الأقباط متحدون - 7 مروة الشربيني
أخر تحديث ٠١:٥٠ | السبت ١ مارس ٢٠١٤ | أمشير ١٧٣٠ ش ٢٢ | العدد ٣١١٥ السنة التاسعه
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

7 مروة الشربيني


 بقلم : مينا ملاك عازر


نقلت لنا الجرائد والقناوات الفضائية خبر مقتل سبع مصريين في ليبيا بشكل مبهم في البداية أثار الريبة أكثر مما هدأ روع الناس، أقلقهم ودفعهم للتساءل، لماذا يرفض ممثل وزارة الخارجية قول اسماء الضحايا؟ لماذا ذلك الغموض المكتنف للعملية؟ انظر لقد اعتبرتها عملية وليست جريمة، فهي ترقى لمصاف العمليات الإرهابية التي تستهدف أقباطاً، هذا ما تدركه فور قرائتك لاسماء الضحايا السبع، ولكن يبقى بداخلك خاطر، لماذا أولائك بالذات؟ ولماذا استهدفوا الآن، وليهات كثيرة، تبقى معلقة بذهنك تجعلك تنأى عن فكرة كونها عملية إرهابية.
 
ولكن مع تدفق التفاصيل لأوصال عقلك تشعر بأن الظلام الذي يلف الحقيقة ينقشع، والحقيقة في طريقها لأن تبان، نعم السبع مصريين ولكنهم أيضاً مسيحيين، المسيحيون لم يعودوا مستهدفين داخل مصر وإنما خارجها أيضاً، أحدهم يقول إنه رغم استهداف المسيحيين منذ مدة إلا أن السلطات المصرية والليبية لم تزل تقبل بسفرهم لليبيا، ويتساءل لماذا لا تمنع السلطات المصرية والليبية المسيحيين من السفر، فسألت ولماذا لا يمتنع المسيحيين عن السفر لليبيا؟ ولماذا لم يهجر المسيحيين مصر حين حُرق قرابة المئة كنيسة؟ لإن المسيحيين لا يهابوا الموت، هذه هي الحقيقة التي قفزت لذهني فور خروج سؤالي الأخير للنور، المسيحيون ينتمون لعملهم ولوطنهم ولدينهم حتى الاستعداد لأن يضحوا بأنفسهم وبحياتهم.
 
لا اظن أن أحد القتلى سأل المقتولين أن ينكر إيمانه، ولو كان فعلها ما كان تغير شيء، فلم يكن لأولائك المسيحيين أن ينكروا الإيمان ولا مصريتهم، ولذا سيبقى أن هناك سبعة مصريين قُتلوا بيد لا تعرف الرحمة.
 
المشكلة تبقى أن الدولة المصرية وهي تغير جلدها الوزاري تعاني من هذه الأزمة ولكن تبقى تضلل وتغافل الشعب وتستغفله، وتنكر وتضع رأسها بالرمال، وتحاول أن تغض البصر عن مسيحية القتلى مع أنها من وضعت ديانتهم ببطاقاتهم الشخصية لتسهل على الجاني العملية، اسماء تفضحهم نعم، ولكن لا مانع من مساهمات الدولة التي لم تعتبر أن واحد من القتلى هو مروة الشربيني مع أن ال7 مروة الشربيني شهداء المسيحية سبعة وشهيدة الحجاب واحدة، ولكن الفرق أن الإعلام في حالة الواحدة بكى وندب والدولة دعمت، والأسرة وقفت ووجدت قضاء يحكم لها، ورغم الحكم لم يعجب أسرة شهيدة الحجاب الفرق في حالتنا أن ليبيا الآن ليست دولة ولا بها قضاء ولا شرطة تقدم القاتل للعدالة بعكس ألمانيا التي وقفت كلها بجوار شهيدة الحجاب، الفرق أيضاً أن حادث الشربيني كان حدثاً فردياً، أما في الحالة الليبية بات واضحاً فيه التكرار والترتيب والإصرار والتنظيم، إذن ليس حدث فردي، واستهداف المصريين بديانتيهما الإسلام والمسيحية ممنهج بدليل أثناء كتابتي لهذا المقال أرى خبر استيقاف مئة شاحنة مصرية للمرة الثالثة بيد مسلحين في ليبيا!.
 
أما والآن ليس هناك من يأخذ حق أولائك الشهداء في ليبيا ومن يداري حقيقة قتلهم بمصر، لا يوجد إلا اله قاضي عادل ومنتقم لدماء الشهداء المصريين.

More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter