الأقباط متحدون - أسئلة في انتظار الإجابة
أخر تحديث ١٧:١٢ | الاربعاء ٢٦ فبراير ٢٠١٤ | أمشير ١٧٣٠ ش ١٩ | العدد ٣١١٢ السنة التاسعه
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

أسئلة في انتظار الإجابة

تعبيريه
تعبيريه

 أخون نفسي وأخونكم إذا حجبت عنكم وحبست في صدري عددا من الأسئلة وثيقة الصلة بما يحدث الآن من عمليات قتل لرجال الشرطة. وهي العمليات التي يمكن وصفها بأنها أكثر الأفعال وضاعة وخسة في التاريخ. وسؤالي الأول هو: ما رأي جماعة حماس الحاكمة لقطاع غزة، كحكومة في الجوار، وأيضا بوصفها الفرع الفلسطيني لجماعة الإخوان المصرية الإرهابية المنحلة. ما رأي قادة حماس وبعضهم مصريون بالمولد والدم؟ وأيضا بحكم خبرتهم الطويلة في هذا المجال. تلك الخبرة التي انتهت بعلاقات سلامية رائعة مع إسرائيل بضمانة مصرية تعهدت بها الحكومة المصرية في عهد الرئيس السابق محمد مرسي.

 
أنا لست أرسم خطا مستقيما يبدأ من مكان قتل ضابط شرطة مصري شاب أمام بيته في الزقازيق، ويمتد عبر سيناء إلى أن يعبر الحدود وينتهي في تلك النقطة التي تمثل حكومة حماس، ولكني أتساءل: لقد تعهدت حماس لإسرائيل بأن توقف أي نشاط معاد لها من القطاع وهو ما حدث بالفعل. حماس إذن هي العمدة، هي المرجعية، هي القاعدة التي يحلم كل إرهابي بالعودة إليها سالما بعد ارتكابه لجريمته.
 
إذا كان الأمر كذلك، وهو كذلك بالفعل، فهل حان الوقت الذي نتفاوض فيه مع حماس لكي نصل إلى اتفاق تتعهد فيه حماس بمنع هذه التنظيمات من قتل المصريين؟.. أم أنه لا بد من الصدام المسلح بين الطرفين للوصول إلى اتفاق؟
 
سؤال آخر: ما هي حكاية هذه الأنفاق بين الأرض المصرية وقطاع غزة؟ في كل يوم نقرأ عن عدد من الأنفاق تم تدميره، وكأن الأنفاق تلد أنفاقا.. ألا يعرف العلم العسكري الحديث طريقة يكتشف بها هذه الأنفاق جميعها، ثم تدميرها كلها في معركة واحدة؟ إن رمزية وجود هذه الأنفاق، تفوق فائدتها كوسيلة لإثراء بعض الناس من لوردات التهريب والإرهاب. يكفي أن يشعر الفرد الإرهابي بأنه ليس معزولا عن قاعدته، وأنه يستطيع الإفلات بجلده عندما يضيق عليه الخناق، هذا الإحساس يرفع من روحه المعنوية ويعطيه قدرة أكبر على التخفي والمقاومة. بالقضاء على هذه الأنفاق، والقضاء أيضا على احتمالات إعادة حفرها، يشعر الإرهابي وكل إرهابي أنه محاصر وأن مصيره هو أن يقتل أو يسجن مدى الحياة.
 
كل أنواع ثقافات البشر تتكلم عن الجيرة والجيران وحتمية التعاون والتفاهم مع الجار، وهذا أمر يعرفه ويقدره المصريون جيدا، غير أن المصريين لهم تحفظ واحد هو «ما فيش بعد حرق الزرع جيرة». هذه الجماعات الإرهابية لا تحرق فقط زراعاتنا وحقولنا، بل هي تحرق قلوبنا على أولادنا. وعندما تقول جماعة حماس (مش احنا والله.. مش احنا اللي خطفنا ضباطكم.. مش احنا اللي قتلنا عساكركم.. دي تنظيمات تانية ضدنا احنا كمان) نرد عليها (مش انتم صحيح.. بس انتم تعرفوا تمنعوهم.. تعرفوا توقفوا هذه الأفعال الوضيعة التي لن يتحملها المصريون لفترة طويلة.. زي ما حصل مع إسرائيل)..
 
لدي المزيد من الأسئلة التي أعرف الإجابات عنها، غير أن مهنتي تحتم علي أن أطرح الأسئلة فقط.

نقلا عن الشرق الاوسط

More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع