بقلم : جرجس بشرى ــ خاص الأقباط متحدون
إن الوحدة بين الطوائف المسيحية بمصر أصبح الآن ضرورة ملحة أكثر من أي وقت مضى ، عملا ً بقول المسيح له كل المجد في مناجاته للأب في يوحنا " 17 :11 " أيها الأب القدوس أحفظهم في اسمك الذين أعطيتني ليكونوا واحدا كما نحن" ، وهو ما يجعل الوحدة بين جماعة المؤمنين بالمسيح أمرا إلهيا والخروج عليه يعد خروجا على تعاليم المسيح ومبادئه وطهارته أي خروجا على العقيدة ، ولقد ظل عدو الخير يحارب الكنيسة المقدسة بلا هوادة محاولا ضرب الوحدة بين الطوائف المسيحية التي تؤمن بالمسيح له كل المجد ولاهوته وتجسده وصلبه وموته وقيامته ، لدرجة أن وصل الأمر لتكفير مذاهب لمذاهب مسيحية أخرى ، وهو الأمر الذي كان له مردود سئ على وحدة الكنيسة ، وساهم ايضا في تهيئة المناخ لاستغلال هذه الفُرقة والانقسام سياسيا عبر توظيف هذه الانقسامات في ضرب قضايا الأقباط المشروعة في مصر بنيران صديقة كي لا يجتمع أقباط مصر ويتوحدوا على مطلب يهم حقوقهم السياسية وحقوق المواطنة لهم في مصر كسكان أصليين.
ولقد طرحت فكرة تأسيس مجلس وحدة كنائس مصر في مارس 2010 عبر مقال صحفي نشره موقع الأقباط متحدون وانفرد به كموقع قبطي يصنع الحدث ويؤثر في مجريات واقع القضية القبطية، وهو الأمر الذي قوبل بترحاب من رجال الدين البروتستانت وغيرهم وتداولت الفكرة إلى أن وصلت لقداسة البابا المتنيح الأنبا شنودة الثالث ورحب بها من حيث المبدأ، وطالب بدراستها إلى أن تم مؤخرا إجماع كل الكنائس عليها وتم تأسيس المجلس فعلا في عهد قداسة البابا تواضروس الثاني ، وكان للمجلس دورا مهما في توحيد كلمة ومطالب الأقباط في لجنة الخمسين وغيرها من المواقف ونأمل منه المزيد ، ولكن هذا المجلس كخطوة ايجابية نحو الوحدة بين الكنائس والطوائف المسيحية إنما وحد الطوائف على مستوى القادة الدينيين ورجال الدين فقط ، حيث ما زال هذا المجلس غير معبرا عن حقوق الأقباط المشروعة في مصر بكل قوة وربما يأتي ذلك لتوازنات سياسية تراها الكنائس المصرية ، وخوفا من ان تقع في حرج أمام سلطات الدولة مع إنها لا يجب أن تخشى في الحق لومه لائم .
والحق أقول أنه للآن الوحدة بين أتباع وشعب الطوائف المسيحية لم يتحقق على ارض ولم تصل هذه الوحدة فعليا إلى القاعدة من الشعب البسيط ، الذي منه من يرى في الطائفة الأخرى وكأنه عدوا له ، كما وصل الحال بذلك إلى رجال !!
فمنهم من يحذر باختراق الطوائف الأخرى ويعزل الشعب عن الوحدة على مستوى القاعدة ، وهذه نقطة خطيرة تضرب وحدة الكنيسة المقدسة وتسئ لجسد المسيح الواحد ولذلك فأنني أدعو إلى تأسيس مجلس وحدة مدني للطوائف المسيحية بمصر ، تكون مهمته التقارب بين أتباع المذاهب المسيحية والطوائف لكسر الفرقة ومحاولة لم الشمل ، وتوحيد كلمة الأقباط ومطالبهم ، في الأمور السياسية والحقوقية التي لا تخص فقط حقوق الأقباط بل حقوق المصريين ، فهذا المجلس سيكون صوتا لكل الطوائف المسيحية لدى الكنائس والطوائف المسيحية ولدى السلطات ،وبلا خوف ، عبر الاجتماعات واللقاءات والمؤتمرات والندوات والتوصيات وغيرها .