الأقباط متحدون - مات سلامة فوزي طوبيا
أخر تحديث ٠٠:١١ | الأحد ١٦ مارس ٢٠١٤ | برمهات ١٧٣٠ ش ٧ | العدد ٣١٣٠ السنة التاسعه
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

مات سلامة فوزي طوبيا

بقلم : مدحت بشاي
medhatbe@gmail.com
 
" توفي المواطن المصري القبطي سلامة فوزي صباح اليوم، السبت، بعد إصابته بطلق ناري يوم 2 مارس في ليبيا على أيدي متشددين إسلاميين يشتبه في انتمائهم لأنصار الشريعة، في محاولة لاغتياله بعد أيام قليلة من العثور على سبع جثث لأقباط مصريين مقتولين في بني غازي، وسوف تقام صلاة الجنازة في "مطرانية سمالوط"، حيث مسقط رأسه" .. مجرد خبر لشاب دفع عمره واستشهد لأنه مسيحي الديانة !!!
 
وقال المتحدث الإعلامي باسم "اتحاد شباب ماسبيرو"(كيان قبطي في مصر)مينا ثابت، في تصريحات إلى "بوابة الوسط": "توفي اليوم سلامة فوزي والجنازة سوف تكون في سمالوط بصعيد مصر مسقط رأسه"، وأضاف ثابت "تدهورت حالة سلامة التي كانت حرجة وفق ما أعلنه المستشفى في بني غازي نتيجة لنقله برًا من ليبيا إلى مصر في سيارة إسعاف بعد تجاهل الخارجية المصرية والمسؤولين مناشدات أسرته لنقله بإسعاف جوي، الأمر الذي دفعهم لنقله على نفقتهم الخاصة".
 
لاشك أن الحكومة بكافة أجهزتها والقوات المسلحة ووفق ماتواتر من أخبار ، قد بذلوا الجهود (مرضية أو غير مرضية ) إزاء حادث قتل 7 مواطنين مصريين مسيحيين ( وما كنت أود الإشارة لديانتهم لولا ما تردد من شهود كانوا في قلب الحدث ، وتأكيدهم أن القتل لم يكن له سبب سوى هويتهم الدينية ) .. نعم ، قيل أن هناك متابعة من قبل وزارة الخارجية ، وتم التنسيق مع الجهات المعنية الليبية لنقل الجثامين ، وتخصيص طائرات لتيسير نقلها والإجراءات الكفيلة بتهدئة خواطر الشعب المصري وأهاليهم ، ولكن تبقى علامات استفهام كثيرة تطرحها الكارثة ..
 
وفق ماتم نشره " قال شاهد عيان، نجا من مذبحة بنى غازى، إن بعض الجماعات الدينية المتشددة فى ليبيا تعتقد أن الأقباط هم السبب فى إسقاط نظام الرئيس المعزول محمد مرسى، لذا يطالبون برأس الأقباط فى ليبيا، ويكتبون ذلك على الحوائط فى بعض المناطق.وأفاد عادل شكرى، 35 سنة، أحد شهود الجريمة من أبناء نجع مخيمر: إن مسلحين مروا على العمارة التى يعيشون فيها، واقتادوا 7 منهم عنوة بعد علمهم أنهم مسيحيون، وأخذوا منهم الجوازات واصطحبوهم إلى سيارة كانت تقف أمام المنزل، وجرى إعدامهم بطلقات نارية فى الرأس.،و كنا 20 مسيحيا نقيم فى غرفة واحدة بحوش (بيت) كبير، وفى العاشرة مساء ليلة الحادث، سمعنا طرقا بباب الحوش ، وعندما سألهم صاحب الحوش عن هويتهم قبل فتح الباب قالوا إنهم لجنة من الصحة جاءوا لعمل تحاليل طبية للعمالة المقيمة عنده، ولما فتح لهم فوجئ بأنهم ملثمون مسلحون، وبعدها دخلوا علينا الغرفة ، وسألونا عن أسمائنا ولما علموا أننا مسيحيون أخذوا الضحايا السبع تحت تهديد السلاح فى سيارة 2 كابينة واختفوا.. بحثنا عن الضحايا فى اليوم الثانى، وفوجئنا بهم قتلى على بعد 60 كم من بنى غازى..وتساءل : طالما أن الجماعات المتشددة تعامل المسيحيين فى ليبيا هذه المعاملة السيئة، لماذا لا يمنع الليبيون ذهاب الأقباط إلى هناك، طالما أنهم غير قادرين على توفير الحماية لهم؟...وقال أيمن سامى، 30 سنة، من أبناء النجع: «كنت أعمل فى ليبيا العام الماضى وكانت هذه الجماعات المتشددة تطلق على نفسها أنصار الشريعة، تفعل بالمسيحيين ما لم أشاهده فى حياتى»..
 
أنقل تلك المساحة الكبيرة من الخبر ، لأني وددت عرض علامات استفهام شهادة شهود عيان ، قبل عرض ما أراه أن الكارثة تطرحه بقوة كأسئلة ينبغي التحاور حولها ، وبالمناسبة أيضاً أعرض بعض ما جاء من تعليقات القراء ،  كما جاء بحروفها " القذافى كان حاكمهم من الحديد والنار لانهم ارهابيون اللة يرحمك يا قذافى" وثاني " كده بقي برة وجوة كملت" وثالث " ما دام انتو بتشوفو الليبيين بيموتو كل يوم رايحين ليبيا ليه ؟؟ خليكو في بلادكو أحسن وبلاش مصائب علينا وعليكم خلوها علينا ، بلادنا حنصفوها عاجلا أم أجلاً "،ورابع " لو صدق هذا الكلام..تكون دماء هؤلاء المصريين فى رقبة الكنيسة التى تورطت بعد البابا شنودة فى السياسة بشكل سيورط اتباعها فى صراع طائفى خاسر"..وتعمدت نقلها كماهي لعلها تساهم في التعرف على جوانب واقع بات يسمح بفكر طائفي ردئ للأسف ..وعليه ، أطرح مجموعة من علامات الاستفهام ..
 
كيف لمسئول مصري الخروج لكاميرات التليفزيون متعجلاً والقول أن الضحايا كانوا في سبيلهم للهروب غير الشرعي للحصول على فرص عمل خارج البلاد ، وهم مجموعة مقيمة بشكل رسمي ويروحون ويجيئون في رحلات  مكوكية ( مصر/ ليبيا والعكس ) أكل عيش كما قال من عاش من الضحايا ؟!!
هل بات على المواطن العربي المسيحي أن يقع بين خيارين لا ثالث لهما ، إما أن (ينعم !) بحكم ديكتاتوري مستبد لا مجال فيه لوجود فكر وممارسات طائفية (لاحظ قول القارئ " القذافى كان حاكمهم بالحديد والنار لأنهم ارهابيون ..الله يرحمك يا قذافى" ) ، أو قبول الخيار الثاني وهو التعايش مع الاضطهاد الذي يصل إلى حد القتل من جانب جماعات التشدد والإرهاب ؟!!.... وبالمناسبة ، لقد عشت في ليبيا في التسعينات فترة كان القذافي يحارب جماعات الإرهاب على أرض ليبيا ، ولن أنسى ما حييت مشهد كان يتكرر بشكل شبه يومي على مدى أسبوع خلال شهر رمضان الكريم في واحدة من أشهر حملاته البشعة في سنة ما في بداية التسعينات من القرن الماضي.. المشهد كان يتم عرضه على شاشة التليفزيون الليبي ( وكانت قناة واحدة ليبية تحبس المشاهد للرؤية الإجبارية ).. مع انطلاق مدفع الإفطار يجلس مجموعة من البدو البسطاء على أرض البساط الأخضر لملعب كرة ( في دائرة السنتر) ليعلنوا أحكامهم بالإعدام شنقاً على فرد فرد في جماعات الإرهاب ، فيقوم عشماوي الليبي بالتنفيذ على عارضة المرمى ( ليتناول المواطن الليبي إفطاره بعدها بالهنا والشفا بعد جرعة ترويع وإرهاب من جانب الحاكم المستبد !!!) .. ولم تكن مواجهات نظم الاستبداد العربية بعيدة كثيرا عن أليات القذافي في مواجهة إرهاب تلك الجماعات لينعم المواطن بحياة هادئة نسبية .. وللحديث المشغول بعلامات الاستفهام بقية ..    
 

More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter