الأقباط متحدون - إهمال الحكومة «يذبح» براءة 3 أطفال فى عمر الزهور
أخر تحديث ١١:٠٥ | الاربعاء ١٢ مارس ٢٠١٤ | برمهات ١٧٣٠ ش ٣ | العدد ٣١٢٦ السنة التاسعه
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

إهمال الحكومة «يذبح» براءة 3 أطفال فى عمر الزهور

والده الطفله
والده الطفله

 حين عانقت الأم طفلتيها التوأم، صباح أمس الأول، قبل ذهابهما للمدرسة لم تكن تعلم أنها تودع إحداهما وتحضنها للمرة الأخيرة. تسمرت أقدام الأم أمام باب المنزل وكأن قدميها ترفضان انصراف الطفلتين، حتى تغيبتا عن عينيها، شعرت أن قلبها ينقبض، لكنها لم تعبأ كثيراً بذلك الشعور المفاجئ، فتنهدت بعمق واستعاذت بالله من الشيطان لتزيل الوساوس عن نفسها، ثم اتضح لها فيما بعد أن ما كانت تخشاه بداخلها فى محله، فلم تمض سوى دقائق قليلة حتى وصلها خبر وفاة إحدى طفلتيها أثناء دخولها المدرسة، فتحولت الابتسامة الصباحية التى ارتسمت على وجهها، إلى صرخات ودموع.

 
داخل منزل متواضع بقرية السدس بمركز الإبراهيمية فى الشرقية، سكنت العتمة جدرانه وصاحبها عويل وأنين، جلست والدة الطفلة هايدى أحمد ثابت (4 سنوات)، التى لقيت مصرعها أثناء دخولها لمدرستها إثر سقوط البوابة الحديدية عليها والتفت حولها سيدات القرية لمواساتها وتقديم واجب العزاء.
 
«حسبى الله ونعم والوكيل فى كل اللى تهاون وتسبب فى موت بنتى» بتلك العبارة بدأت الأم هالة محمد عبدالسميع والدة «هايدى» حديثها لـ«الوطن» قائلة: «إحنا مؤمنين بقضاء الله وقدره وأن نصيب بنتى أنها تموت، بس لما تموت بسبب إهمال يبقى لازم اللى مسئول عن كدا يتحاسب، وخصوصاً إدارة المدرسة وكل المسئولين فى الوزارة»، ورددت «ربنا ينتقم من كل واحد مش بيراعى ضميره»، وتساءلت «يا ترى هيكون مصير أختها هبة وثابت الرضيع إيه؟ وهيكونوا ضحايا الإهمال برضه ولا لأ؟».
 
تروى الأم المكلومة اللحظات القاسية التى عاشتها أمس الأول بعد تلقيها خبر وفاة طفلتها قائلة «كنت فرحانة زى كل الناس ببدء الدراسة بعد تأجيلها أكتر من مرة عشان عاوزة أولادى يتعلموا ويبقى ليهم مستقبل كويس بس مش كنت أعرف أن الإهمال فى المدرسة هينهى حياة واحدة من بناتى قبل ما تبتدى مشوار تعليمها أصلاً».
 
انخرطت فى حالة من البكاء ثم تابعت: «يوم الحادثة صحيت هايدى وأختها هبة التوأم وساعدتهم فى ارتداء ملابس المدرسة وجهزت الفطار والسندوتشات، وتأكدت إنهم أخدوا الكراسات معهم وحضنتهم جامد، وناديت على بنت عمهم توديهم المدرسة، وهى رايحة مدرستها الإعدادية اللى جنب مدرستهم، عشان بخاف يمشوا لوحدهم رغم أن بيتنا قريب من المدرسة، وبعد أقل من ربع ساعة لقيت الأطفال خارجة تصرخ من المدرسة وكلهم فى حالة فزع جريت عشان أشوف فى إيه، وجدت بنتى هبة بتجرى معاهم وبتصرخ وقابلتنى فى نصف الطريق تقولى: الحقى هايدى يا ماما، وباقى الأطفال بيقولوا: هايدى ماتت». صمتت الأم للحظات تتذكر فيها وجه طفلتها البريئة، فغلبتها دموع عينيها التى استمرت لفترة طويلة، ثم تغلبت على حزنها واستكملت حديثها قائلة «جريت على المدرسة شوفت البوابة واقعة على الأرض، وفى آثار دم وعرفت أن أحد المدرسين بالمدرسة وقف عربية كان صاحبها ماشى على الطريق وأخد البنت وراح بيها على مستشفى ديرب نجم المركزى».
 
هرولت الأم للمستشفى ولسانها وقلبها يدعو الله راجياً أن ينقذ طفلتها المسكينة، لكن هول الصدمة أسكت لسانها وأذهل عقلها، حينما رأت جثمان هايدى على أحد الأسرة، اختفى وجهها خلف دمائها الذكية، وإلى جوارها يقف مدرسها الذى حاول إنقاذها لتعلن أطرافه الساكنة وأنفاسه المتقطعة على الأم أنها فارقت الحياة، فلم يكن منها سوى احتضان طفلتها بصرخة تكاد تصل عنان السماء، وهى تنادى على الفرحة والبسمة وزهرة حياتها «هايدى يا حبيبة قلب ماما».
 
وبوجه شاحب وعينين محمرتين من كثرة البكاء، قال والد الضحية: «بنتى ضحية الإهمال، عشان المدرسة كانت محتاجة صيانة من زمان ومن فترة عدد من أولياء الأمور أرسلوا عدة شكاوى لمديرية التربية والتعليم لإجراء الصيانة حفاظاً على أرواح الطلاب، خاصة فيما يتعلق بالبوابة والصرف الصحى، حيث تعتمد المدرسة على الخزانات، ما يؤدى لتسرب مياه الصرف الصحى للأساسات ورشح فى المبانى، ما أدى لتصدع الدور الأخير، إلا أن المسئولين لم يلتفتوا لشكواهم.
 
وتعجب الوالد قائلاً «عندما سقطت البوابة على ابنتى قالوا العامل كان بيصلحها، عشان كانت هتقع ومش بتفتح، وتساءل: هل كان ذلك وقتاً لإصلاح البوابة وأين كانوا طوال فترة الإجازة التى تضاعفت هذا العام؟ وحمّل والد هايدى مدير المدرسة ومديرية ووزارة التربية والتعليم المسئولية، مشيراً إلى أن طفلته «هبة»، توأم الضحية «هايدى» تعيش حالة نفسية صعبة منذ أن رأت توأمتها ملقاة على الأرض غارقة فى دمائها، ولا تصدق أن شقيقتها ماتت حتى الآن، ولا تستطيع النوم وكلما خلدت للنوم استيقظت مفزوعة تنادى على شقيقتها وتسأل عنها، لافتاً إلى أن العناية الإلهية أنقذت «هبة» من الموت، حيث دخلتا معاً للمدرسة وتركتا أيدى بعضهما لثوانٍ معدودة سقطت خلالها البوابة على شقيقتها.

More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter
تنوية هام: الموقع غير مسئول عن صحة أو مصدقية أي خبر يتم نشره نقلاً عن مصادر صحفية أخرى، ومن ثم لا يتحمل أي مسئولية قانونية أو أدبية وإنما يتحملها المصدر الرئيسى للخبر. والموقع يقوم فقط بنقل ما يتم تداولة فى الأوساط الإعلامية المصرية والعالمية لتقديم خدمة إخبارية متكاملة.