الأقباط متحدون - يا قبطي .... إذهب إلي جبل المـر وإلي تل اللبـان ..!!
أخر تحديث ١٧:٠٥ | الاربعاء ٢٦ فبراير ٢٠١٤ | أمشير ١٧٣٠ ش ١٩ | العدد ٣١١٢ السنة التاسعه
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

يا قبطي .... إذهب إلي جبل المـر وإلي تل اللبـان ..!!

نبيل المقدس
                       
 " إلي أن يفيح النهـار , وتنهزم الظلال ... إذهب إلي جبل المـُر وإلي تل اللبــان " نشيد الأنشاد 4 : 6 .
تأثرت جدا بقتل سبعة مصريين مسيحيين علي يد متشددين مسلمين في ما تـُسمي الآن نفسها بدولة ليبيا .. وما يزعجني أكثر هو تخاذل الإدارة المصرية وتجاهلها الحادث والتوقف عن أي إصدار رسمي يدين هذه المذبحة  القذرة . وما أزعجني أيضا بل وأكثر من هذا هو صمت جامعة الدول العربية عن الحادث .. فهم لا يعلمون أن تكرار مثل هذه الأحداث سوف تُوصم الديانة الإسلامية بأنها ديانة تعشق الذبح والقتل , وان إدعاءاتهم بأن سمة الإسلام  الرحمة تكاد تنقرض وينكشف الوجه الآخر الذي لا يعرفه المسلمون أنفسهم عما يحتويه كتبهم . فما يزال الخطاب الديني الخاص بالإسلام ضعيف ولم يستطيع حتي الآن وأد أو ايجاد تبريرات قوية عن الآيات التي جاءت في كتبهم عن القتل والذبح لكل من لا يؤمن بما يؤمنون هم به.

المؤسسة الوحيدة التي نطقت وتكلمت هي منظمة حقوق الإنسان , حيث تقدم رئيسها أولا : بخالص التعازي لأسر الضحايا , داعيا أن يلهمهم الله الصبر والسلوان .. ويواصل "رئيسها المحترم جدا" أن مقتل المصريين المسيحيين في ليبيا يحتاج إلي تحقيق جدي ... وما أحزنني أكثر عندما قرأت بيانات منظمة حقوق الإنسان هذه من رئيسها حافظ ابو سعده وجدتها ما إلا تغريدة من تغاريداته . فضيحة كبري أن يتخذ رئيس منظمة حقوق الإنسان سريره وجهازه لكي يمارس أعماله من خلال تغريدة .

ألا يستحق هذا الحدث الأليم إستدعاء السفير الليبي في القاهرة من قبل وزير الخارجية المصري وإبداء سخط المصريين وخصوصا الأقباط علي هذا العمل الشنيع والذي .. وعليه أن يتم القبض عليهم أو اتخاذ اي خطوات ايجابية تهديء من نفوس المصريين وخصوصا المسيحيين منهم . فواضح تماما أن الموضوع ليس إرهابا .. بل الموضوع هو إبادة جماعية ضد المسيحيين في بلدة تأخذ الإسلام دينا .. فكان علي المؤسسات التي تختص بحقوق الإنسان أن تقدم شكوي عامة إلي المجتمع الدولي , وهذا يساعدنا كثيرا في تحييد البلدان التي تدعي الحريات أن تقف بجوارنا نحو هذا الإرهاب الإسود الذي ينتشر في مصر ضد كل من يقف ضدهم مسلمين كانوا أم مسيحيين ..!

 حتي موقف اللجنة الثلاثية للكنيسة المصرية ومعهم الأزهــر.. نجدها أيضا إستقبلت هذه الفاجعة بأسلوب بارد وغامض وغير مفهوم , وكأنها غير موجودة ... وعليهم أن يعلموا أن كلمات وتصريحات التنديد ليست شافية .كذلك  ماذا فعلت  لجنة الديانات التي أرهقوا آذاننا عنها . أين الأزهر من هذا الحدث الأليم .. أليس عليه واجب الدفاع عن ما يُحاك عن الإسلام في الغرب وفي الشرق أنه دين العنف. فالأقاويل تقول أن جماعة القتله كانوا يبحثون عمدا عن كل مِنْ هو مسيحي لأخذه إلي مصيره المحتوم .. طبقا بما هو مكتوب في كتابهم .. إما قبول الإسلام دينا لهم أو القتل .. لكن صمد ابنائنا وثبتوا قي إيمانهم ولم يهمهم القتل لأنهم يؤمنون بأن الحياة مع يسوع هي الحياة ألأفضل.

ليس أمامنا إلا أن نتخذ من كلمات الكتاب المقدس تغذية روحية لكي تعطينا قوة التحمل لهذا الشر الذي يتساقط علي المصريين مسلمين ومسيحيين .. فقد تعمدتُ أن أدمج المسلمين مع إخوتهم المسيحيين في هذه التغذية الروحية لأننا و من خبرتنا معهم ومعيشتنا في وسطهم أن معظمهم وبالرغم أنهم يدركون صحة وجود الكلمات التي جاءت في كتبهم .. لكن في نفس الوقت أسمع الكثير منهم بعض التبريرات لتطييب خاطرنا بأن هذه الكلمات التي تحض علي قتل الآخر هي إما غير موجودة أو منسوخة أو حديث ضعيف لا يعترفون به .... إلخ من التبريرات كمحاولة لوأد الفتنة بالرغم من فشلهم حتي الآن , لكن نقدر مجهوداتهم لأنه أمر جميل من إخوتنا المسلمين بالرغم أننا مهما يحدث لنا علي ايادي المتطرفين سوف نتحملها .. 

 في الآية الموجودة في نشيد الأنشاد 4 : 6 " إلي أن يفيح النهار وتنهزم الظلال , أذهب إلي جبل المُــر وإلي تل اللـُبـــان " تعطينا قوة ورجاء .. ألا يتحدث إلينا جبل المُـر عن الآلام والتعذيب والجلد والسحل حتي جعلته يصرخ قائلآ " أما إليكم يا جميع عابري الطرق ؟؟ تطلعوا وأنظـروا إن كان حُزن مثل حزني الذي صنع بي , الذي أذلـّني به الرب يوم حُمو غضبه . من العلاء أرسل نارا إلي عظامي فَسـَرت فيها " مرا 11 – 12 .

  يا له من جبل مخيف ومرعب .. لكن علينا يا أقباط مصر ويا مسيحي الدول العربية  أن نذهب إليه لنرتبط به هناك إلي جبل المـُر , ونتمتع معه بصفة خاصة ولكي نعلم ونتأمل مدي الالأم التي واجهها الرب وهو صاعد إلي قمة جبل المُـر من أجلنا ومن أجل هؤلاء القتلة السفاكين ... سوف لا نترك لهم أراضينا التي أعطاها الرب لنا في مصر أو حتي اي بقعة عربية أو في الشرق الأوسط , لأنه  أعطانا الرجاء في الذهاب إلي تل اللُـبان الذي يُعتبر اقل ارتفاعا من جبل المُـر ..

 وعندما نعرف معني كلمة اللـُبان نعرف قد إيه أن الرب معنا دائما وأن هذا التل هو تل الأمل .. فهي تعني البخور التي يحملها الكاهن لكي يقدمها للرب سجودا والشعب يسجد خلفه لرب المجد .. وما أحلي السجود أمامه في تل اللبــان ... وكلمة كاهن تعني " باني القنطرة " أي أن تل اللبـــان هو المعبر الذي سوف يجعلنا نجتاز جبل المـُر والآلام إلي حياة عزة النفس والفرح والسرور .. وسوف تنتهي هذه الغمة والتي نعاني منها منذ عشرات السنين في العصر الحديث .

 أليس هذا هو السجود الذي يقدره ويقبله الرب عندما نأتي إليه بتقدماتنا له البخور ! أو أليس هذا ما يجب أن نفعلهُ في الفترة الحاضرة إلي أن يفيح النهار ويطلع كوكب الصبح المنير ويأتي سيدنا فيجدنا مسبحين له وساجدين له والجو الذي يحيط بنا يفوح برائحة البخور ..!! ولا يفوتنا أن نذكر أنه مهما علا سجودنا فهو تل صغير بجوار جبل الآلام ...
دعونا ننشد هذه الأبيات مع الكاتب والكارز الأخ حنا إسحق
لكن أمـــام موتك ......... بالصلب والعار المهين
ليس يفيك  سُبحنا ......... لو قـُدم طــــولَ السنين
فأقبل سكيب حُبنا ......... ونارديننــــــــا الثمين .
نعازينا الخاصـــة لأبنائنا الذين تم سفك دمائهم علي يد جماعات اسلامية غادرة تكره الحياة والحياة تبفضهم و ترفضهم .


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter