الأقباط متحدون - في ذكرى غزوة الصناديق
أخر تحديث ٠١:١٤ | الاربعاء ١٩ مارس ٢٠١٤ | برمهات ١٧٣٠ ش ١٠ | العدد ٣١٣٣ السنة التاسعه
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

في ذكرى غزوة الصناديق

صورة ارشيفية
صورة ارشيفية

مينا ملاك عازر
منذ ثلاث سنوات حشد الإخوان والسلفيون رجالهم ونساءهم وعتادهم ليصوتوا على تعديلات دستورية صاغها لهم رجلهم البشر اسماً وليس صفة مع لجنة كان بين أعضائها بجاتو مستشار كل العصور ورجال آخرون كانوا مغلوبين على أمرهم من أغلبية متطرفة لا تحترم الوطن قد ترنو لتنفيذ حلم الجماعة فنفذ الاستفتاء بنسبة الثلاثة أربع قالوا نعم مقابل الربع تقريباً قالوا لا، فاعتبر البعض تلك النتيجة غزوة الصناديق!!!.

ومن يومها لهذا الحين الذي نحن فيه لم يهتم الإخوان ومريديهم ومنفذي أحلامهم إلا بالصناديق، من صندوق الانتخابات إلى صندوق الزيت كليهما يؤدي لتنفيذ أحلامهم وطموحاتهم وآمالهم وكله على حساب الوطن، الإخوان لم يزالوا ينشدون الصندوق ويتمسكون به ولكنه حالما خرجوا من المشهد التنفيذي بثورة شعبية خالصة مئة بالمئة لم يطيقوا الوقوف أمام الصناديق فانسحبوا من الاستفتاء الأخير ويكادوا ينسحبوا من الانتخابات الرئاسية القادمة ولعل البرلمانية أيضاً.

لم يبقى للإخوان بعد انتهاء عصر تحكمهم بصناديق الزيت والسكر وصناديق الاقتراع إلا صناديق البارود والسلاح فلم يستخدموا إلا هي، لم يعودوا بنفس قدرة الحشد بنفس الأعداد من البشر فحشدوا عدد كبير من البارود للتخريب والحريق والدمار، برع الإخوان في فعل كل شيء مخالف لمصلحة الوطن وكله بالصناديق ومن صندوق لآخر ينتقل الإخوان ولعلهم لا يحترمون صندوق يرقد به شهيد غير إخواني يشمتون ويضحكون ويفرحون وكأنهم منتصرين، ولا يدرون أن صندوق الشهيد يقلص فرصهم في صناديق الانتخابات التي لا يعترفون بها، نعم ولكنها فرصتهم الوحيدة لكي يحجزوا مقعد الخاسرين بطريقة رسمية إن فعلوها ودخلوا الانتخابات، ولأنهم يعلمون هذا فضلوا الابتعاد عن صندوق الاقتراع ليضيفوا كل يوم بسلاحهم شهداء جدد وصناديق جديدة تحملهم لمثواهم الأخير.

ومع مرور كل هذه المدة الزمنية يبقى سؤال وحيد يخص استفتاء غزوة الصناديق ألا وهو، لماذا دعم الإخوان التعديلات الدستورية؟ ولماذا قبلوا بلحسها من المجلس العسكري الحاكم حينها بإصداره الإعلان الدستوري؟ ولماذا فعل المجلس العسكري هكذا مع أنه هو الآخر كان يريد التصويت بنعم؟ ولماذا لم ينفذ نتيجة الاستفتاء؟ ومن يدفع فاتورة تكاليف الاستفتاء الذي لم يعمل بنتيجته؟ ومن نحاسبه على كل هذه التكلفة والغرامة التي تجرعتها مصر في وقت لم يكن اقتصادها يتحمل هذه الكلفة؟

وأخيراً، لك عزيزي القارئ الحق من هنا وحتى نهاية المقال أن تعد كم صندوق مر على مصر؟ وتنظر ملياً هل نجحت غزوة الصناديق؟ أم أنها كانت بداية النهاية لحكم بنى نفسه ورمى أساساته على أسس غير سوية فكانت النهاية الطبيعية والمنطقية لرجال النظام ولرجال من أتوا به، فتراهم ينسحبون من الانتخابات القادمة ويدعون محاولات اغتيال ليطلبوا محبة شعب كرههم بعد تسليمهم للإخوان بالصناديق.
المختصر المفيد ربنا لا تؤاخذنا بما فعل السفهاء منا.


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter