بقلم منير بشاى
ÙÙ‰ سنة 1862 نشر Ùيكتور هوجو روايته الشهيرة "البؤساء" Les Miserables وهى تعكس Øالة المجتمع الÙرنسى ÙÙ‰ الÙترة التالية لسقوط نابليون Øيث انتشر الÙساد وغابت العدالة. والرواية تتناول بالتØليل عددا من الشخصيات تعبر عن نماذج بشرية ÙÙ‰ الØياة لتلك الÙترة. من هؤلاء كانت شخصية بطل الرواية جان Ùالجان وهو رجل Ùقير سجن بسبب سرقة رغي٠خبز ليقتات به هو وعائلته.
ونتيجة السرقة Øكم عليه بالسجن 5 سنوات امتدت الى 19 سنة بسبب Ù…Øاولته الهروب المتكرر من السجن.
ÙˆÙÙ‰ مقدمة الرواية يذكر هوجو هدÙÙ‡ من الرواية، ومنها هذه الكلمات "تخلق العادات والقوانين ÙÙ‰ Ùرنسا وضعا اجتماعيا هو نوع من الجØيم البشرى. وطالما توجد لا مبالاة ÙˆÙقر على الارض ØªØµØ¨Ø Ù‡Ù†Ø§Ùƒ ضرورة لمثل هذا الكتاب"
مضى 150 عام تقريبا على نشر رواية "البؤساء" ÙÙ‰ Ùرنسا. ولكننا اليوم بصدد بؤساء من نوع جديد يعيشون ÙÙ‰ صعيد مصر وهم يعانون Ùعليا هذا الجØيم البشرى الذى كتب عنه هوجو ÙÙ‰ مقدمة روايته. هؤلاء بشر Øقيقيون يعيشون على Ù…Ø³Ø±Ø Ø§Ù„Øياة، وليسوا كما ÙÙ‰ رواية هوجو نتاج خيال كاتب ÙÙ‰ رواية تتمتع بقراءتها او مشاهدتها على المسرØ. رواية هوجو منØت صاØبها أعظم تقدير ÙÙ‰ الادب، بينما قصص بؤساء أقباط صعيد مصر تدمغ مجتمعهم باكبر وصمة ÙÙ‰ (قلة) الأدب.
الاعتداءات على الكنائس والبيوت والمتاجر للاقباط ÙÙ‰ قرى الصعيد مثل دلجا والØوارتة والديابية ونزلة عبيد وساØÙ„ سليم ودير مواس والبدرمان وغيرها تكاد ØªØµØ¨Ø Ø§Ø¹Ù…Ø§Ù„Ø§ يومية.
ÙˆÙÙ‰ جو معبأ بالكراهية لا تØتاج سوى شرارة صغيرة ليØدث الانÙجار ÙيتØول ما كان مجرد Øادث Ùردى شخصى مثل Ùتاة مسلمة تقع ÙÙ‰ Øب شاب مسيØÙ‰ الى عقاب جماعى ضد كل اقباط القرية. والمصيبة ان الاعتداءات غالبا لا تلقى صدى من الأمن ربما سوى التشجيع من بعض العناصر داخل الأمن Ù†Ùسه التى تتواطأ Ù„ØµØ§Ù„Ø Ø§Ù„Ø§Ø±Ù‡Ø§Ø¨ÙŠÙŠÙ†. وعندما تزداد شكوى الاقباط وتضطر قوات الامن للتØرك غالبا ترسل هذه العناصر اشارة من داخل الامن الى الارهابيين للهرب المؤقت من Ù…Ø³Ø±Ø Ø§Ù„Øوادث ثم تعود مرة اخرى بعد مغادرة الامن.
ÙˆÙÙ‰ النهاية يكون دور الامن Ùرض ØµÙ„Ø Ø¹Ø±ÙÙ‰ على الجميع يضطر Ùيه الاقباط المعتدى عليهم الى التÙريط ÙÙ‰ Øقوقهم مقابل ان يتمتعوا بسلام وقتى. واØيانا يجبر الامن الاقباط على تنÙيذ شروط مجØÙØ© مثل ان يهاجروا بلادهم التى عاشوا Ùيها منذ الاجداد تاركين بيوتهم وارضهم واعمالهم ليعيشوا ÙÙ‰ اماكن اخرى دون ان يكون لديهم المال الذى يمكّنهم من الØياة.
Øالات الخط٠وتØصيل الÙدية اصبØت سيÙا مسلطا على رقاب اقباط الصعيد. ÙˆÙÙ‰ الظرو٠الاقتصادية المتردية Ø§ØµØ¨Ø Ùرض الÙدية مهنة يقتات منها البلطجية الذين للاس٠يتØركون تØت Øماية شركاء لهم داخل قوات الامن. الأعداد اصبØت مهولة ويعتقد البعض انها بمعدل Øالة اختطا٠كل 12 ساعة.
وهى عملية ذات Øدين اØدهما الاغتناء على Øساب هؤلاء البؤساء والثانى اÙقار اقباط الصعيد باجبارهم على دÙع اتاوات تصل الى ملايين الجنيهات تضطر معها أسر الضØايا الى بيع ارضهم وبيوتهم والاقتراض من الاقارب والاصدقاء. ÙˆÙÙ‰ Øالة العجز عن الدÙع تكون النتيجة قتل المخطوÙ.
ولا يوجد اصعب من ان يرى اقباط الصعيد بناتهم القصر يستهدÙون للخط٠والاسلمة القسرية بل امتد الخط٠لسيدات بالغات مع اطÙالهن باستخدام اساليب لا يقرها عر٠او قانون مثل الاستدراج والخداع والتغرير والاجبار ÙÙ‰ ضوء الغاء جلسات Ø§Ù„Ù†ØµØ ÙˆØªØت سمع وبصر السلطات بل ÙˆØمايتهم.
بؤساء اقباط مصر عامة والصعيد خاصة يعانون ما لا طاقة للبشر.
وقد وجدوا انÙسهم مؤخرا ÙÙ‰ موق٠لا مخرج منه. Ùبعد اسقاط Øكم الاخوان ÙˆÙض اعتصامى رابعة والنهضة، انطلقت جماعة الاخوان والموالون لهم كالثيران المجنونة ÙÙ‰ عمليات عن٠نال الاقباط منها النصيب الأكبر. كانت استراتيجية الاخوان تراهن على ان الاقباط سيقابلوا العن٠بعن٠مقابل وبالتالى تØدث Ùتنة طائÙية يستطيعوا من خلالها ان ينÙذوا لاسترداد الØكم. ولكن الاقباط Ùطنوا للطعم المقدم لهم ورÙضوا ان يستخدمهم الاخوان لتØقيق اهداÙهم. ونتيجة ضبط النÙس هذا لاقى الاقباط Ø§Ù…ØªØ¯Ø§Ø Ø§Ù„Ø¬Ù…ÙŠØ¹ على وطنيتهم وتضØياتهم وتغليب ØµØ§Ù„Ø Ø§Ù„ÙˆØ·Ù† Ùوق ما يعانوه من ارهاب. ولكن المعاناة زادت والدولة ما تزال تجازى الاقباط بمزيد من Ø§Ù„Ù…Ø¯ÙŠØ Ø¯ÙˆÙ† ان تØرك ساكنا ÙÙ‰ Ù…Øاولة وق٠او Øتى التخÙي٠من معاناتهم.
عار على الوطن ان يبرر اخضاع المستضعÙين من المواطنين الأقباط للمذلة بدعوى انها برهان وطنيتهم. وطنية الاقباط يجب ان يقابلها Ù…Øاولة جادة من الدولة لرÙع معاناتهم، وليس تركهم Ùريسة سهلة للمجرمين. ÙˆÙÙ‰ ضوء هذه اللامبالاة من جهة المسئولين، واذا اضطر قبطى للدÙاع عن Ù†Ùسه وعرضه، أتمنى ان لا يوصم هو، أو الاقباط جميعا، بنقص ÙÙ‰ الوطنية!