كشفت مصادر أمنية عن مفاجآت فى حادث استشهاد الملازم أول محمود محمد بمحافظة قنا، حيث تبين أنه نجل اللواء محمد حنفى مسئول ملف جماعة الإخوان الإرهابية بجهاز الأمن الوطنى.
 
وقالت المصادر إن والد الشهيد عمل بجهاز أمن الدولة المنحل منذ قرابة 30 سنة، وتدرج فى المناصب حتى حصل على رتبة اللواء، وأصبح مسئول ملف جماعة الإخوان بمصر، ثم المسئول الأول عن ملفات جماعة الإخوان بالعالم العربى، وأثناء اجتماع اللواء عمر سليمان بالقوى السياسية قبل 11 فبراير 2011 بعد اندلاع ثورة 25 يناير التى أطاحت بالرئيس الأسبق حسنى مبارك، استمع سليمان إلى القوى السياسية ومطالبهم قبل إعلان تنحى مبارك عن السلطة، حيث كان الدكتور محمد مرسى والدكتور محمد سعد الكتاتنى ممثلان لجماعة الإخوان فى الاجتماع، وطالبا مرسى وقتها بإبعاد اللواء محمد حنفى عن أمن الدولة، واعتبر ذلك من أهم المطالب للجماعة.
 
وبعد تنحى مبارك عن السلطة وجاء الإخوان خلفا له، فحقق مرسى ما لم يستطع تحقيقه أثناء وجود مبارك فى الحكم، فحرص على إسناد مهمة تفكيك جهاز الأمن الوطنى للمهندس خيرت الشاطر، حيث وزع الضباط الأكفاء على قطاعات أقل أهمية بوزارة الداخلية، مثل شرطة النقل والمواصلات والسياحة والآثار والأحوال المدنية، وألغى قسم التطرف ومسئولى الجماعات للسماح للحمساويين بالدخول إلى مصر وعدم ملاحقتهم، ونجح مرسى فى إبعاد اللواء حنفى الرجل الأبرز بالجهاز صاحب الخبرة فى ملفات الجماعات من الأمن الوطنى – بحسب المصادر.
 
ولم يكن مرسى يعلم بأن الثوار الذين خرجوا للمطالبة برحيل مبارك سيخرجون بعد عام واحد للمطالبة برحيله أيضا، فكانت ثورة 30 يونيو التى أطاحت بمرسى ليعود اللواء حنفى مرة أخرى إلى عمله مسئولا عن ملف الإخوان بالداخل والخارج، وبالرغم من دخول مرسى سجن برج العرب، إلا أنه لم ينس اللواء حنفى فسأل عنه لمعرفة عما إذا كان عاد لجهاز الأمن الوطنى من عدمه، ويعد الشهيد محمد مبروك الذى استشهد على يد الإخوان بمدينة نصر من أبرز الضباط الذين عملوا مع اللواء محمد حنفى.
 
وأدلى اللواء حنفى بشهادته أمام المحكمة فى قضية الهروب الكبير المتهم فيها مرسى، و33 شخصا من قيادات جماعة الإخوان وأعضاء مكتب الإرشاد فى جلستين سريتين يومى 15 و16 يونيو الماضى، حيث استمعت المحكمة إلى اللواء محمد حنفى عبدالرحمن سليمان، وكيل الإدارة العامة لمكافحة التنظيمات المتطرفة، والعميد عادل حلمى محمد عزب، رئيس مباحث الأمن بمجموعة متابعة نشاط الإخوان، والعميد محمد عبدالباسط عبدالله، مسئول تلقى الإخطارات، والرائد محمد عبدالحميد نجم، الضابط بمباحث أمن الدولة ومدير مكتب الجهاز بمدينة السادات، والنقيب محمد عمر عطية، الضابط المسئول عن جمع المعلومات بجهاز مباحث أمن الدولة.
 
وكشفت شهادة اللواء حنفى وزملائه عن مفاجآت وأسرار فى القضية بنيت على أساسها المحكمة حكمها الصادر فى 23 يونيو الماضى بإحالة أوراق الدعوى وما حوته من تحقيقات إلى النيابة العامة، لاتخاذ ما يلزم حيال الوقائع التى كشفتها الجلسات من اتهام مرسى و33 إخوانيا بارتكاب جرائم التخابر مع عناصر أجنبية متمثلة فى تنظيم حزب الله اللبنانى وحركة حماس الفلسطينية وتنظيم الجهاد بسيناء وارتكابهم جميعا جريمتى الإرهاب والتخابر.
 
وكان اللواء محمد كمال مدير أمن قنا، تلقى إخطارًا من مركز شرطة أبو تشت، بمصرع محمود محمد حنفى "23 سنة"، ملازم، وإبراهيم عبد الحميد "38 سنة"، رقيب شرطة، إثر إصابتهما بطلقات نارية، من مسجل خطر يدعى "حازم.ج.ف"، وتم نقل جثتى الشهيدين إلى مستشفى نجع حمادى العام، وتحرر محضر بالواقعة، وأخطرت النيابة العامة لتتولى التحقيقات.
 
وانتقلت القيادات الأمنية لمستشفى قنا العام، وفى مقدمتهم اللواء محمد كمال مدير أمن قنا، لمتابعة إجراءات تسليم جثمانى شهيدى الشرطة إلى ذويهم.