مينا ملاك عازر
الفرق بين الإخواني وغير الإخواني، أن الأول يبغض مصر ويؤله الجماعة، والأخير يحب مصر ويتزوج الجماعة، أما الحالة التي هي لا هو إخواني ولكن هواه هواهم، هي حالة فريدة يقدمها منتصر الزيات متر الإرهابيين وسفاكي الدماء والمجرمين، يحاول أن يثبت لنا أنه ليس إخواني ولكن الذقون بتحن، هذا ما قاله الزيات في برنامج تامر أمين على روتانا مصرية "من الآخر" ده اسم البرنامج لكن من الآخر منتصر الزيات أثبت لنا عملياً كيف تكون الرأي وعكسه؟ كيف تقول الشيء وتناقده فيما بعد؟
يتحير المتر بين اختيار السيسي وصباحي ومرسي إذا ما ترشح ثلاثتهم في فرضية افترضها له تامر أمين، الفرضية مستحيلة، تبدو جدلية لانعدام فرص مرسي، لكن الزيات لم يزل يراهن على حصان خاسر لا لشيء إلا لأنه لا يرى إلا الإخوان، هذا يثبت أن الإخوان هي أم الجماعات، خرج من رحمها كل المجرمين والأفاقين والمنافقين.
ينسى الزيات أنه وقف بين أهله وعشيرته في رابعة وخطب بهم وحرضهم وشدد من أزرهم وهذا ما قد تظنه لبعض الوقت لكنه سرعان ما يؤكده ويذكرك به في أداء لا يؤديه إلا إخواني يبرع في استفزاز الآخر ويصر على خطأه، لا يوارب ولا يحاول أن ينسيك مواقفه في شجاعة أحسده عليها، ويتمناها الكثير من الإعلاميين الذين أيدوا الإخوان في بواكير حكمهم ويؤيدون السيسي اليوم
الكارثة أن أولائك ينتفعون ويأكلون من كل الموائد، وتراهم بجوار هذا في ترشيحه ويؤيدون هذا في انسحابه، رغم أنهم كانوا معه أثناء ولايته، أولائك يبحثون عن من يملك حب الشعب فيولونه وجههم، ويتنكرون لمواقفهم القديمة، أما منتصر لم يمتلك فهم مسألة حب الشعب، فبدى مندهش من الحشود الهائلة التي خرجت كارهة للإخوان في الثلاثين من يونيو، المتر المحنك لم يفهم أن الإخوان خسروا قضيتهم لفظهم الشعب من قلبه مع كل قطرة دم تراق على أرض الوطن، الزيات يحلم بغد يعود فيه الإخوان ولو لمائدة الحوار تمهيداً لاستعادة الحكم، ويظن أن الشعب ينسى أسود عاماً مر عليه، يدعي الزيات أن زجاجات البيبسي والمياه المعدنية التي وُزِعت هي التي حشدت
الشعب في عينه رخيص لدرجة هائلة يجمعه زجاجات مشروبات، نزل به المستوى بعد أن كان يتجمع بناءاً على ادعاءات إعلاميوا مبارك بوجبات كنتاكي وأموال وقت ثورة يناير أصبح يحتشد لما هو أرخص، الزيات يعلن هزيمة الإخوان وبهتان منطقهم وبطلان حقهم، ولا يكتشف هذا، فكلماته تنضح غلاً ستره تامر أمين بلباقته، وبالمناسبة أبدى تامر أمين أعلى درجات ضبط النفس في برنامجه إذ لم يفعل ما كان الكثيرين سيفعلونه لو كان الزيات أمامهم، وهو أن يقبض على زمارة رقبته وينهي الحوار.
على الهامش: حتى السفالة لها أصول، فإن أردت تكن سافلاً في عداءك مع شخص فلا تخض فيما لا يجب الخوض فيه، وإلا تكون كسرت حتى أصول السفالة.
المختصر المفيد ليتنا نصحو ويصحو قلبنا قبل ما نمضي وتبقى ليتنا "مثلث الرحمات قداسة البابا شنودة الثالث".