الأقباط متحدون - الحرب الداخلية ... علي الكنيسة الأرثوذوكسية
أخر تحديث ٠٧:٢٧ | السبت ١ مارس ٢٠١٤ | أمشير ١٧٣٠ ش ٢٢ | العدد ٣١١٥ السنة التاسعه
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

الحرب الداخلية ... علي الكنيسة الأرثوذوكسية


بقلم : د/ صفوت روبيل بسطا
 
 
يقولون دائماً ..أن أصعب وأشد الحروب هي الحروب والصراعات الداخلية ، فهي أعتي وأقسي وأشد تأثيراً من الحروب الخارجية ، وهذا علي كل المستويات سواء كانت " حروب أهلية" داخل الدولة أو صراعات وتحزبات داخل أي مؤسسة ، أو خصومات وإنقسامات داخل الأسرة الواحدة ، وهكذا في كل المؤسسات .. حتي نصل إلي أهم مؤسسة دينية وروحية ألا وهي .... الكنيسة 
 
الكنيسة .... هذه المؤسسة وهذا الكيان العظيم والذي لا يقف وصفها عند مبانيها أو جدرانها أو ما تذخر به من كنوز ومقدسات روحية وتاريخية منقوشة في قلوب وعقول كل مسيحي حقيقي  ، ولكن مصطلح " الكنيسة" بمعناه الأدق والأشمل  فهي كيان موجود ومنقوش في قلب كل مسيحي ، لا يتوقف أبداً أمام المباني ولا أمام الشكل الخارجي ولا الداخلي للكنيسة
 
الكنيسة القبطية الأرثوذوكسية .... الكنيسة الأم .. الكنيسة المستقيمة الأيمان .. الكنيسة المبنية علي الصخرة .. الكنيسة التي أسسها السيد المسيح نفسه -له كل المجد - الذي هو  "حجر الزاوية" من أكثر من ألفي عام  وسلمها لأبائنا الرسل الأطهار المكرمين ، وبدورهم سلموها إلي أبائنا البطاركة والأساقفة والكهنة ، وعلي مدار التاريخ في تسلسل أبائي دقيق وعلي مبادئ كتابية وإنجيلية وتسليمية وطقسية  ساروا علي دربها علي مدي الأجيال ، لم يستطيع ولن يستطيع أي من الأباء أن يغير أو يبدل من تاريخ الكنيسة ، ويكفي أن نقول أن ....التاريخ يسجل كل شيئ والأهم أنه لا يرحم أحد إذا أخطأ  ولا ينسي أباء الكنيسة القديسيين الذين دافعوا عن الأيمان المستقيم   
حتي وصل بنا وبالكنيسة " التاريخ" إلي حبرية قداسة البابا تواضروس الثاني وأبائنا الأحبار الأجلاء أعضاء المجمع المقدس وكل الكهنة أدام لنا الرب في حياتهم جميعاً وفي أبوتهم لنا
 
 هذا بإختصار بسيط  ومبسط عن ... تاريخ كنيستنا القبطية الأرثوذوكسية 
تعرضت كنيستنا لحروب بل لأهوال لا تُعد ولا توصف علي مدار التاريخ من كل الأمبراطوريات والسلاطين والحكام والحكومات المتعاقبة عليها ، كانت كفيلة لأي مؤسسة (مهما كانت قوتها) من إنهيارها من ألاف السنين ، ولكن لأن " الكنيسة " القبطية الأرثوذوكسية (كما ذكرت) مبنية علي صخرة السيد المسيح نفسه ،  فقد ذالت كل هذه الأمبراطوريات وإنتهت كل عصور الحكام والسلاطين والحكومات ،... وظلت وماذالت وستظل...  كنيستنا ثابتة شامخة قوية صلدة ،  أساسها الأيمان القويم الدائم بالقلوب العامرة بمحبتها ، وبذارها ومصدر إستمرارها دماء شهدائها القديسيين الأبرار والتي... سالت وتسيل وستسيل...(وأخرهم شهداء الكنيسة القبطية الأرثوذوكسية ال7 في ليبيا)  حتي المجيئ الثاني لرب المجد
 
ولكن ... كانت أشد وأقسي من كل هذه الحروب وهذه الأهوال هي ... الحروب الداخلية القديمة والحديثة 
وللأسف بدأت هذه الحروب من الداخل وكانت أول نتائجها  إنشقاق الكنيسة...( مجمع خلقيدونية سنة 451م )... إلي الكتلة الغربية الكاثوليكية والكتلة الشرقية الأرثوذوكسية 
ومن هذا التاريخ ومع إستمرار الحروب الداخلية الرهيبة ظهرت مئات بل ألاف الطوائف المسيحية والتي تسببت في تشتيت المسيحيين بين هذا وذاك وبين مًن لبولس ومًن لأبولس!!؟؟
حتي وصلنا إلي هذه الأيام العصيبة التي أصبح فيها أبناء الكنيسة القبطية الأرثوذوكسية أنفسهم أو " المُدعين" الأرثوذكسية !!! هم أكثر ناس يهاجمون كنيستهم ويتصيدون المواقف ليبثوا سمومهم وكراهيتهم للكنيسة القبطية الأرثوذوكسية العظيمة 
بدعوي الأصلاح والغيرة !! علي الكنيسة في نقد لاذع لا يخلو من الأهانة والتطاول علي رموز كنيستنا ممثلة في  قداسة البابا تواضروس الثاني ، وأبائنا الأحبار الأجلاء أعضاء المجمع المقدس
 
وقبلها لم يسلم من تطاولاتهم ولا إفترائاتهم قديسنا وشفيعنا في السماء " حبيب الملايين" قداسة البابا شنودة - مثلث الطوبي ، والذي ذكرت لأحدهم في أحد مقالاتي السابقة  (بعد نياحة البابا شنودة) أنه سوف لا يعجبهم أيضاً أي بابا سيأتي !! بل  وسيجدوا لهم أي حجة للتطاول والنقد والهجوم لأنهم ليس هًم لهم غير مهاجمة الكنيسة القبطية الأرثوذوكسية
 
التطاول والنقد للهدم وليس للبناء ومن غير تقديم أي حلول ، وهنا تحضرني كلمة جميلة جداً للأستاذ / عزت بولس ... رئيس تحرير موقع  " الأقباط متحدون"  كتبها عن النقد الموجه للحكومة القديمة والجديدة!!  علي صفحته بالفيس بوك حيث قال..... (ويتبقى لهم فقط  النقد دون حلول. يجب التركيز على الايجابي وحتى يقوى ويتغلب على السلبي. التحطيم ليس فى مصلحة بلدكم(كنيستكم)، ده لو كنت فعلا بتحبوا بلدكم(كنيستكم)) .... وهذا الكلام ينطبق أيضاً علي الذين ينتقدون الكنيسة ويركزون علي السلبيات ولا يرون أي شيئ إيجابي ، وقصدت أن أضع (كنيستكم) بين قوسين لهذا الغرض
 
 
وسؤال وحيد أوجهه إلي هؤلاء .... هل تريدون مزيداً من الأنشقاقات داخل الكنيسة !!؟؟
 
 
أحياناً النقد "للبناء" مطلوب ،ومن حق أي إنسان أن يقول رأيه بكل حرية ، ولا حجر علي أحد
 ونحن أيضاً ....أحياناً نتابع أشياء لا تروق لنا ونحتار في تفسيرها وتحتاج للتوضيح 
ولكن .... فليكن كل شيئ بلياقة و"أدب" وإحترام للقامات مهما وإختلفنا معهم
ومثال لذلك هذا المقال الذي أرسلته لقداسة البابا مؤخراً ... 
بعنوان ....رسالة إلي قداسة البابا تواضروس الثاني
 
وسأقولها لأمثال هؤلاء ... مهما وإن حاربتم ومهما وإن كرهتم ومهما وإن حاولتم 
فوعد المسيح للكنيسة القبطية الأرثوذوكسية دائم ...... وأن....
أبواب الجحيم لن تقوي عليها

More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter