الأقباط متحدون - شعب في محطة الانتظار !!
أخر تحديث ١٩:٠٩ | الأحد ٢ مارس ٢٠١٤ | أمشير ١٧٣٠ ش ٢٣ | العدد ٣١١٦ السنة التاسعه
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

شعب في محطة الانتظار !!

تعبيريه
تعبيريه

 بقلم : مدحت بشاي

" سكة أبو زيد كلها مسالك " كناية عن قدرة أبو زيد الهلالي الخارقة على اجتياز الصعاب ووجوده الوجوبي الحاضر في كل حته ..وفي تاريخنا المصري والعربي يا سادة يا كرام  ، تحفظ لنا الكتب والمحفوظات الإنسانية ــ بكل أشكالها و حسب الظروف التاريخية ــ العديد من سير البطولات الملحمية ، تتجلى وتحكي لينا حكاوي البطولة المعجزة ، مرة تكلمنا عن فرسان أبطال جاهدوا في سبيل العقيدة والديانة ، ومرات علشان الوطن والقوم والعشيرة ( غير العشيرة إياها الله لا يعيد سيرتها ولا أيامها الأمر من الحنضل)..

تحكي لينا سيرة الظاهر بيبرس مثلاً عن البطل المغوارالمدافع عن أرض الإسلام ضد المد الاستعماري الغربي المتواصل على المنطقة ، وهوه كمان البطل الضرورة ( كتسمية الاستاذ هيكل اللي سود الدنيا في وشنا لما قال لنا في ليلة غبرة إن احنا راكبين عربية منتهية ، فقال واحد دمه خفيف على السامعين ده توك توك يا أستاذ ، ورد عليه ضيف تالت في الصالون باستظراف يغيظ إن مصر بتحتضر ومتركب ليها محاليل في مشفى الوطن !!! ) ..تقول السيرة إن بيبرس وحد الصفوف على قلب رجل واحد ، والأهم إنه البطل اللي ركز على السلام الداخلي بين قومه وناسه ، وهو ده اللي بيميز الفارس الملحمي الإسطوري الحريص على سلامة الأمة من الداخل ..

و دي على فكره من أهم سمات البطل الملحمي الشعبي اللي بيحارب أعداء الدين والدولة ، يقضي على الفتن والاضطرابات والثورات الداخلية اللي بتقوم بتحريض خارجي ، وكمان القضاء على مظاهر الشروأصحابه ، فالبطل الملحمي دايماً ما يأخد على عاتقه حماية الدولة من الأخطار الخارجية والداخلية اللي بتهددها على السواء ، بإدراك ووعي من الحكواتي الشعبي في أغلب الملاحم على حدوتة أن فرسانه لا يخرجون لمحاربة العدو الخارجي إلا لما تكون الجبهة الداخلية متينة وتمام التمام ..إنها غايات وطنية وقومية تميزت بها تلك الأشكال الملحمية وهيه بتحكي سير الأبطال ..

في سيرة الهلالي عندما وقع فتيانه الثلاثة في يد الخليفة "الزناتي" بمدينة تونس الخضراء ،رجع لأهله وناسه في حضرموت ، فقاموا معاه قومة رجل واحد، ورافقوه في رحلة جهاد إلى مدينة تونس لتخليص الثلاثة وتحريرهم..
وكمان الملاحم دي معظمها له مرجعية تاريخية واقعية،بس الحكي كقصة وحدوتة ممكن يكون باستعمال لغة الأشعار والأهازيج الشعبية ،وفرسانها وشخوصها بيكونوا من البشر بالدرجة الأولى، ومش مجرد موجودات خيالية..
وعلشان كده ، كان لازم ولابد شعبنا العظيم يجد المخرج من " الحارة المزنوقة " بعد سنة اللي مايتسمى الاستبن الأول في تاريخنا ، وشعبنا أبدا مش من الشعوب اللي لما تتزنق تقلع ثوابتها زي "الملواني" يا أباصيري ، لكن تبدع وتصنع البطل وتعمل له الملحمة وتجيب الصييته والمنشدين وحاملين الرايات ، ويمكن ييجي معاهم حملة المباخر والهتيفة اللي يبوخوا الحكاية ويقللوا من قيمتها ومن قيمة الفارس البطل الحقيقة والحل في زمن الجدب والقحط السياسي لما تعيينا الحيل وتّوه بينا السكك ، لكن الفرز بيوقعهم ويضحك عليهم طوب الأرض ..
شعبنا لما جات له الإشارة من بعيد ، إن الجيش موجود وكبيره مش عاجبه الحال نزل ونادى عليه بالصوت الحياني ، والراجل وطني وقلبه رهيف وحنين مصري شهم ، بعت للسلطان وكلمه مرة واتنين إنه يترجع عن اللي بيعمله في شعبه ، لكن التاني راسه وألف سيف أبداً ،ودنه على زعقة واحدة " الشرعية الشرعية " يقوله شعبك وقع أم شرعيتك في الميدان وده أبداً وكأنه بيقول هوه مافيش احترام لغزوة الصناديق؟! 
 
وجم شباب زي الورد ومعاهم حتة ورقة فولسكاب بيضا زي قلوبهم الشابة ، وكتبوا عليها " تمرد" ، وقالوا لكبير جيشنا العظيم إحنا هنلف المحروسة ونجيب لك من التوقيعات الملايين تبقى في إيدك وثيقة على اللي غدر بينا وخان ، وفي يوم من إيام مصر الجميلة وقف أقصر شاب فيهم وأعلن إن 22 مليون مصري رافضينك يامرسي ، ودعوا الناس ينزلوا مادام وقعوا لاجل ما ينادوا على فارس الملحمة المنتظر ، وعملوها 35 مليون مصرية ومصري نزلوا كل شوارع بلدي ورفعوا الكارت الأحمر ، ورد عليهم الفارس وقال لهم " مصر أم الدنيا وهتبقى قد الدنيا "
وجاب سفينة نوح وطلب من كل صنف ولون يطلع لنا السفينة ونكتب خريطة المستقبل ، وكانت تباشير النجاه ودلوقتي السلطان ده واللي قبله في صناديق قزاز بنعرفهم بس الأول عملوا إيه في المصريين !! 
 
وكان الإخوان ،وقبل ما يحكموا ضحكوا على نخبة الندامة إنهم معاهم في الموافقة على وثائق الأزهر ووثيقة السلمي  وهمه عارفين إن كل ده شوية ورق قال إيه بتتكلم على الدولة المدنية والتحول الديمقراطي ، علشان وقت اللزوم يطلعوا ليهم " العوا" ويلعن وثيقة السلمي ويطلب ولا يترد له طلب بمليونية لرفض وثيقة السلمي عميل العسكروراجلهم في الحكومة ، وكانوا كل ده بيتوهوا أصحاب أحزاب الضياع وحركات الفشل وائتلافات الهلوسة لحد التمكن من الانتخابات وبعديها الحكم ، والباقي بنتخانق عليه لحد دلوقتي 
 
ودلوقتي شاغلينكم بترشيح المشير من عدمه ، و"ببلاوي" وحش بلاها "ببلاوي" خلينا في" محلب" بس الباشمهندس كان في لجنة السياسات ، كمان يبعتوا لينا مبادرة "نافعة" بعد مبادرة "أبو المجد " ، وكلام للصياد وفشير وبهاء الدين ، والمهم يشغلك ، وعارفين إننا ممكن نتلدغ من نفس الجحر مليون مرة ،ونتوه كمان في دوامات رد فعل الإرهاب ، ويكونوا اللي ما يتسموا بيجهزوا للانتخابات همه واللي منهم وهمه منهم ، ونخبة الخيابة مش عايزة حتى تناقش حكاية الأحزاب اللي بمرجعية دينية ، وكإننا ما أسقطناهم ، وما أسقطنا سوى أنفسنا !!
 
ويا بطل ملحمتنا المشير ، أناشدك أنا المواطن الذي عانى من حكومات ما حكمتش ، وقوى ثورية ماعرفتش ، وإرهاب ما بطلش .. لم يعد أمامي غير التعلق بأهداب أمل وجودك لتجاوز بلاوي كل عناصر اللعبة ، فلماذا تتدلل علينا ، عايزينها دولة مدنية داروبيت للعدالة ، والشعب مهما كان بيحبك عمره ما هيبقى من أملاكك ، لا لمركزية الحكم ، ولا للفشلة اللي رجعهم " محلب" .. في انتظارك يا هلالي زماننا فلا تخذلنا ..  
 

More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter