بمجرد أن تطأ قدماك أرض ميدان السيدة عائشة، وقبل أن تنصهر وسط الزحام، تلفت انتباهك لافتة تعلو مقهى فى وسط الميدان مكتوب عليها «قهوة المعلم صرصار وأولاده».. وقبل أن تندهش من تأثير اسم المقهى على حجم المترددين عليه، يلفت نظرك وبقوة ازدحام المقهى الشعبى على آخره بزبائن من مختلف الفئات والطبقات والأعمار.
قهوة «صرصار»، التى يتجاوز عمرها الثلاثة والستين عاماً، اعتاد أهالى منطقة السيدة عائشة، والغُرباء عنها، الجلوس عليها خلال أوقات الظهيرة للاستراحة، وفى المساء للترفيه ومتابعة الأحداث السياسية والكروية، إن وُجدت، وبالرغم من اتساع منطقة «السيدة»، فإن مقهى «صرصار» هو الأشهر بين غيره من المقاهى، حسب مؤمن خالد صرصار، أحد أحفاد «صرصار»، الذى أسس المقهى، وعمل به أولاده وأحفاده من بعده، حيث يتباهون بالإرث الذى تُرك لهم: «القهوة هنا بتجمع أهل السيدة عائشة، وهى أشهر المقاهى، وأقدمها.. أيام السياحة ما كانت شغالة كان أغلب زباينا سياح، يطلعوا القلعة ولما ينزلوا يشربوا عندنا الشاى المصرى اللى بجد».
«مؤمن» لا يرى عيباً فى إطلاق اسم «صرصار» على المقهى، مؤكداً أن زبائن المقهى لا ينفرون منه؛ لأنه أصبح بمثابة ماركة مسجلة لكل زائرى السيدة عائشة، ومنطقة القلعة بأكملها: «صرصار لقب أخذته العيلة من القهوة، وعمره ما فرق مع الزبائن إن كان صرصار ولا فار»، الشاب العشرينى يرد على أسئلة الغرباء عن سبب اختيار اسم صرصار للمقهى بقوله: «لقب أطلقه أجدادى على القهوة، فأصبح اسم العيلة على اسم القهوة صرصار».