الأقباط متحدون - حقوق الإنسان في الحشيش
أخر تحديث ٠٩:٥٦ | الاثنين ٣ مارس ٢٠١٤ | أمشير ١٧٣٠ ش ٢٤ | العدد ٣١١٧ السنة التاسعه
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

حقوق الإنسان في الحشيش

صورة تعبيرية
صورة تعبيرية

مينا ملاك عازر
تبدأ الحكاية حضرتك، منذ أن أعلنت واشنطن أول تقاريرها في عام 1949 عن حقوق الإنسان لتلطخ به سمعة معارضيها وليس لتأديبهم فقد كانت حينها على خلاف شديد مع الاتحاد السوفييتي والكثير من الدول الشرقية التابعة للسوفيت، فكانت تنكل بهم في هذا التقرير واتخذت من تقريرها هذا حجة لضرب المختلفين معها من تحت الحزام، صحيح كانت بتلبخ ساعات في مبارك ولكن هذا كان يزيد مع اختلاف مبارك معها، وها هو تقريرها الأحدث المنشور هذا العام يحكي عن انتهاكات مصرية في فض رابعة والنهضة والاعتقالات وما إلى ذلك، بيد أن أمريكا لم ترصد إلا القليل في حق نفسها من انتهاكات بأبو غريب وجوانتناموا وسلوك الإسرائيليين ضد الفلسطينيين وهذا كله وغيره بل وأكثر منه سبقني إليه الكثير من الكتاب حينما عيروا أمريكا بانتهاكاتها الصارخة لحقوق الإنسان ولسان حالهم اخلعي الخشبة التي بعينك حينئذ تبصري جيداً القذا التي بعين غيرك.

لكن ما أريد الحديث عنه مع حضرتك هو ذلك الاتجاه الأمريكي في إعطاء الإنسان حقه في تعاطي الحشيش، وقد سبق لإحدى الولايات الأمركيية وأعطت الحق لمواطنيها أن يتعاطوا المارجوانا، وكنت قد قرأت خبراً يقول أن أوباما يدعم الحشيش، هذا كله نسيته حينما قرأت أمس خبراً بأنه قد تم القبض على نجل مرسي بحوذته سجارتين ملفوفتين بخمسة جرامات حشيش، حينها أدركت أن الجنسية الأمريكية مستشرية في دماء ابن مرسي، انتشار الجنسية الأمريكي موازياً لانتشار الحشيش. لا أخفي عليك عزيزي القارئ، أنني كنت من أولائك الذين شكوا في أن حادثة القبض حادثة ملفقة، ولكن ذكرني صديقي الفنان ثروت مرتضى أنه سبق لنجلي مرسي القبض عليهما بحادثة مشابهة وقت أن كان مرسي نائباً بالبرلمان، وهنا تذكرت أن الحشيش حق من حقوق الإنسان في أمريكا ويمارسه نجل مرسي، ولا أشك في أن مرسي قد كان يمارسها بدليل خطاباته المحششة البعيد عن الواقع المغيبة التي يبدو فيها أعلى درجات الدماغ العالية.

تدعم أمريكا حق الإنسان في تعاطي الحشيش لتغييب العقول كما تدعم أمريكا حقوق الإنسان في التطرف الديني وممارسة الإرهاب لأن فيه أيضاً تغييب للعقول وإذهابها ويسهل بذلك قيادتها، وتكون أمريكا بذلك هي المستفيدة الأولى من غياب العقول أياً كانت الأسباب، إذ تعددت التعاطيات والتغييب واحداً ولذا تجدها أكثر البلدان حرصاً على حقوق الإنسان، ومن المؤكد أننا سنجدها تنظر بعين القلق للقبض على نجل رجلها الوفي لأنها ترفض منع الإنسان عن أن يتعاطى وينسى الدنيا.

عزيزي القارئ، من هنا وحتى نهاية المقال، يمكنك أن تراجع في ذهنك البلدان التي احتلتها أمريكا أو بسطت عليها سيادتها، ستجد أنها نشرت فيها أحد مغيبين إما التطرف الديني أو المخدرات أو كليهما، ولك مني أفغانستان حتى بلغ الحشيش الأفغاني شهرة طاغية، والعراق وها نحن نرى أهله يتقاتلون طائفياً، وشوف إنت بقى الباقي وقل لي رأيك في بلداً يدعم حقوق الإنسان في الحشيش.

المختصر المفيد لا تنسى أن اليابان غزت الصين يوماً بالأفيون فيما عُرف بحرب الأفيون.

 


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter