الثلاثاء ٢٥ فبراير ٢٠١٤ -
٥٧:
٠١ م +02:00 EET
ارشيفيه
الآخر .. من هو وما علاقتك به؟
عرض : ساميه عياد
قال أحد الحكماء "ما عاش من عاش لنفسه فقط" ، أى أن هناك إنسان غيرك لابد أن تندمج وتعيش معه ، هذا هو الآخر ، فماهى علاقتك بالآخر؟ هل أنت تحترم الآخر أيا كان؟ هل تتعاون وتساعد الآخر؟ هل أنت على استعداد أن تبذل نفسك لأجل الآخر؟ .
عن الآخر قال المتنيح قداسة البابا شنودة الثالث فى مقال له نشر بجريدة أخبار اليوم السبت 24/12/2005، حينما خلق الله أبانا آدم ، خلق له كائنا آخر هو أمنا حواء وكانت علاقة كل منهما بالآخر علاقة حب وتعاون ، وهذا مثال طيب لابد أن نضعه أمامنا فى تعاملنا مع الآخر ، فالإنسان المتحضر يكون سهل التفاهم مع الأخر ، يأخذ ويعطى معه فى مودة ويسر ، ولا يسرع الى الخلاف ، هناك من يعتقد أنه قد يعيش بدون الآخر ، حيث يتمركز حول نفسه ، ولا يخرج منها ويندمج مع الآخر ، أنها الأنانية أو الانغلاقية ، على عكس من يرى أنه لا يستطيع العيش بدون الآخر ، بل كل نشاطه من أجل الآخر وكل مواهبه هى من اجل الآخر ، فالمتكلم لا جدوى لكلامه إن لم يكن هناك الذى يسمع، والراعى لا صفة له إن لم تكن هناك رعية وهكذا مما تظهر أهمية الآخر.
كلما ازدادت الأنا عندك حينئذ يختفى الآخر فى مقاييسك حيث تقول من الذى يعيش ويظهر وينمو وينتشر أنا أم الآخر؟ وتنسى أن الله تبارك اسمه قد خلق الدنيا للكل والكل رعاياه وموضع اهتمامه ، لماذا يكون قلبك ضيقا ، فلا يتسع للآخر ؟ ولماذا إذا ما اتسع قلبك فإنما ينفتح لنوعية خاصة من الناس ، بينما ينغلق أمام الآخرين ؟ لماذا تخسر الآخر، ليتك تستمع الى سليمان الحكيم حينما قال "رابح النفوس حكيم" ، وعلينا أن نردد عبارة جميلة قالها القديس يوحنا ذهبى الفم وهى "من لم توافقك صداقته ، لا تتخذه لك عدوا
" ، لا توسع دائرة أعدائك ، فليس هذا من الصالح لك ولا لغيرك. وإذا اختلف معك الآخر في الرأي ، هل تحول ذلك الى خلاف فى القلب أيضا ؟ وهل حينئذ تهاجم الآخر وتعاديه وتحقره وتشهر به ؟ أم تحاول أن تلتقى به وتتفاهم ؟ وإن التقيت معه فى حوار ، أيكون حوارا هادئا أم ساخنا؟ ام حوارا يسوده الاحترام والمودة ؟ وهل يكون هدفك من الحوار أن تنتصر على الآخر وترغمه على قبول رأيك؟ لهذا كله ينبغى على كل منا أن يتدرب على محبة الآخر ، فالعلاقة مع الآخر كلما اذدادت قربا تتحول الى وحدة .
قداسة البابا