وتباينت المواقف ورد فعل النشطاء الأقباط والكنائس المصرية، تجاه هذا الأمر، فهناك من طالب وشجب وندد عبر صفحات التواصل الاجتماعي "فيسبوك وتوتير"، وأدلى آخرون بتصريحات نارية خلال وسائل الإعلام، ووجه البابا تواضروس الثاني – بابا الإسكندرية بطريرك الكرازة المرقسية – كلمة عزاء لأسر الضحايا خلال عظته الأسبوعية يوم الأربعاء الماضي، بينما لم يتخذ موقف رسمي واضح سوى الدكتور حسن موسي رئيس مجلس أمناء الاتحاد العام للمصريين في النمسا!!!

 

وفي هذا السياق قال البابا تواضروس – خلال عظته الأسبوعية الأربعاء الماضي - نقدم كل التعازي لأسر أحبائنا الذين راحوا ضحية للغدر في ليبيا و أيضا لكل أحبائنا على ارض مصر الذين يتعرضوا و تعرضوا ليد الغدر و يد الإرهاب البغيض الذي لا يأتي بأي منفعة على الإطلاق و نعزى هذه الأسر و نثق أن إخوتنا الأحباء الذين سبقونا إلى السماء يرفعوا قلوبنا للسماء و يجعلونا ننظر إلى السماء و نشتهى اليوم الذي نتقابل فيه جميعا في السماء. 

 

ويرى الأب رفيق جريش، مدير المكتب الصحفي بالكنيسة الكاثوليكية، إن مقتل 7 مصريين مسيحيين في ليبيا مؤخرا هو بداية لحرب إبادة ضد المسيحيين المصريين بليبيا انتقاما منهم للمشاركة في مظاهرات 30 يونيو ضد حكم الرئيس السابق محمد مرسي - حسب قوله.

وأضاف جريش: أننا "لا نريد من الحكومة بيانات صحفية، ولكن نريد موقف حازم وحاسم يحافظ على كرامة مصر كدولة قوية في الشرق الأوسط، ونحن نعلم أن الحالة الأمنية في ليبيا مزرية ولكن لابد من اهتمام حكومة محلب الجديدة بهذه القضية مثلما اهتمت بضحايا حادث سانت كاترين".

 

كما قامت مؤسسة اتحاد شباب ماسبيرو للتنمية بإصدار العديد من البيانات عبر حساب مؤسسها رامي كامل على "فيسبوك"، كما قام بعض أعضائها، بمرافقة أهالي الضحايا واستقبال الجثامين من المطار، والسفر مع الجثامين إلى محل ولادتهم بسوهاج لحضور الجنازة.  

 

وأصدر الاتحاد العام لحركة أقباط من أجل الوطن، بياناً، قال فيه إن هناك استهدافا ممنهج ضد الأقباط بشكل خاص والمصريين بشكل عام بسبب هويتهم الدينية ما يشكل جريمة ضد الإنسانية تتحمل مسئوليتها الحكومة الليبية، مطالبا الحكومة المصرية باتخاذ موقف حاسم مع ليبيا وفتح تحقيقا موسعا.

 

واتهم الدكتور عماد جاد، نائب رئيس مركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية، جماعة الإخوان الإرهابية  باقتحام مقر البرلمان المؤقت بليبيا، أمس الأحد، وإشعال النيران به، ونهب كل ما تبقى من محتوياته، مؤكدًا أن قتل المصريين الأقباط في ليبيا هدفه إظهار عجز الدولة المصرية أمام العالم وأمام شعبها والانتقام من المصريين الأقباط بسبب الدور الذي قاموا به في 30 يونيو.

 

وقالت حنان فكري، عضو مجلس نقابة الصحفيين إن اللجنة الثقافية بالنقابة تقيم تأبين شهداء مذبحة ليبيا ، الثلاثاء 4 مارس الجاري، وذلك في تمام الساعة الخامسة مساء بالقاعة الكبرى بالدور الرابع .ويحضره أهالي الشهداء وممثل عن الخارجية وممثل عن المجلس القومي لحقوق الإنسان ولفيف من النشطاء الحقوقيين ونشطاء القضية القبطية. 

وأوضحت فكري، عبر حسابها على "فيسبوك" إن النقابة وجهت الدعوة للسفير الليبي لحضور التأبين، وتساءلت: هل يأتي السفير الليبي لحضور التأبين والذي تخوف من الذهاب إلى سوهاج؟ وهل يأتي إلى نقابة الصحفيين، أم أن دماء المصريين لا تستحق العزاء؟.

 

بينما صرح الدكتور حسن موسى رئيس مجلس أمناء الاتحاد العام للمصريين في النمسا ورئيس المنظمة العربية لحقوق الإنسان بأنه بصدد تشكيل وفد رفيع من الاتحاد والمنظمة لمقابلة السفير الليبي في فيينا أحمد منسي وتسليمه مذكرة احتجاج على الجرائم التي ترتكب ضد المصريين في ليبيا.

وقال موسى - في تصريح خاص في فيينا - "إن الوفد سيطالب السفير الليبي بأن تتخذ بلاده إجراءات جادة لحماية العمالة المصرية في ليبيا، كما سيطالب الوفد بسرعة التحقيق في قضايا مقتل المصريين الأقباط في ليبيا وتقديم الجناة إلى العدالة في أسرع وقت".