الأقباط متحدون - روح التعصب وآثارها
أخر تحديث ١٣:٤١ | الاربعاء ١٢ مارس ٢٠١٤ | برمهات ١٧٣٠ ش ٣ | العدد ٣١٢٦ السنة التاسعه
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

روح التعصب وآثارها

حنا حنا المحامي
قرأت أن الشيخ برهامى "فض فوه" قد أعلن أن المسيحيين لا يجوز أن يتبوأوا أى منصب قيادى فى الدوله وعلى ذلك لا يجوز أن يكون رئيس الجمهوريه مسيحى كما لا يجوز أن يتولى المسيحيون أى  منصب قيادى آخر.

والغريب بل والشائن أن هذا الرجل لم يزج به فى السجن.  نعم فى السجن.
إن كلمة "إثارة الفتنه الطائفيه" أصبحت كلمه عاديه يمكن أن تتردد بكل بساطه وكانها مجرد كلمه نابيه لا تلتصق بمن توجه إليه مثل "فلان كلب".  فهذه الكلمه تعبر عن شتيمه لا تلتصق بمن توجه إليه ولكنها تعبر عن تحقير الموجهه إليه الكلمه.  مع ذلك فهى تخضع للعقوبه الجنائيه إذا ما طبق القانون تطبيقا سليما. 

أما إثارة الفتنه الطائفيه بواسطة برهامى فلا تخضع للقانون. 
عجبا.
وبالمثل فإن ما قاله البرهامى لا يخرج عن كونه دعوى إلى الفتنه الطائفيه.  بل هى أخطر من مجرد فتنه لان هذا البرهامى المفروض أنه رجل دين.  ولكن أقولها بملء الفم "إن الدين منه براء".  إن ما قاله ذلك البرهامى إذا صدر من شخص عادى يحاسب عليه فما بالك أن يخرج من فم رجل المفروض أنه مسئول وأن له أتباعا ومريدين.

إن خروج مثل هذا القول من شخص كبرهامى المفروض أنه ثابت العقل وراشد ومسئول عن كلامه يثير فتن –لا فتنه- طائفيه فى وقت من أحرج الاوقات التى مرت عليها مصر فى تاريخها.  ذلك أنه للاسف يقود حماعه دينيه وينصب نفسه زعيما دينيا ومن ثم رئيسا وطنيا بينما هو لا يعرف شيئا عن الدين أو الوطنيه.  فمثلا هو لم يقرأ سورة مريم. 

على ذلك فإن ما قاله برهامى يندرج تحت إثارة الفتنه الطائفيه التى ينص عليها القانون.  ومن ثم يتعين أن يحاسب ويحاكم ويزج به فى السجن جزاء وفاقا لما قام به من فتنه.  وإنى فى حيرة من أمرى كيف أنه لم يحاسب حتى هذه الساعه؟

يا ساده إن القوانين لم تصدر للزينه أو ذرا للرماد فى العيون.  إن المكان الطبيعى لذلك البرهامى بعد ما تقيأه من قول هو المحاكمه العادله ثم الزج به فى السجن.  القانون لا يسن كديكور بل يسن لينفذ وليكون عصا لمن عصى.  القانون لا بد أن يحترم حتى نحقق ما نصبو إليه من مكانه بين العالم بعد ذلك الانهيار الذى هوت إليه مصر بسبب أمثال برهامى وأشكاله الذين لا يشعرون بأى انتماء إلى الوطن ولا يعبأون بأى تفتيت أو تقسيم أو ضعف أو وهن.
إنك لا تعرف شيئا حتى عن الاسلام يابرهامى.  ألم تقرأ الآيه القائله :  ولو شاء ربك لجعل الناس أمة واحده.  إدرس معنى هذه الآيه ثم تعال بعد ذلك وأخبرنى إن كنت فهمت شيئا يقومك.

إن هذا البرهامى ينعم بخير هذا البلد الذى يرفل فيه ومع ذلك فإنه لا يعبأ بأن يفتت الوطن أو يعمل على ضعفه فينفث ما يعتمل بنفسه من حقد وبغضاء وشر ويعمل على نشر هذا الشر غير عابئ بتأثير ما يثيره على البسطاء والاتباع والمريدين.

إن أى مسلم فى أى دوله أجنبيه مسيحيه متى حصل على جنسيتها يكون له الحق فى العمل وتبوء المناصب فى الدوله مهما كانت هذه المناصب على جانب من الاهميه فيكون شأنه شأن المواطن الاصلى الذى ولد ونشأ فى تلك الدوله.

أما هذا البرهامى فإنه يرى أن يحرّم المواطن الاصيل ابن الوطن لحما ودما من حقوقه المشروعه الاصيله واللصيقه بوصفه وطنى أصيل وليس دخيل.  ولكن يبدو أن هذا البرهامى يحتاج إلى الذهاب إلى السنه الاولى الابتدائيه ليدرس أبجديات التاريخ المصرى.

إن ذلك البرهامى لا يقف للسلام الجمهورى احتراما لشعار الدوله التى تأوييه.  ولا شك أن هذا خطأ القائمين على سياسة الدوله.  ذلك أن الدوله هى التى تأوى برهامى وحاشيته وهو الملتزم باحترام قوانين الدوله وشعاراتها وسلامها الوطنى.  وإذا لم تعجبه هذه الوطنيه فعليه أن يبحث عن دوله أخرى إن وجد أى دوله أخرى تقبل هذا التخلف.  أما إذا فشل فى أن تأويه أية دوله أخرى وهذا هو الارجح, فعليه أن يلتزم بشعارات الدوله التى تأويه والتى ينعم بخيراتها, وليس له خيار فى ذلك وإلا طبق عليه القانون وخضع للعقوبه المقرره.

إن لهذه الفتن آثار وخيمه على الوطن ولعلك يا برهامى تدرك أن ما وصلت إليه مصر الآن هو بسبب أمثالك.  ولذلك لا أغالى أنه يجب على أمثالك أن تتخلص منهم مصر سواء بالسجون أو بالعقاب الرادع لان أمثالك يخافوا ولا يستحوا.

فمثلا المفروض أنك رائد وقائد بل ربما مثل أعلى للجهله وغير المتعلمين.  فإنهم يأخذوا ما يتقيأه فمك بصوره شبه مقدسه.  من هنا يتعين على الدوله أن تأخذ أقوالك الشريره مأخذ الجد وبكل حزم وحسم.

إن أمثالك يا برهامى هم الذين قادوا مصر إلى ما وصلت إليه الآن.  ولذلك يتعين أن توصف بأنك المتعلم الجاهل.  لانك لا تدرك معنى الوطنيه وتماسك الوطن الذى هو أساس قوته ونهضته.  بل إذا شئنا الدقه فإنك خائن للوطن. 

نعم خائن لانك تعمل على تفتيت هذا الوطن وتقويض وحدته.  وهذا يؤدى إلى ضعفه أكثر مما هو ضعيف كما يعمل على وهنه أكثر مما هو عليه من وهن.

إنك يا برهامى لا تنظر إلى مصر إلا على أنها غنيمه لا وطن.  غنيمه تأخذذ منها ولا تعطى, تستغل خيراتها وتعمل على قصر هذا الخير عليك فقط.  والانسان عادة يقيم بما يعطى وليس بما يأخذ.  فإذا كان ما تعطيه صفر فإن قيمتك صفر بل أقل من صفر لانك تسلب ولا تعطى.

يا برهامى إنى لا انتظر من أمثالك أن تتقدم وترتقى بفكرك وتثوب إلى رشدك لان أمثالك يعشقون الشر ويرون أنه يحقق لهم مكاسب ذلك لان نظره قاصر وقصير ولا يدرك أن مثل هذا السلوك يؤثر على مصر الغاليه تأثيرا بالسلب.

يابرهامى إنى لا اريد أن أتعرض لتفاصيل دينيه ليس احتراما لك لانك غير محترم ولكن احتراما لاخوه أعزاء فى الوطن يحترمون بنى وطنهم, وبنو وطنهم يحترمونهم وهؤلاء المحترمون هم الذين تعيش فى كنفهم وفى حمايتهم.ولا أشك لحظه فى أنهم ينظرون إليك نظرة إشفاق بل ونظرة عدم احترام.
وإلى حضرات الساده القائمين على تقدم الوطن ونهضته ورقيه أن يتعاملوا مع هذا البرهامى بما يحمى الوطن من أمثاله حتى تحقق مصر تقدمها ورقيها ونجاحها.


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter