أهدانى إياه فى فبراير 2006، عنوانه الرئيسى «الإسلام السياسى والمواطنة والأقليات»، وعنوانه الفرعى «مستقبل المسيحيين العرب فى الشرق الأوسط». والمشترك بين الخبرين والكتاب هو المسيحيون العرب، وغير المشترك هو أن الكتاب صدر قبل ثورات الربيع العربى، أما الخبران فقد تم نشرهما بعد هذه الثورات.
 
والسؤال إذن:
 
هل ثورات الربيع العربى أضافت بُعداً جديداً لإشكالية المسيحيين العرب؟
 
الجواب بالإيجاب، وهو يكمن فى أن هذه الثورات قد أُجهضت بعد اختطافها من قِبل الإخوان المسلمين الذين استولوا على السلطة وشنوا حملة على المسيحيين وأحرقوا أكثر من خمسين كنيسة.
 
هذا عن جواب الخبرين، فماذا عن جواب الكتاب؟
 
جوابه نوجزه فى تحليله لأزمة مسيحيى المشرق من أجل تكوين رؤية مستقبلية لمجاوزة تلك الأزمة. والأزمة، فى رأى أندريه زكى، سببها طرفان: الإسلام السياسى واللاهوت المسيحى السلبى.
 
والسؤال إذن:
 
ما دور كل منهما؟
 
الإسلام السياسى بدايته مع حسن البنا فى تأسيسه للإخوان المسلمين فى عام 1928 وتطوره عند سيد قطب. عند حسن البنا الإسلام هو الدولة وهو الوطن. ومهمة الدولة ضرورة تطبيق الشريعة الإسلامية تمهيداً لتأسيس الخلافة الإسلامية. فريضة الجهاد عنصراً أساسياً فى فكره. أما عن سيد قطب فالحداثة الغربية مرفوضة لأنها جاهلية، والبديل الحاكمية التى تعنى الخضوع المطلق لله، ثم الحاكم ممثل الله على الأرض. والمسيحيون العرب ذميون وليسوا مواطنين.
 
هذا عن الإسلام السياسى فماذا عن اللاهوت المسيحى؟
 
إنه لاهوت سلبى حاكم لذهنية الأقباط فى مصر والموارنة فى لبنان. فابتداء من منتصف القرن العشرين انسحب الأقباط من الحياة السياسية إثر ثورة 52، وأصبحت الكنيسة هى الصوت السياسى وتداخلت مع الدولة فى كراهية اليهود، إذ أفتى البابا شنودة الثالث، رئيس الكنيسة الأرثوذكسية، بأن اليهود ليسوا شعب الله المختار، وأن فلسطين ليست أرض الميعاد، أما الموارنة فكانوا على الضد من قبط مصر.
 
ويرى أندريه زكى أن تفكيك طرفى الأزمة يستلزم تأسيس لاهوت مسيحى جديد تكون فيه العروبة بديلاً عن القومية العربية وتكون فيه الشمولية أساس العروبة.
 
والرأى عندى أن المطلوب من القس الدكتور أندريه زكى إعادة طبع كتابه بمقدمة جديدة يعيد فيها النظر فيما استجد من مصطلحات وظواهر جديدة أصبحت شائعة ومتداولة بعد ثورات الربيع العربى. وكل ذلك يستلزم فقهاً جديداً ولاهوتاً جديداً يستند إلى مفهوم جديد عن الله.

نقلا عن المصري اليوم

More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع