خواطر العرضحالجي المصري * د. ميشيل فهمي
هل يعلم قداسة البابا تواضروس الثاني أن الإستشهاد هو الجسر الذهبي والْمَعْبَرّ السريع لنيل سعادة الحياة الأبدية، وإن الإضطهاد في المسيحية مرتبط ارتباطًا وثيقًا بالشهادة.
بل أُعْتُبِر وسيلة من وسائل نيلها، وخير مثال علي ذلك أحدث حوادث الاضطهاد بليبيا حيث قامت (جماعة أنصار الشريعة الإسلامية) بها بقتل ٧ من المصريين المسيحيين من أبناء الكنيسة المصرية الأرثوذكسية.
فنالوا الشهادة التي هي في السماء أرقي من مرتبة القديسين والأباء الأخبار الأجلاء من أعضاء (مجمع الأساقفة) قاطبة، واستبشع العالم واستنكرت الإنسانية ذات الضمير الحي هذه الجريمة البشعة الغير عادية في القرن الواحد والعشرون.
أما الشعب المصري المسيحي الديانة، فكان في حال يرثى لها من هول هذه الكارثة البشرية رغم تكرارها.
وحيث أن هذا الشعب بلا غطاء حقوقي حقيقي من مجتمعه المدني المدفون في مقبرة الذاتية، فتيقن متوقعًا الكثير من قياداته الروحية التي تقوم في ذات الوقت بالقيادة السياسية لهذا الشعب والمتمثلة في حضرة صاحب الغبطة والقداسة البابا المعظم تواضروس الثاني، أن تقوم بأداء دورها السياسي المنوط بها في مثل هذه الكوارث التي لا مثيل لها في العالم المتمدن، من عقد مؤتمر إعلامي عالمي لاستنكار هذه الجريمة الشنعاء، واستنهاض الضمير العالمي لرفض معاناة المسيحيين في مصر والشرق الأوسط.
لكن كل هذا لم يكن في فكر قداسته بل يبدو إنه كان مشغولاً باهتمامات أخري لا يعلمها إلا الله، رغم إن الحكومة المصرية قد استشعرت هول الحادث الحدث، فتوجه رئيس وزراء مصر المكلف وقبل تولي مهام منصبه رسمياً إلي مقر الكاتدرائية لتقديم التعازي لأقباط مصر في شخص البابا.
وعليه توقعنا وتوقع معنا العالم ان يقيم البابا جنازاً رسمياً وشعبياً بزي التجنيز للصلاة علي جثامين الشهداء الأبرار بالكاتدرايية بحضور (أعضاء مجمع الأساقفة) ولواءات الأقباط السابقين والحاليون - طبقاً للائحة - ووسائل الميديا العالمية، ووعظ الشعب في هذا الحادث بانه شهادة علي اسم المسيح وفرح هذه الشهادة لتعزية الشعب وأهالي الشهداء، وإن الكنيسة من البدايات تتشفع بالشهداء.
لكن لم يحدث شيء من ذلك علي الإطلاق، وصادف أن عظة قداسته الأسبوعية لحظة صلاة الجناز علي الشهداء بكنيسة المطرانية بسوهاج، فتسابقت القنوات المسيحية في نقل وبث عظة قداسته باستثناء القناة المسيحية الحقة (سي. تي. في) التي سفرت أطقمها لسوهاج لبث جنازة هؤلاء الشهداء.
ثم سارعت لبث عظة قداسة البابا الذي استمر في طقوسها كالعادة وكان شيئًا لم يحدث، أو كأن هؤلاء السبعة تابعين للكنيسة بـ "كوالا لامبور" باستثناء إن قداسته تناول هذه الفاجعة الكارثية بالـ ٥٧ كلمة التالية:
(نقدم كل التعازى لأسر احبائنا الذين راحوا ضحية للغدر فى ليبيا، وأيضًا لكل أحبائنا على أرض مصر الذين يتعرضوا وتعرضوا ليد الغدر ويد الإرهاب البغيض الذى لا يأتى بأى منفعة على الإطلاق، ونعزى هذه الأسر ونثق إن إخوتنا الأحباء الذين سبقونا إلى السماء يرفعوا قلوبنا للسماء ويجعلونا ننظر إلى السماء ونشتهى اليوم الذى نتقابل فيه جميعًا فى السماء).
وإذا كان الأمن قد وأكرر قد تدخل لمنع أي إجراء ما، فأقول ليذهب الأمن للجحيم ولتبقى الأسس والقواعد المسيحية وأرواح ونفوسنا وأجياد أولادها.
وهل من الأمن قداسة البابا من تأبين هؤلاء الشهداء وجعل العظة كلها علي موضوع الشهادة في الإنجيل والحياة المسيحية؟
مطلوب تفسير
ولا تعليق .... إلا إن لنا الله ...