مجدي جورج باحث اقتصاد دولي . باريس . فرنسا
نقلت وكالة رويتر بالأمس خبر استشهاد سبعه من الاقباط المصريين العاملين في ليبيا برصاص جماعات جهادية تكفيرية كانت سبقت واختطفتهم من مقر اقامتهم ثم قامت بتصفيتهم بالرصاص ويقال والعهدة علي الراوي انهم كانوا ثمانية فتمكن احدهم من الفرار وابلغ القنصل المصري في ليبيا ولكن القنصل المصري لم يصدقه ، وهناك روايه اخري تقول ان الثامن كان مسلم الديانة لذلك فقد أفرج عنه الخاطفين واجهزوا علي الاقباط .
علي كل الأحوال فانه من المؤكد ان هناك سبعه اقباط مصريين قتلوا في ليبيا ومن المؤكد أيضاً انهم قتلوا بسبب هويتهم الدينية.
ونحن لا نستبعد ان قتلهم قد تم بالاشتراك مع جهاديين مصريين لهم معسكرات في ليبيا أقاموها بعد سقوط نظام معمر القذافي وربما نكايه في الاقباط المصريين وفي الكنيسة المصرية بسبب موقفها المؤيد لثورة 30 يونيو ، وأن كنت أظن ان هؤلاء الجهاديين سواء كانوا مصريين ام غير مصريين لا يحتاجون الي مبررات او حجج أو أسباب لقتل المسيحيين ففي ثقافتهم وفكرهم آلاف الأسباب التي تعطيهم المبرر الشرعي لقتل المسيحيين . فاغلب الظن ان المتطرفين المصريين الذين تم التضييق عليهم بعض الشي في مصر نقلوا نشاطهم الي ليبيا والي بلدان الجوار الأخري ووجدوا ضالتهم في الاقباط المتواجدين هناك بحثا عن لقمة العيش كي ينفثوا فيهم عن غضبهم تجاه الجيش الذي ازاحهم عن حكم مصر.
لن نصيف جديدا ان قلنا ان رد فعل الدولة ورد فعل المنظمات الحقوقيه والنشطاء والإعلاميين لم يكن ابدا عند مستوي الحدث بل أضيف ان رد فعل الكنيسة الي الان لم يكن عند مستوي الحدث ايضا .
ما حدث للأقباط السبعه هو موت وخراب ديار ليس لهم ولذويهم فقط بل لمئات الآلاف من الاقباط الذين ضاقت بهم السبل في مصر ولم يستطيعوا كسب لقمة عيشهم بسبب سوء الأحوال الاقتصادية وبسبب التطرف فذهبوا الي ليبيا بحثا عن لقمة عيش كريمة فكانوا كالمستجير من الرمضاء بالنار ، فقد واجهوا هناك ظروف اصعب من تطرف وانفلات أمني وسجن لبعضهم بسبب اتهامات كاذبة بالتبشير وقتل لبعضهم بسبب هويته الدينيه ، وما حدث بالأمس سينشر الخوف والرعب في قلوب كل الاقباط المتواجدين في ليبيا وسيؤثر علي سوق عماله كانت تستوعب مئات الالاف من الاقباط سنويا .
سوق كانت قريبه وسهله وتكلفة الذهاب اليها في متناول فقراء الاقباط ومعوذيهم حيث يمكن الذهاب لهناك بدون تأشيرة وبتكلفة مواصلات برية قليلة ، سوق عوضت المصريين عموما والأقباط خصوصا عن سوق العمالة العراقيه التي أغلقت في وجوههم بعد سقوط صدام حسين والاحتلال الامريكي للعراق .
للأسف لقد كانت ثورات الربيع العربي والتدخل الامريكي في العراق وفي المنطقة وبالاً علي المسيحيين العرب عموما وعلي الاقباط خصوصا الذين سدت في وجوههم سبل الرزق .
اخيراً فإنني أقول لمن انتقد الاقباط بسبب تأييدهم لثورة يونيو ولكل من قال انهم أعطوا شيك علي بياض للسيسي : ان الاقباط لم يكن أمامهم اي خيار اخر فأما الوقوف مع الدولة شبه المدنيه التي جاءت بها ثورة يونيو وأما الوقوف مع الفاشية الدينيه المتمثله في حكم الاخوان وحلفائهم وأننا نظن ان احوال الاقباط كانت ستسوء اكثر وأكثر لو استمر حكم الاخوان في مصر وربما كان مسيحيي مصر واجهوا نفس مصير مسيحيي العراق ومسيحيي سوريا ، فلا تلموا الاقباط علي تأييدهم للثورة ووقوفهم خلف الجيش بل لوموا وهاجموا الادارة المصرية التي لازال ينخر فيها سوس التطرف والتي يعتبر بعض المتنفذين فيها ان الاقباط مواطنين من الدرجه الثانيه لا حقوق لهم وان قيام بعض الجهات الخارجية بتصفية هؤلاء الذميين والتخلص منهم شئ لا غبار عليه .