الأقباط متحدون - هولوكست الاقباط في غياب الدولة
أخر تحديث ٠٠:٤٨ | الخميس ١٣ مارس ٢٠١٤ | برمهات ١٧٣٠ ش ٤ | العدد ٣١٢٧ السنة التاسعه
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

هولوكست الاقباط في غياب الدولة

لطيف شاكر

قدم الاقباط أنفسهم و أرواحهم ودمائهم رخيصة من أجل رفع راية هذا الوطن العظيم ، ومن أجل أن يعيش هذا الشعب بكل حرية واستقلال , ليس من خلال الثورات الحالية وثورات الزمن الافضل فحسب, بل خلال الاحداث الدموية اليومية منذ ثورة العسكر الدينية عام 52 ,تحمل فيها الاقباط الويلات المريرة بصبر واحتمال تهتز له الجبال الفارعة من فرط الاضطهادات والاستخفاف بهم والتقاعس عن حمايتهم. يقول المؤرخ عبد العزيز جمال الدين في كتابه يوحنا النيقوسي:
"أن وجود المصريين الأقباط ,رغم الأحتلال والقهر اٍلي يومنا هذا يعد معجزة من معجزات البقاء . فعلي الرغم من الاضطهادات العاتية التي مر ويمر بها المصريين الأقباط علي مر العصور اٍلي يومنا هذا ,فما زالوا يعيشون صراعاتها ويتعايشون مع احداثها وباقون لاٍستكمال مسيرتهم ".

وقدموا الاقباط علي مر العصور امثلة حية لحبهم للوطن والتمسك بارضه مفضلين ان يتحملوا الذل والاهانة واهدار حقوقهم والتصغير من شانهم والتحقير من عقيدتهم كل يوم في وسائل الاعلام المرئية والمقروءة والسمعية عن الاستقواء بالخارج ليجأروا بالظلم الواقع عليهم وعلي عائلاتهم في العمل والمدرسة والبيت والشارع ..الخ.
وبات الاقباط يشربون كئوس العذاب والالم كالماء يوميا , بعد ان اصبح الدين السمة الرئيسية لكل مفاصل الدولة , والشريعة الاسلامية متغلغلة في كل المؤسسات , واضحي المسيحي غريبا في وطنه , وتفشت التعاليم الدينية المحرضة علي قتل واضطهاد الاقباط في النشء الصغير, وفي الاعلام طوال النهار والليل بلا هوادة او استحياء .
وليس معني هذا أن الاقباط ضعفاء ولكن تغلبت ثقافتهم الدينية عن ثقافة الدولة, فاحتملوا الاضطهاد والآلام وضحوا بكل غال من أجل سلامة الوطن وعدم تفتيته, لكن عندما تغلب ثقافة المجتمع البدوي عن ثقافتهم الخاصة سيحذوا حذوهم ويسيروا علي خطاهم لان من عاشر قوم ازمنة طويله سيصيروا حتما مثلهم وسيتطبعوا بالتاكيد بثقافتهم حيث لايكون الاعين بعين وسن بسن و الاستقواء بالخارج وفضح الاكاذيب امام الجتمع الدولي ,والاخطر من هذا كله التفجير الانتحاري في وجه الجميع مادامت الثقافة الصحراوية الدموية اصبحت هي السائدة في المجتمع, وباتت شبه مشروعة من خلال صمت الدولة وسلبية الامن وظلم القضاء ,فاين المفر وما هو الحل فالموت امامهم لامحالة والاستخفاف بدمهم وتبرير الجناة وتجريم الضحايا خلفهم دون رادع او حساب ....
لقد بلغ السيل الزبي وضاق بنا الوطن جراء تفشي الارهاب الاسلامي في كل بقعة من ارض مصر ,ويزداد توحش الجماعات الارهابية كل يوم , بعد ان احتضنتهم الدولة في العهود السوداء السابقة , حتي انقلب السحر علي الساحر فقتلوا السادات (المؤمن ) وحاكموا مبارك المخلوع ولم يسلم طنطاوي من الاستهانة به وطردوه بعد ان سلمهم مقاليد الحكم , وأخذهم الغرور وتخيلوا باستعلاء الاغبياء انهم الاعلي والاقوي وسيحكموا مصر الي الابد, ويحولوا مصر الي امارة بعد ان يمحو تراثها المصري الاصيل وحضارتها الشاهقة , ويعودوا بها الي البداوة والتخلف , لكن الله لا يغفل ولا تغمض له عين ودارت عليهم الدوائر , فقامت الثورات وكان للاقباط الدور الوفير في اشتعالها ضد مماليك العصر الحالي وهكسوس الزمان الحاضر والقي بهم في غياهب السجون وانتهوا بلا رجعة باذن الله.
وناصب اذنابهم العداء الدموي-- كطبيعتهم المعهودة في كل عهودهم البغيضة-- للمسيحيين وشددوا عليهم الكراهية فراحوا يقتلونهم بدم بارد انتقاما منهم لاشتراكهم الفعال والمجدي في نجاح الثورات ,بعد ان سلبوا ممتلكاتهم واحرقوا متاجرهم وأخربوا بيوتهم وخطفوا بناتهم القصر (الضني الغالي) امام عائلاتهم لاسلمتهم الجبرية وفرض فدية تصل الي عشرات بل مئات الآلاف من الجنيهات دون تدخل الدولة او يرمش للمسئولين لهم جفن .

وامام صمت المسئولين ازدادت شهوة الاسلاميين في التنكيل بالاقباط وقتلهم للفوز بالجنة الموعودة والجهاد في سبيل الله بقتل الابرياء وهو اسمي معانيهم وليس في مصر فقط بل بدأ يلاحقونهم في كل مكان هربوا اليه من اجل لقمة العيش بكرامة لهم ولعائلاتهم مادام الوطن تغاضي عنهم واستهانوا بدماء الاقباط دون حسيب او رقيب واصبح القتل علي الهوية مباحا ومستباحا .
وامتدت اياديهم المخضبة بالدماء بقتل سبعة أقباط في ليبيا وبعد يومين قتلوا الثامن مادام دمهم رخيص... ومازال الحبل علي الغارب, فلن يشفوا غليلهم الا بقتل كل المسيحيين من خلال الخلايا الاسلامية بليبيا حتي يكون الجهاد مقبولا امام اله لايستريح الا بدماء المسيحيين
واين الوطن ياسادة ازاء هذه الجرائم التي يندي لها الجبين, وما الاجراءات الفورية التي اتخذتها الدولة لاعادة المسيحيين من ليبيا قبل فوات الاوان وذبحهم علي المشاع او حرقهم لتكون هولوكست الاقباط في هذا الزمان بيد الجماعات الاسلامية في غياب الدولة المصرية ....وهل من سامع ؟ .


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter