الأقباط متحدون - رسالة إلى قداسة البابا
أخر تحديث ٠٣:٢٨ | السبت ١ مارس ٢٠١٤ | أمشير ١٧٣٠ ش ٢٢ | العدد ٣١١٥ السنة التاسعه
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

رسالة إلى قداسة البابا

للشاعر فايز البهجورى
 
 تأخرت كثيرا هذه الرسالة ، وربما كان لذلك أسبابه ومبرراته.
ولكن ها أنذا أرسلها لقداستك ، مقرونة بكل الحب والتقدير .
 الرسالة تدور حول أربعة مطالب محددة ، تحتاج إلى حسم عاجل ،  لرفع ظلم واقع على أبناء الكنيسة،  بصفتهم مصريين وأقباطا ، وذلك نتيجة تراكمات تخطّاها الزمن ، وآن الأوان لإعادة النظر فيها .
** المطلب الأول هو تحرير " البنت " المسيحية  من
 ظلم الشريعة الإسلامية لها  ، في حقها في ميراثها عن أبويها .
 
حيث تعامل " البنت  كنصف ولد " . ونصيب "الولد" من ميراث أبويه " ضعف نصيبها ".
 وجريمتها أن الله خلقها " أنثى " ؟؟؟؟
 
انه ليس فى تعاليم المسيح ما يفرّق بين "الولد" و"البنت" . فلماذا نفرض - نحن الآباء -عليها هذه التفرقة  ، بناء على تعاليم جاءت فى دين آخر مخالف لما يلتزم المسيحيون به .
 
    والمطلوب هنا من قداستك رفع هذا الظلم عنها . وإصدار ما يلزم من قرارات إدارية وقانونية ، مع  تعليمات صريحة وواضحة للآباء الأساقفة والكهنة لتوصيلها للأسر المسيحية القبطية ، بتحديد نصيب
" البنت " من ميراث أبويها مساويا لنصيب "الولد" . فالاثنان أبناؤهما . وينجبان الأحفاد لهما.
   أليس هذا هو منطق العدل ؟
 
**  المطلب الثانى  هو " تحرير أقباط مصر" من
" لعبة تسييس الدين " التى كتمت على أنفاسهم لأكثر من نصف قرن .
 ولا أعنى بذلك عدم اشتغالهم بالسياسة ومشاركتهم بدور فعّال فيها  . فهذا الدور مطلوب منهم بقوة فى هذه المرحلة التاريخية  الهامة من تاريخ مصر .
 ولكن ما أعنيه هو قرار الكنيسة الذى يحرمهم من زيارة أماكن العبادة المقدسة عندهم في القدس  ( مثل كنيسة المهد وطريق الآلام وقبر المسيح وغيرها ) لمجرد أنها تقع فى أرض تسيطر عليها اسرائيل ، وتحتاج لفيزا دخول إسرائيلية .
    فى الوقت الذى يقوم فيه كل يوم ملايين من أصحاب الشأن أنفسهم ، من العمال الفلسطينيين المسلمين،  بالدخول والخروج والعمل فى اسرائل لبناء اقتصادها . وتبادل التجارة معها . بل  ويرشحون أنفسهم أعضاء في الكنيست الاسرائيلى نفسه .

وكذلك الدبلوماسيون المسلمون من الدول الإسلامية التي تعترف بإسرائيل - ومنها مصر -  يدخلون ويخرجون إلى إسرائيل في كل يوم بلا قيود .
 
فلماذا تحرم الكنيسة  أقباط مصر- ولأسباب سياسية ـ من زيارة مقدساتهم الدينية في فلسطين وإسرائيل ، حتى يدخلوها مع المسلمين بعد تحرير القدس ،الذي لا يبدو محتملا في المنظور القريب .
 
 والمطلوب هو أن تصدر قداستك بيانا  صريحا وواضحا للأقباط ، أن قرار زيارتهم للأماكن المقدسة،  سواء في فلسطين أو في إسرائيل ، هو قرار شخصي لهم  . لا دخل للكنيسة فيه .
 
**  المطلب الثالث يتعلق "بالتعداد الرسمي لأقباط مصر" في الداخل وفى دول المهجر .
فمصر تمر بمرحلة تحوّل تاريخي في مسيرتها الديمقراطية،  بعد نكسة طالت لأكثر من 6 عقود .
   
 وبعد ثورتى 25 يناير 2011 و 30 يونية و3 يوليه2013 بدأ المصريون يعيدون ترتيب البيت من الداخل . وكان من ثمارها دستور أسقط التوجهات العنصرية والتمييزالعنصرى  بين المصريين بكل أشكاله .
 
 والمطلوب هنا من الكنيسة القبطية أن " تنتزع " من الدولة الرقم الصحيح لتعداد الأقباط فى مصر وفى دول المهجر
وأقول وأكرر القول " تنتزع " الرقم الصحيح لتعداد الأقباط فى مصر من الدولة .
 لأنه لا زالت هناك بعض النفوس المريضة تعتم عليه . وفى مقدمتها العاملون بالجهاز المركزى للتعداد والاحصاء .
 
لأن الرقم الصحيح لتعداد الأقباط فى مصر سيكون هو الأساس فى تحديد نصيبهم من السلطة فى مصر .
نصيبهم من الوزراء والمحافظين ووكلاء الوزراء والسفراء  والقيادات العليا فى الدولة وفى الجيش والشرطة ومديرى الجامعات وعمداء الكليات ومديرى المؤسسات القومية وغيرها .
 
    ان الدولة تعرف حقيقة تعدادهم وتعمل حسابا له فى الانتخابات ، ولكنها تصرّ على التعتيم عليه عند اختيار القيادات العامة فى السلطة .
 
**  المطلب الرابع  هو مساهمة الكنيسة في دعم "الأعلام القبطي " مقروءا ( كالصحف القبطية). ومسموعا ومرئيا (كالإذاعات والتلفزيون والقنوات الفضائية).
   وليس سرا أن " إعلان رجال الأعمال المسلمين"
 لا يصل اليها . وأن التوجه الاسلامى نحوها هو اختفاؤها ، حتى لا يوجد في الساحة أعلام يكشف أكاذيبهم أو يرد على تطاولاتهم على المسيحية  وعقيدتها  والكنيسة ورموزها .
   والدعم الذى أطالب به يتم عن طريق تخصيص جزء من أموال عائدات الأوقاف القبطية،ودخل الكنيسة من رسوم الخدمات والتبرعات  التى يقدمها  أبناء الكنيسة لها .فى المناسبات المختلفة
ويخصص هذا الدعم للميديا القبطية بقدر يتناسب مع حجم دورها  والالتزامات المطلوبة منها .
ومدى معاناتها .
  اننى أشعر بالألم وأنا أقرأ استغاثاتها ونداءاتها المتكررة  لسد ديونها حتى لا تتوقف عن الاصدار أو البث . لضيق ذات اليد .
                                ***
 قداسة البابا آمل أن تجد هذه الصرخة استجابة منك . يشعر بها من يعانون منها .
 وبهذه المناسبة أطالب كل حملة الأقلام من الكتّاب والمفكرين  الأقباط  تبنى هذه المطاب والدعوة لها . والمساعدة فى حلها  . وفى مقدمتها  "الرقم الصحيح لتعداد الأقباط"  و "دعم الميديا القبطية" .
 
وحتى لا يتهم الأقباط بأنهم " الأعباط " و" أنهم مسئولون عن هوانهم "

 


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter