الأزهر والأوقاف يصدران بيانات تحريم.. وجبهة الإبداع: لا يوجد سند قرآني
تيارات سلفية تطالب بحرق السينمات.. ونقاد: لن يعترضوا على "آلام المسيح"
كتب – نعيم يوسف
أزمة عرض تثير طوفان
طوفان نوح أو فيلم النبي نوح الذي أثار أزمة بين الأزهر وبعض التيارات الدينية من جهة وبين بعض المثقفين والمبدعين من جانب آخر، حيث وصل الأمر إلى مطالبة البعض بحرق السينمات التي سوف يعرض فيها هذا الفيلم.
والفيلم الذي أعلنت عنه الشركة الموزعة أن عرضه سيتم بدءاً من 26 مارس الجاري هو من بطولة راسل كرو وايما واتسون وجينيفر كولوني وإخراج دارين أرنوفسكي ، واستغرق تصويره عامين تقريبا ما بين الولايات المتحدة واسكتلندا وعدة دول أوروبية.
الأزهر والأوقاف
وبمجرد الإعلان عن الفيلم أصدر الأزهر بياناً، أعلن فيه أن عرض الفيلم في السينمات حرام شرعًا، وأن مشاهدته إثم.
وقال وزير الأوقاف، الدكتور محمد مختار جمعة، إن تجسيد شخصية أي نبي أو صحابي اعتداء صارخ على مبادئ الشريعة والدستور.
وأكد الاتحاد الدولي لشباب الأزهر والصوفية، على عدمَ جواز عرض الفيلم الذي أُعلِن عن عرضه قريبا عن شخصية رسول الله نوح- عليه السلام- الذي يتضمَّن تجسيدًا لشخصيَّته، وأنَّه أمرٌ محرَّمٌ شرعًا، ويمثِّل انتهاكًا صريحًا لمبادئ الشريعة الإسلاميَّة التي نصَّ عليها الدستور.
وقال الدكتور عباس شومان، وكيل الأزهر الشريف الأمين العام لهيئة كبار العلماء، إن تجسيد الأنبياء في الأعمال السينمائية، هو أمر محرم شرعا، مؤكدا أنه سيكون للأزهر موقف حازم حال عرض الفيلم العالمي "نوح".
تهديدات وتصعيد
وأوضح الدكتور عبد الله النجار، من علماء الأزهر، إن تجسيد شخصيات الأنبياء في الأفلام والدراما يمس العقيدة الإسلامية.
كما رفض الشيخ ناصر رضوان، مؤسس ائتلاف أحفاد الصحابة، عرض فيلم "نوح" الإيراني في مصر، لأنه يسيء إلى نبي الله عليه السلام.قائلًا: إن تجسيد الأنبياء في الأفلام والتمثيليات، محرم بالاتفاق، ومن الإهانة والإيذاء لهم تجسيدهم.
ووصل الأمر إلى مطالبة الدكتور محمود مهنا، عضو هيئة كبار العلماء، الرئيس عدلي منصور والمشير عبد الفتاح السيسي وزير الدفاع، بالتدخل لوقف عرض الفيلم، وحرق السينمات التي تعرضه، وقال إن الغرب يحاول التشكيك والتلاعب بعقائد الناس، وضربهم في دينهم، من خلال نشر أفكار خبيثة من خلال تلك الأعمال والإساءة إلى الأنبياء وتشويه تاريخهم ورموزهم الدينية وبث أفكار مغلوطة في تلك الأعمال.
عدم انصياع لمطالبات الآزهر
ولكن لم يرضخ المثقفون لرغبات الأزهر والتيارات المتشددة فقد أصدرت جبهة الإبداع المصرية بيانا بشأن موقف الأزهر الشريف من عرض فيلم "نوح "، أكدت فيه على استيائها من تصريحات الأزهر وأن فكرة تحريم الصور والأفلام ليس لها سند قرآني وأن الأزهر لن يستطيع منع الفيلم من على الإنترنت.
وقال عبد الستار فتحي، مسئول الأفلام الأجنبية بالرقابة على المصنفات الفنية، إن أزمة الأزهر مع فيلم "نوح" حول المطالبة بمنعه والتهديد بحرق دور العرض هو أمر مبالغ وأخذت أكبر من حجمها، مشيرًا إلى أنه مع عرض الفيلم وضد المصادرة والمنع.
وقال الشاعر زين العابدين فؤاد، إنه ليس من سلطة الأزهر أن يعترض على منع عرض فيلم "نوح" في مصر، فسلطة الأزهر تنحصر في إبداء رأيه فقط، أما قرار المنع فلابد أن يصدر من رقابة المصنفات الفنية، فإذا وافقت يعرض.
نقاد غاضبون
وتوقع الناقد والمخرج السينمائي أحمد عاطف عدم عرض فيلم " نوح" للنجم راسل كرو في مصر خلال الفترة المقبلة.وقال: اعتقد أن المرحلة الحالية لا تحتمل صداما بين السينمائيين والأزهر كمؤسسة دينية لها احترامها وتقديرها.
وأكد الدكتور طارق الشناوي الناقد الفني أن اعتراض الأزهر الشريف على عرض فيلم سفينة نوح غير مبرر، خاصة وأنه لا يوجد تعارض بين الفن الجاد والعقيدة الإسلامية والشرائع الدينية الأخرى.مشيرا أن الأزهر لم يعترض على عرض فيلم "آلام المسيح" عام 2004، وكذلك مسلسل "عمر بن الخطاب" وتجسيد عدد من الصحابة، مشيرا أن هذه الأفلام تساهم في زيادة الوعي الديني لدى المواطنين.
مقترحات بالتأجيل
ومن جانبه صرح الدكتور أحمد عواض رئيس الرقابة على المصنفات الفنية بأنه لم يشاهد الفيلم بعد، وأن شركة التوزيع لم تتقدم به للرقابة إلا منذ يومين فقط، ولكن الظرف العام الحالي لا يحتاج لفتح صراع بين المثقفين والأزهر والتيارات الدينية الذين هاجموا الفيلم قبل مشاهدته، لذا من الأوفق تأجيل عرض الفيلم الآن.
قال المنتج السينمائي "د.محمد العدل"، أنه لن يجادل الأزهر فيما هو ديني، بل أريد أن أعرف ديني بأي وسيلة، مؤكداً أنه ليس متخصصاً في الدين ولن يناطح الأزهر فيما هو ديني ، وأن الأزهر هو من أعترض علي فيلم الرسالة والحسيني ثائراً.
وأكدت الناقدة الفنية الدكتورة "ماجدة موريس"، أن رفض الأزهر لتجسيد الأنبياء والصحابة، في الأعمال الفنية لم يمنع استمرار إنتاج هذه الأعمال، مشيرة إلى أن هناك فيلم عن الرسول عليه الصلاة والسلام أنتجته "إيران" وانتهى العمل فيه وسوف يعرض قريباً ، وطالبت بـ"مشاهدته أولاً وأن نعرف وعقب ذلك علينا أن نقرر".